سئمت الانتظار.. في ردهات الاحتضار.. سئمت البكاء على الأطلال.. والنوح كالثكلى والأطفال.. أشيح عن وجهي شبح البؤس.. وامسح دمعات تنهمر منذ الأمس.. انتظر الغد ولا ادري لما انتظره.. احلم به ويا لتيني لم احلم به.. اعلم انه لن يرحمني.. وانه في سراديب الحزن سيتركني.. هكذا حكايتي مع الواقع.. انثر الورد واجني الشوك.. ازرع الحب واحصد الحقد.. ابكي بلا انقطاع.. وانتحب بعناء.. معاناة يجسدها إنسان.. أشلاء وأجزاء.. وحزنٌ حد البكاء.. ضياعٌ.. توهان.. جنون.. اشتياق.. هكذا أنا أضداد كلمات.. أحرف تلفظ الآهات.. وتعانق اسطر المذكرات.. تحكي معاناة الذات.. وانين الأنات.. سئمت التقلب على النار.. سئمت كتابة ماساتي.. سئمت معاقبة ذاتي.. سئمت الانطواء.. سئمت الانزواء.. سئمت دور البطولة في رواية البؤساء.. سئمت نوحي المتواصل.. ودمعي المتقاطر.. أذنبي الحب حد الثمالة..؟ أذنبي العشق حد الهذيان..؟ أذنبي عطف الأبرياء وصدق النبلاء..؟ أذنبي أنني عشقت حد الدمار..؟ دقائق تفصلني عن الرحيل.. دقائق تفصلني عن الوداع.. هاهي ذاتي المسلوبة تحتضر بداخلي.. هاهي أناملي تصنع أكفاني.. هاهي دموعي تغسل أحزاني.. هانا ذا أرضا بالقضاء.. وسأودع الإخلاء.. هانا ذا لا اعترض.. لا انتحب فقد شبعت من النحيب.. هانا ذا انتظر قطار الرحيل في محطة الانتظار.. ولكني سئمت الانتظار.. حتى الموت بات يعذبني.. لم يرحمني.. لم يرأف بي.. جعلني انتظر وأنا قد مللت الانتظار..