استهداف مملكة البحرين من قبل حزب الله ليس سوى مظهر لاستهداف أوسع للمنطقة لا يوفر بلدان الخليج في محاولة اختراق يحاول الحزب تنفيذها لحساب إيران، سبق لدول خليجية أن رصدتها بشكل مبكر وسارعت إلى إحباطها. تجاوز الغضب من تصريحات أمين عام حزب الله حسن نصرالله بشأن الوضع في البحرين وتعليقه على التحقيق مع أمين عام جمعية الوفاق، حدود مملكة البحرين إلى منطقة الخليج ككل ممثلة بمجلس التعاون الذي اعتبر أمينه العام عبداللطيف الزياني أن تصريحات نصرالله “تحريض صريح على العنف بهدف خلق شرخ طائفي وبثّ الفرقة بين أبناء شعب المملكة”، وأنه تجاوز التدخل في الشؤون الداخلية للمملكة إلى تهديد أمنها واستقرارها. واعتبر مراقبون هذا الموقف ردّا طبيعيا على الحزب الشيعي الموالي لإيران الذي لا يمثّل استهدافه للبحرين سوى مظهر لاستهداف أشمل للمنطقة ككل من اليمن إلى السعودية وباقي الدول الخليجية. وقال هؤلاء إن من بين تلك الدول من أظهرت سلطاتها بشكل مبكّر أنها على بيّنة من “شهية حزب الله المفتوحة” لاختراق الساحة الخليجية، ومن ثم مبادرتها بشكل استباقي لتطويق خطر الحزب، مصنّفين ضمن هذا السياق قيام دولة الإمارات العربية المتحدة بتسفير محسوبين على الحزب كانت تسند إليهم مهمة تسهيل حركة الأفراد التابعين له والتعاملات المالية في الفضاء الخليجي. وقد نسجت دول خليجية أخرى من بينها قطر على المنوال الإماراتي وبادرت إلى ترحيل 18 لبنانيا تبين أنهم يعملون لحزب حزب الله. ويعتبر مراقبون تدخّل الحزب في اليمن هو الأوضح لتجسّده ميدانيا من خلال تقديم دورات تدريبية لمقاتلي جماعة الحوثي على القتال وتهريب الأسلحة والأموال من إيران، وتقديم الخبرة للجماعة في غزوها الجاري منذ سبتمبر الماضي لمناطق شاسعة بالبلاد. الشيخ خالد بن أحمد: العلاقات مع لبنان غير صحيحة طالما أن بيروت صامتة على نصرالله غير أنّ هؤلاء لم ينفوا وجود محاولات للحزب إثارة القلاقل في منطقة القطيف بشرق المملكة العربية السعودية عبر استمالة بعض المنتمين لشيعة الممكلة هناك وتحريضهم على إثارة الفوضى بالشوارع وإطلاق النار على رجال الأمن. إلاّ أن حزم السلطات السعودية في التصدي لذلك خلق صعوبات لحزب الله في اختراق تلك المناطق وجعله يكتفي بالتحريض الإعلامي على المملكة. وإزاء وجود جدار سميك من الممانعة الخليجية لاختراقات حزب الله، يجد الحزب، ومن ورائه إيران، في مملكة البحرين، وما تحظى به المعارضة الشيعية هناك من هامش واسع للحركة المدخل الأنسب لاختراق المنقطة. ومن هنا كانت أبسط الأحداث البحرينية محلّ تعليق من قادة الحزب وتحريضهم. وتجدّد ذلك خلال الأيام الماضية بمناسبة التحقيق مع أمين عام جمعية الوفاق التي تقاسم حزب الله ذات الولاء لإيران، من خلال تصريحات لحسن نصرالله تضمنت تحريضا صريحا لشيعة المملكة على حمل السلاح بوجه الدولة. وردّت سلطات المنامة على ذلك بغضب بالغ، حيث حمّل وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة الدولة اللبنانية مسؤولية تصريحات أمين عام حزب الله حسن نصرالله بشأن الوضع الداخلي في مملكة البحرين، واصفا نصرالله بالإرهابي. وجاء كلام الوزير ردّا على تصريحات لزعيم الحزب الشيعي علّق من خلالها على إخضاع السلطات البحرينية أمين عام جمعية الوفاق المعارضة للتحقيق بشأن تحريضه على قلب النظام بالقوة ذهب فيها حدّ القول إنّ إدخال السلاح إلى مملكة البحرين ليس أمرا مستحيلا. وحملت ردود الفعل البحرينية على تلك التصريحات بوادر أزمة بين المنامةوبيروت، مثيرة مخاوف لدى اللبنانيين من أن تؤثر على علاقة بلدهم بدول الخليج عموما في فترة هو بأشد الحاجة إليها. ودعت فعاليات لبنانية إلى اعتذار لبناني رسمي للمنامة لنزع فتيل أزمة معها ستكون نجاحا لمساعي إيران لقطع لبنان عن حاضنته العربية وتكريس بقائه في دائرة نفوذها. واستدعت وزارة الخارجية البحرينية أمس القائم بأعمال سفارة لبنان لدى البحرين إبراهيم الياس عساف مطالبة إياه على لسان وكيل وزارة الخارجية السفير عبدالله عبداللطيف بإدانة واضحة لتصريحات نصرالله وضرورة اتخاذ الإجراءات القانونية الرادعة تجاهها “كونها تتنافى تماما مع طبيعة العلاقات القائمة بين البلدين والشعبين، ولا تنسجم أبدا مع مساعيهما لتطوير هذه العلاقات”.