كشفت صحيفة ليبراسيون -التي تستضيف المقر المؤقت لصحيفة شارلي إيبدو الفرنسية الساخرة على حسابها بموقع تويتر- عن غلاف العدد المقرر طرحه يوم الأربعاء، وهو رسم للنبي محمد يحمل لوحة عليها عبارة "أنا شارلي" تحت عنوان يقول "الكل مغفور له". وتتوقع شارلي إيبدو طرح ما يصل إلى ثلاثة ملايين نسخة من عدد الأربعاء مقارنة بنحو ستين ألف نسخة في المعتاد نظرا للطلب المتزايد على أول طبعة بعد الهجوم الدامي على مقرها. وقتل 17 بينهم صحفيون ورجال شرطة خلال ثلاثة أيام منذ 7 يناير/كانون الثاني الجاري عندما اقتحم مسلحان مقر الصحيفة في باريس خلال اجتماع اعتيادي لمجلس التحرير وقتلا خمسة من رسامي الكاريكاتير فيها. وقال ميشيل ساليون -المتحدث باسم مؤسسة "إم بي إل" المسؤولة عن توزيع شارلي إيبدو- إن دفعة مبدئية تبلغ مليون نسخة ستطرح للبيع يومي الأربعاء والخميس. ومن المتوقع طباعة مليوني نسخة أخرى بناء على الطلب. وأضاف ساليون "تلقينا طلبات شراء ثلاثمائة ألف نسخة من مختلف أنحاء العالم والطلب مستمر على مدار الساعة". وأوضح أن أربعة آلاف قارئ أجنبي يتابعون الصحيفة عادة. وقال المحامي والناطق باسم الصحيفة ريشار مالكا بعد ظهر أمس الاثنين إن نشر رسوم عن النبي محمد وشخصيات أخرى من كل الديانات أمر عادي في الصحيفة منذ أعوام. وأضاف أنه "في كل عدد من شارلي إيبدو ومنذ 22 عاما لم يصدر أي عدد من دون رسوم كاريكاتيرية للبابا وليسوع ولكهنة أو حاخامات وأئمة و(للنبي) محمد". وفي سياق متصل، فازت صحيفة شارلي إيبدو بجائزة دانييل بيرل للشجاعة والنزاهة الصحفية في دورة 2015 حسب ما أعلن الاثنين نادي الصحافة في لوس أنجلوس بالتنسيق مع عائلة الصحفي الذي قتل عام 2002 في باكستان. وقال رئيس نادي الصحافة في لوس أنجلوس روبرت كوفاسيك في بيان إن "أي عمل إرهابي لا يمكنه أن يوقف حرية التعبير، منح جائزة دانييل بيرل لصحيفة شارلي إيبدو هو رسالة قوية في هذا المعنى". على صعيد متصل حذر مفتي مصر الدكتور شوقي علام صحيفة شارلي إبدو الفرنسية الساخرة يوم الثلاثاء من نشر رسوم مسيئة جديدة للنبي محمد ووصف بذلك بأنه "فعل عنصري يؤجج الصراع بين الشعوب". وتعتزم الصحيفة نشر رسم كاريكاتيري يصور النبي محمد دامعا على صفحتها الرئيسية يوم الأربعاء في أول عدد تصدره بعد الهجوم الذي شنه عليها مسلحون الأسبوع الماضي وأسفر عن مقتل 12 شخصا. وقالت دار الإفتاء المصرية في بيان يوم الثلاثاء إن "هذا العدد سيتسبب في موجة جديدة من الكراهية في المجتمع الفرنسي والغربي بشكل عام. كما أن ما تقوم به المجلة لا يخدم التعايش وحوار الحضارات ... كما أنها تعمق مشاعر الكراهية والتمييز بين المسلمين وغيرهم." وأضافت أن إقدام المجلة على هذا الفعل "استفزاز غير مبرر لمشاعر مليار ونصف مسلم عبر العالم يكنون الحب والاحترام لنبي الرحمة صلى الله عليه وآله وسلم." وقتل 17 شخصا في ثلاثة أيام من العنف بدأت بمهاجمة إسلاميين متشددين مبنى الصحيفة وإطلاق النار على رساميها انتقاما منهم بعد نشر رسوم مسيئة للنبي محمد. ومع ارتفاع الطلب على العدد المقرر أن يصدر يوم الأربعاء تعتزم الصحيفة الأسبوعية طباعة ما يصل إلى ثلاثة ملايين نسخة مقارنة مع 60 ألف نسخة تصدرها في العادة. ووصف مفتي مصر الهجوم على شارلي إبدو بأنه "إرهابي" وقال الأزهر الشريف إن الهجوم عمل إجرامي. لكنهما انتقدا أيضا الرسوم المسيئة للنبي محمد التي أشعلت احتجاجات عند نشرها لأول مرة في عام 2005. ودعت دار الإفتاء الحكومة الفرنسية يوم الثلاثاء إلى رفض هذا "الفعل العنصري" واتهمت الصحيفة بالسعي "لإثارة الفتن الدينية ... وتعميق الكراهية". وفي الصفحة الأولى من عدد 14 يناير كانون الثاني تنشر الصحيفة رسما للنبي محمد وقد سالت دمعة على وجنته وهو يرفع لافتة كتب عليها (أنا شارلي) تحت عنوان "غُفر كل شيء". واتهم الرئيس التركي طيب إردوغان الغرب يوم الاثنين بالنفاق بسبب موقفه من الهجوم على صحيفة شارلي إبدو الساخرة واحتجاز رهائن في متجر يهودي في باريس حيث قتل أربعة يهود في الوقت الذي لا يدين فيه الأعمال المعادية للمسلمين في أوروبا. وقال "نفاق الغرب واضح. نحن كمسلمين لم نشارك في مذابح إرهابية. خلف هذه المذابح تكمن العنصرية وخطاب الكراهية والخوف المرضي من الإسلام."