قبل يومين ،دعا الحوثي أنصاره في تعز ،للخروج في مظاهرات حاشدة للمطالبة بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني ، ونصرة للرسول صلى الله عليه وسلم!! وهذا ديدنهم الدائم لتغطية الشمس بغربال! وكما يزعمون دائماً ،وفي أكثر من محافظة من المحافظات التي تم السيطرة عليهم من قبل مليشيا الحوثيين ، وكالعادة يبدؤون بمظاهرات ،لأنصار المؤتمر الشعبي العام ،التابع لعلي صالح ،الرئيس السابق ،وأصحاب النفوس المريضة، ممن يعدون أنفسهم من آل البيت .. وأن الحكم والملك لابد أن يعود للحوثي ؛كونه بحسب اعتقادهم حفيد الرسول صلى الله عليه وسلم !! وسيظلون يتربصون بتعز حتى يسقطوها لا قدر الله كما أسقطوا قبلها أب والحديدة وصنعاء وعمران ومن بعدها سيتجهون نحو:عدن وما بعدها.. هذه خططهم وبمعية الدولة الفاجرة الظالمة إيران ، وأيضاً أمريكا التي يسبونها صباح مساء ، ويكيلون اللعنات لها ولي إسرائيل أربع وعشرين ساعة ، وهم خدامها الحقيقيون!! وهذا ماكدته أمريكا مؤخرا وبتصريحات أعلى مسؤول فيها وقد أثبت أبناء تعز كعادتهم ؛أنهم يختلفون كلياً على بقية أبناء المناطق الأخرى.. التي خرجت فيها مظاهرات حاشدة، دعماً لجماعة العنف ، مليشيا الحوثيين ، لكنهم لم يعرفوا ،أن تعز القريبة جداً من عدن ، والتي تقع جغرافياً في الجنوب اليمني ، ليس بمقدورهم أن يغرروا بهم ويستميلوهم لخزعبلاتهم وترهاتهم الساذجة! فهم شباب متسلح بالعلم والمعرفة منذ القدم. وهذا ماكدته تعز وشبابها الرائعين.. حيث لم يخرج مع الحوثيين إلا القليل الذين أتوا بهم من خارج المحافظة بالإضافة لأنصار صالح الذين يعدون بأصابع اليد. أبحثوا عن مدينة أخرى، لتخرجوا بها زبانيتكم أيها الهمج .. فتعز لا يمكنها أن تُحكم بأدوات الماضي الامامية والرجعية المتخلفة، وهي السباقة دوماً نحو: المستقبل .. ومناراته المتنوعة من :حرية وكرامة ورفاهية، ومساواة وعدالة ،وتقدم وتطور .. لك الله يا تعز ، ولك كل الحب منا.. كل الأمل، والتفاؤل .. بأن القادم أجمل.. لكونك موجودة فيه ، وفي خِضم الأحداث.. وبتلك القوة التي عهدناك دوماً تحتمين بها.. قوة الحق والعلم الذي احتسيته منذ القدم .. منذ عصر الدولتين العظيمتين دولة الأيوبيين وبني الرسول عظم العلم الغزير الذي كان هناك في مدرسة المظفر والأشرفية وجامع الجند الذي بناه معاذ بن جبل في السنة الثامنة للهجرة ، نحن قبلكم في الإسلام فكيف تعلموننا الإسلام يامن أتيتم بعدنا ، قبحتم وقبحت ترهاتكم وما تدعون إليه ؛ تعز أيتها الحبيبة والعظيمة .. يا منارة العلم والعلماء والفنانين والمبدعين ، يا أسطورة المدن، يا مدينة أيوب والصريمي والنعمان والفضول وهاشم علي .. نحن نحتاجك .. وكما عهدناك على مدى الأزمان بلاد الثوار والأحرار والشرفاء والأبرار؛ فلتحافظي على ما تبقى من هذا الوطن الجريح ، والمثقل بالهموم والأحزان والانتكاسات ، التي ما فتئت تزادا وطأتها قسوة وإيلاماً جراء اللكمات الممتدة دوماً من شمال الشمال .. القوى الظلامية الخارجة من ظلمة الكهف وسردابه اللعين، تتبختر بعنجهية مفرطة وقسوة معهودة وكبرياء بلا ضمير وروح بلا قلب ولا وجدان .. لعلها تلتهم ما بقى من الوطن الذي أصبح بين ليلة وضحاها! لقمة سائغة في فمها الواسع وسعة البحر الأسود المتلاطم الأمواج ! تعز ليست صنعاء .. تعز لن ترفع العباءات السوداء .. كونها لا تليق بها ، ولا شعارات الموت المصدرة من إيران ..نحن أناسُ أعزنا الله بالإسلام وبالعروبة.. لا يمكننا البتَ أن نكون في يومٍ من الأيام عبيداً لإيران المجوس قتلة الخليفة الراشد ، عمر بن الخطاب، رضي الله عنه ، تعز أبناؤها متمدنون منذ القدم ولهم تاريخ عريق في العلم والمعرفة وكذلك الحضارة .. ففي تعز قامت الدولة الرسولية والتي كانت منبع العلم والمعرفة في عهدها ومن تُصدِره لكل البلدان . نحن منذ القدم لا نعرف الفرس ولا الفرس يعرفنا ، قرأت الكثير عن تعز ووجدت أنها توأمة عدن .. ففيهما قلعتا صيره والقاهرة اللتين تم بناؤهما منذ القدم واللتين أيضاً تعلما معاً وتخرجا من نفس الجامعة ، ثقافة واحدة ، عادات مشتركة ، تقاليد ولهجات متقاربة ، أبنائهن متمدنون لا يحبون السلاح وحامليه .. ولكنهم عند الضرورة يضعون أقلامهم في يدٍ وسلاحهم في اليدِ الأخرى للدفاع عن مدنهم وكرامتهم ، ففيهم عنفوان العرب وكرمهم ونخوتهم وشجاعتهم ، يعرفهم البرتغاليين والبريطانيين والأماميين . الحوثيين يبدؤون مظلومين وينتهون ظلمة من النوع الثقيل ، فيظلمون من ظلم ومن لم يظلم ، وجوههم تطير منها شرارة الحقد والكراهية لكل جميل في بلادنا اليمن ، ويتنفسون بعدد ما يقتلون ويحرقون ويهدمون ويعتقلون ويفسدون ويكذبون .. الملفت للنظر أن الحوثيين يدهم الأولى على طاولة الحوار تعبث بأوراقه يمنة ويسرى ويدهم الأخرى على الزناد تهدم وتلتهم ما بقى من الدولة !! احتلوا المعسكرات ، وقتلوا العديد من قادة وجنود الجيش الذين يرفضون تسليهم المعسكرات .. ونكلوا بشباب الثورة وزجوا بالكثير منهم في السجون وألهبوا ظهورهم بالسواط ،وبمختلف الأدوات القذرة التي صدرتها لهم إيران ،ومن سبقه من أتباعها في منطقتنا العربية ، وطوقوا العديد من الوزراء والوزارات ،وفرضوا عليهم الإقامة الجبرية ،بما فيهم الرئيس ورئيس الوزراء الجنوبيين ،الذين ما زلوا يتمسكون بالوحدة.. وكأنهم بفعلهم هذا ينسفون ما بقى من حلم بقاء الوحدة وينسفون آخر أعمدتها ويحرقون ما بقى من ذكرياتها الجميلة، لدى الجنوبيين ويضعون آخر مسمار في نعشها !!