من المقرر أن يعقد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند اجتماع أزمة مع مجلس الوزراء لمناقشة قضايا الأمن القومي، عقب الهجمات الدموية التي وقعت الأسبوع الماضي. ويأتي الاجتماع وسط تساؤلات عن كيفية نجاح متطرفين معروفين لدى السلطات في تنفيذ تلك الهجمات في العاصمة باريس. وأدت الهجمات التي نفذها متشددون على مقر مجلة شارلي إبدو الأسبوعية الساخرة، وهجمات منفصلة استهدفت رجال شرطة واحتجاز رهائن في متجر كوشير، إلى مقتل 17 شخصا. وشارك ما يزيد على مليون ونصف المليون شخص في مسيرات بالعاصمة باريس، أمس الأحد، لإظهار الوحدة ضد الإرهاب. وقالت الحكومة الفرنسية إن نسبة المشاركة في المسيرة هي الأعلى على الإطلاق، وشارك حوالي 40 زعيما من مختلف دول العالم في انطلاق المسيرة الباريسية، وتشابكت أذرع الجميع في إشارة للوحدة. وكان من بين المشاركين رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، والرئيس الفلسطيني محمود عباس أبومازن، ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو. وسوف يلتقي الرئيس هولاند مجلس الوزراء، بحضور رئيس الوزراء مانويل فالس ووزير الداخلية برنارد كازانيف، بالإضافة إلى رؤساء الأجهزة الأمنية والشرطية. شارك ما يزيد على مليون ونصف المليون فرنسي في مسيرات بالعاصمة باريس، أمس الأحد، لإظهار الوحدة ضد الإرهاب. وفي بريطانيا أجرى رئيس الوزراء كاميرون مشاورات أمنية مع مسؤولي الأجهزة الاستخباراتية والأمنية حول كيفية التعامل البريطاني مع هجمات باريس. واعترف رئيس الوزراء الفرنسي، الأسبوع الماضي، بحدوث "فشل واضح"، بعد الإعلان عن أن منفذي الهجمات الثلاثة، الأخوين سعيد وشريف كواشي وأميدي كوليبالي، كان لهم تاريخ في التطرف. وكان الأخوان كواشي على قوائم المراقبة الأمريكية والبريطانية للإرهاب، كما أدين كوليبالي من قبل بالتخطيط لتهريب متشدد من السجن، والتقى شريف كواشي بينما كان في السجن. وقتلت الشرطة الفرنسية المتشددين الثلاثة، الجمعة الماضية، في عمليتين منفصلتين، لإنهاء أزمة احتجاز رهائن. وأظهر مقطع فيديو أميدي كوليبالي وهو يبايع تنظيم "الدولة الإسلامية"، ويعلن الانضمام إليه. وكشف أنه كان يعمل مع الشقيقين كواشي، وقال: "قسمنا فريقنا إلى مجموعتين، لزيادة فاعلية تحركاتنا". وقتل كوليبالي أربعة من الرهائن في متجر كوشير، شرقي العاصمة باريس الجمعة الماضية، قبل أن تهاجم قوات الشرطة المبنى، ويُعتقد أيضا أنه ضالع في إطلاق النار على شرطية قبل يوم من احتجازه الرهائن. الرئيس الفرنسي يلتقي احد صحفيي مجلة شارلي إبدو في المسرة التي قادها أمس في باريس وبدأت موجة الهجمات في باريس، الأربعاء الماضي، بمهاجمة الأخوين كواشي مكاتب مجلة شارلي إبدو، مخلفين 12 قتيلا بينهم ثمانية صحفيين واثنان من رجال الشرطة. حالة التأهب وطالب الرئيس هولاند فرنسا بأن تبقى حذرة، وقال :"مازالت بلادنا تواجه تهديدات كبيرة". ومازالت الشرطة الفرنسية تلاحق ضالعين آخرين في الهجمات الإرهابية، وعلى رأسهم حياة بوميدين، شريكة كوليبالي. وقال وزير الداخلية الفرنسي إن بلاده ستظل في حالة تأهب خلال الأسابيع المقبلة. وعقد كازانيف اجتماعا، صباح أمس الأحد، مع وزراء داخلية دول أوروبية، من بينهم تريزا ماي وزير داخلية بريطانيا، لمناقشة التهديدات التي تتعرض لها القارة. وعقب الاجتماع أصدر الوزراء بيانا أكدوا فيه على ضرورة مراقبة الانترنت والحدود لمواجهة الهجمات الإرهابية.