نصف منتخبات نهائيات كأس آسيا، التي انطلقت في أستراليا هي عربية، وهذا يعني أن الحظ في الفوز باللقب أو بلوغ النهائي يكاد يكون أمراً منطقياً، إلا أن الهزة العنيفة التي تعرض لها الأزرق الكويتي في مباراة الافتتاح شكلت حال إحباط غير منتظرة، إذ أنه لم يحدث أن انتهت مباراة افتتاح بنتيجة مثل هذه.. ويبدو أن الأزرق لم يستيقظ من سقطة دورة خليجي 22 على رغم من جلب نبيل المعلول لعل في يده بعض الحلول.. صحيح، الكنجر الأسترالي بدأ السباق نحو اللقب مبكراً، ووضع نفسه في موضع المرشح الأول، كون رفاق كاهيل يحوزون تجربة كافية على الصعيد العالمي، في المونديال وبطولات آسيا للأمم والأندية، ثم إن هناك تنافساً واضحاً بين منتخبات شرق آسيا الصفراء، ومنتخبات غربها العربية وإيران، وأستراليا التي تواجه الجبهتين معاً، وبذلك يصعب التكهن بالفائز مسبقاً، لأن كوريا الجنوبية تعرف أن لها وزنها، وعُمان تدرك أن بقليل من الشجاعة يمكن تحقيق الهدف، ولا تتنازل السعودية عن كبريائها في اللعب لأجل التّاج، وتسعى الصين إلى إثبات جدوى سياسة الاحتراف التي اعتمدتها منذ أعوام، وتحاول كوريا الشمالية لعب دور الحصان الأسود في البطولة، والشيء ذاته يمكنه أن يصدر عن أوزبكستان التي لا تريد أن تكون مجرد ضيف خجول، ولا تخفي إيران استعدادها لمقارعة المنتخبات المرشحة للفوز في مقدّمها منتخب الإمارات الذي يقدّم أداء مميزاً بلاعبين ذوي مهارات، فيما سيكون العنابي القطري الورقة الرابحة بالنسبة إلى المجموعة العربية كون لاعبي جمال بلماضي اكتسبوا ثقة المنافسة على المستوى العالي، أما البحرين فليست أمامها إلا محو الصورة السلبية التي خرجت بها من دورة الخليج الأخيرة، ويعمل اليابانيون على تأكيد قوتهم وجاهزيتهم للعودة باللقب، وإثبات السيطرة القارية، وسيجد الساموراي في طريقه ثلاث منتخبات عربية هي العراق الذي سيدخل البطولة باستحضار صور 2007 حين نجح رفاق يونس محمود في العودة بالتاج الآسيوي، بينما يسعى منتخب النشامى للتخلص من عقدة الخسارة في الدقيقة الأخيرة وامتلاك الثقة في النفس، أما منتخب فلسطين، بطل التحدي، فإن أمامه تحدياً أكبر، وهو الشعور بأن وراءه الملايين من الفلسطينيين والعرب يأملون بفوزه، لأن كل فوز هو تعزيز لحلم الدولة المستقلة، وأن أي هدف يُسجّل ولو في شباك المنتخبات العربيّة المنافسة، هو بمثابة التأكيد على أن الفلسطينيين يستحقون أكثر من الحياة، دولة بعلم وعاصمة وفريق لكرة القدم.
بداية العرب لم تكن موفقة مع هزيمة الأزرق، ومع هذا فإن الألوان الأخرى، الأخضر والأبيض والأحمر قادرة على إزاحة منافسيها من الطريق، والزحف نحو اللقب التائه بين أكثر من لون.. وإذا كان الرهان هو في تجاوز الدور الأول والذهاب في منحى تصاعدي، فإن أية سقطة في هذا الدور فإن انعكاسات ذلك ستكون وخيمة، وأن إعادة بناء المنتخب من جديد يعني أن تصفيات مونديال 2018 ستكون محل شك.. وليس بالضرورة أن اليقين يبدأ بالشك، لأن فقدان الثقة في النفس يعني الهزيمة، والهزيمة لا تعني خسارة فريق إنما إحباط جماهير وانتكاسة أمة.. لأن الرياضة لم تعد مجرد لعبة، وسترون كيف يخرج كيم جونغ أون إلى شرفة قصره ليحيي شعبة إذا فازت كوريا الشمالية..