الوحدة اليمنية الوحدة اليمنية، تمت في 22 مايو 1990، ويُشار إليها عادة في وسائل الإعلام بأنها إعادة تحقيق الوحدة اليمنية. وهي وحدة اندماجية بين شطري اليمن الذين ظلا منفصلين حتى تاريخ الوحدة في جمهوريتين مختلفتين في أنظمتهما الإدارية هما جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية. وقامت الوحدة على أسس القومية اليمنية وليس قومية عربية خلافا لألمانيا الشرقية والغربية أو كوريا الشماليةوالجنوبية، كانت العلاقة بين شطري اليمن ودية نسبيا. كانت هناك مناوشات قصيرة بين الدولتين في 1972 و 1979. . تم توقيع إتفاقية القاهرة بين البلدين في 28 أكتوبر 1972 و أتفقوا على عدة خطوات تأسيسية للوحدة تم إلغاء الإتفاقية من قبل شمال اليمن لمخاوف من نهج الإشتراكية المتبع في الجنوب ، تم عقد إتفاق آخر في الكويت عام 1979 بين علي عبد الله صالح و عبد الفتاح إسماعيل نص على وحدة فيدرالية بين الشطرين , حكومة في صنعاء و أخرى في عدن[ ، في نوفمبر عام 1989 وقع علي عبد الله صالح و علي سالم البيض إتفاقية تقضي بإقامة حدود منزوعة السلاح بين البلدين و السماح للمواطنين اليمنيين بالتنقل بين الدولتين بإستعمال بطاقة الهوية ، تم إعلان الوحدة رسميا في 22 مايو 1990 و إعتبار علي عبد الله صالح رئيسا للبلاد و علي سالم البيض نائب للرئيس. واُعلن رئيس اليمن الشمالي علي عبد الله صالح رئيساً ورئيس اليمنالجنوبي علي سالم البيض نائباً للرئيس في دولة الوحدة.
كانت هذه الوحدة مطلباً قديماً لكلا الشعبين في جنوب وشمال اليمن ودارت عدة محادثات بين الدولتين كانت كلها تبوء بالفشل، ولكن بهذه الوحدة توجت كل الجهود وإن كان الكثير من المحلليين يعتقدون أن التغييرات الخارجية كان لها الأثر الأكبر من تلك الداخلية للدفع بالوحدة – مثل سقوط جدار برلين ومن ثم انهيار الاتحاد السوفيتي الداعم الأكبر لليمن الجنوبي حيث كان الدولة العربية الوحيدة التي اتبعت النهج الشيوعي – ويدل على ذلك السرعة التي تمت بها إعلان الوحدة دونما استفتاء شعبي عليها آنذاك.
قامت الوحدة اندماجية ولم تكن فيدرالية برغم الاختلافات بين النظامين المكونين لدولة الوحدة، وللمرة الأولى منذ قرون تم توحيد أغلب الأراضي اليمنية سياسيا على الأقل. فترة انتقالية لمدة 30 شهراً أكملت عملية الاندماج السياسي والاقتصادي بين النظامين، مجلس رئاسي تم انتخابه من قبل ال26 عضواً في المجلس الاستشاري للجمهورية العربية اليمنية وال17 عضواً في مجلس الرئاسة لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية. المجلس الرئاسي عَين رئيس للوزراء كان حيدر أبوبكر العطاس. إضافة لمجلس برلمان يضم 301 عضواً يتكون من 159 عضو من الشمال و 111 عضو من الجنوب و 31 عضو مستقل يتم تعيينهم من قبل مجلس الرئاسة.
دستور موحد اُتفق عليه في مايو 1990 وتم استفتاء عليه في مايو 1991. تم فيه تأكيد التزام اليمن بالانتخابات الحرة ،ونظام سياسي متعدد الأحزاب ،والحق في الملكية الخاصة ،والمساواة في ظل القانون ،واحترام حقوق الإنسان الأساسية. الاستفتاء وهو ما يعتبره النظام الحاكم اليوم انه استفتاء على الوحدة ودستورها في حين يجادل آخرون انه لم يكن هناك أي استفتاء على الوحدة وإنما على مجرد استفتاء لدستور نتج بين الحزبين الحاكمين آنذاك فقط.
المزيد قال الشيخ حمود الهتار ان "الناس قد ملت شعارات وخطب" وان الوحدة بحاجة الى نماذج عملية تجسدها حقيقة منها الامركزية والعدل والمساواة مالم يحدث ذلك فالطوفان قادم .
وقال الهتار الذي شغل مناصب عدة في عهد الرئيس علي عبدالله صالح بينها وزيرا للعدل:" اعيد طرح هذا الموضوع على حكام صنعاء الجدد للاستفادة منه في تقديم النماذج العملية في الشمال والجنوب فقد شبع الناس شعارات وخطب وهم بحاجة الى نماج عملية تجسد الوحدة الوطنية والحرية والعدالة والمساوة واللامركزية والتنمية للحفاظ على اليمن موحدا مالم فان الطوفان قادم لا محالة.
وكان الهتار قد تحدث في منشور له على الفيس بوك عن النموذج الجنوب سوداني وكيف كان الشمال هو السبب الرئيسي لانفصال الجنوب وقال :"في عام 1992 قمت بزيارة للخرطوم للمشاركة في مؤتمر حقوق الانسان وتمكنت من زيارة الصادق المهدي الذي كان رهن الاقامة الجبرية ومن زيارة بعض السجون والمحاكم الخاصة وتكونت لدي قناعة بأن اوضاع حقوق الانسان ليست حسنة ثم التقينا بالدكتور الترابي رئيس المجلس الوطني حينها والذي شغل منصب وزير العدل فترة طويلة قبل ثورة الانقاذ ثم بالرئيس عمر البشير وناقشنا معهم تلك الاوضاع وتحديدا بيوت الاشباح والمحاكم الخاصة وقلنا لهم بالحرف الواحد( اما ان قضاءكم الطبيعي غير عادل او انكم ظالمون واخطاؤكم محسوبة على الاسلام والمسلمين) ولم يرق لهم نقدنا حينذاك"
واكمل الرجل الذي انقلب على صالح بعد ثورة 2011م شارحا كيف افسد شمال الشودان وحدة البلد:"وبعد عامين تقريبا وصل الاستاذ محمد الامين خليفة رئيس المجلس الوطني الى اليمن في زيارة رسمية حاملا معه ( مشروع مبادرة السلام لجنوب السودان ) طالبا من الجانب اليمني ابداء الراي فيها وتبنى مركز الدراسات الاستراتيجية عقد ندوة حولها بحضور (خليفة) وكنت احد المشاركين فيها وكانت المبادرة قائمة على اسس الحرية والعدالة والمساواة واللامركزية والتنمية المستدامة فقلت للامين خليفة: لوطبقتم هذه المبادئ في شمال السودان فسياتي الجنوب طائعا مختارا من تلقاء نفسه من غير اتفاق ولاحرب فعاتبني بعض الاخوة الحاضرين على قسوة النقد ومرت الايام وتوالت الاحداث الى ان وصل حال السودان الى ماوصل اليه وانفصل جنوب السودان عن شماله واليوم
وتطرق الهتار الى خطاب عبدالملك الحوثي الذي القاه الثلاثاء منتقدا تركيز زعيم الجماعة "الشيعية" على الشراكة بينما صعدة يحكما فريقا واحدا و"عرقا وحدة" وقال :"حديث الأخ عبدالملك الحوثي عن الشراكة الوطنية يعبر عن فهم عميق للشراكة، وأبعادها الوطنية، فلماذ لا يقدم نموذجاً عمليا لهذه الشراكة في محافظات صعدة وعمران والجوف، والتي تخضع لسيطرة انصار الله كاملة لتقتدي بها بقية المحافظات؟" من/ حسين حنشي