يبدو أن "عصى بن عمر " هذه المرة لم تأتِ بمعجزة لحل ما آلت إليه الأوضاع في اليمن والتي زاد من حدتها القنبلة التي فجرها هادي بخبر استقالته ورئيس وزراءه . مرحلة انتقالية طويلة قبطانها هادي كادت إن تصل إلى بر الأمان – لاسيما بعد ميلاد دستور جديد للبلاد ؛ لولا الأمواج الهائلة التي عرقلت من مسيرتها . المشهد أصبح معقداً جداً بل " وصل إلى طريق مسدود – كما قال هادي في نص استقالته , وضع يزداد سوءاً يوما بعد يوم وتزداد معه معاناة وويلات شعب كانت له أحلام ببناء وطن جديد . مراقبون يرون أن " سياسة الأرض المحروقة " تمارس في اليمن ولكن في الجانب السياسي فقط ؛ فالدولة بلا رئيس ورئاسة وزراء – بل بلا سيادة للأمن وللقانون , سياسة تتبع من قبل النظام السابق بالتحالف مع الحوثيين – وكأني به يقول : أنا ولو ذهب الناس جميعا ... وإذا ذهبت فبعدي الطوفان أو ربما أن " الرئيس المخلوع " الذي حكم اليمن طيلة ثلاثة عقود ونيف قد أجاد العزف على وتر السياسة حتى انه استطاع إن يجعل من أعداء الأمس ألذ أصدقاء. الجنوبيون هذه المرة صاروا أكثر عزما وإصراراً على استعادة دولتهم وإنهاء الوحدة التي قالوا إنها أجهضت مرتين في " 94 " وبعد اجتياح صنعاء واختطاف هادي . وينظر الشارع بحذر إلى حل ربما تأتي به " عصى بن عمر " , أو حتى تصفوا الأجواء وتكشف ما خلفته أو ستخلفه " قنبلة هادي " .