أعلن ميت رومني أمس أنه لن يكون مرشحا إلى الانتخابات الرئاسية الأميركية في عام 2016، بعد أن كان هذا الجمهوري ألمح منذ أسابيع عدة إلى أنه يفكر بالترشح مرة ثالثة. وجاء إعلانه هذا مفاجئا بالنظر إلى تقدمه في استطلاعات الرأي بين مرشحين جمهوريين محتملين آخرين. وقال رومني (68 عاما) في مؤتمر عبر الهاتف مع أنصاره في نيويورك أمس، إنه اتخذ هذا القرار لشعوره أن «الوقت حان لتمكين جيل جديد من الجمهوريين» من الترشح للرئاسة. وأضاف الحاكم السابق لولاية ماساشوسيتس السابق: «كنت أريد أن أصبح رئيسا لكنني أرفض أن أجعل الأمور أكثر صعوبة أمام بروز مرشح آخر لديه فرصة أفضل لينتخب رئيسا». واعترف رومني أنه قد لا يكون أقوى المنافسين داخل الحزب الجمهوري في الانتخابات التمهيدية، مشيرا إلى أن هذا هو الدافع الرئيسي وراء قراره. وشدد على أن قراره هذا نهائي وقال: «طلب مني وسيتم سؤالي مرة أخرى، إذا كان هناك على الإطلاق أي ظروف قد تجعلني أغير رائيي وهذا يبدو غير متوقع». وأضاف: «لقد كان قرارا صعبا لي ولزوجتي خاصة مع الدعم الكبير من الكثير من الناس من جميع أنحاء البلاد، لكننا نعتقد أنه القرار الصائب للحزب وللولايات المتحدة». وكان رومني قد أعلن قبل 3 أسابيع في اجتماع للمانحين للحزب الجمهوري أنه يفكر في خوض الانتخابات الرئاسية لعام 2016، مما أثار الحماس لدى مؤيديه ومناصريه. وقال رومني في مؤتمر أمس إن ردود الفعل على إعلانه الترشح كان مفاجئا ومشجعا، وقال: «أنا أعرف أن استطلاعات الرأي كانت تتحرك صعودا وهبوطا، وأنا على ثقة أنه كان يمكنني الفوز بترشيح الحزب، لكنني أعي أن المعركة ستكون صعبة». ويعد جيب بوش (61 عاما) حاكم فلوريدا السابق أحد أبرز المنافسين لرومني داخل الحزب الجمهوري، لكن رومني لم يشر إلى أحد من منافسيه، ولم يعلن تأييده لأحد من الجمهوريين المحتملين الذين أعربوا عن رغبتهم في الترشح. وجاءت أنباء إعلان رومني عدم خوضه السباق مفاجئة للدوائر السياسية والإعلامية، حيث كانت استطلاعات الرأي تشير إلى تقدم رومني على مرشحين آخرين أبرزهم جيب بوش ابن الرئيس الأميركي الأسبق، وكريس كرسيتي حاكم ولاية نيوجيرسي، ومايك هاكيبي أحد أبرز قادة الحزب الجمهوري إضافة إلى 10 مرشحين جمهوريين آخرين يطمحون في الفوز بترشيح الحزب. وأشارت صحيفة «واشنطن بوست» إلى عامل السن في سباقات الحزب الجمهوري كأحد العناصر في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، حيث يعد رومني من المرشحين الأكبر سنا مقارنة بمرشحين جمهوريين آخرين مثل كريس كريستي (52 عاما) والسيناتور راند بول (52 عاما) أو السيناتور ماركو روبيو (43 عاما) والسيناتور تيد كروز (44 عاما). وقالت الصحيفة إن مسألة السن قد تشكل تحديا خطيرا لهيلاري كلينتون (68 عاما) في الجانب الآخر في ترشيحات الحزب الديمقراطي، خصوصا أنها خسرت سباق الحزب لصالح باراك أوباما الذي ركز في دعايته على الشباب والرغبة في التغيير، وكان ذلك عاملا حاسما في الإطاحة بكلينتون في الانتخابات التمهيدية، وحقق لأوباما الفوز على منافسه جون ماكين (72 عاما في ذلك الوقت) في الانتخابات العامة. وكان ميت رومني حاكم ماساتشوستس السابق قد خاص سباق الترشح عن الحزب الجمهوري عام 2008، وفي ذلك الوقت جاءت النتائج لصالح السيناتور الجمهوري جون ماكين ليخوض السباق أمام المرشح الديمقراطي في ذلك الوقت باراك أوباما. وكرر رومني المحاولة وخاض السباق عن الحزب الجمهوري أمام الرئيس باراك أوباما عام 2012 وخسر بنسبة 48 إلى 50 في المائة من الأصوات وحسم المجمع الانتخابي السابق بينهما ب303 أصوات لأوباما مقابل 206 لرومني. ويعد رومني واحدا من كبار رجال الأعمال الأميركيين ورئيس شركة «باين كابيتال»، التي تعد واحدة من أكبر شركات الاستثمار في العالم.