"نترك السلطة , مش مشكلة , وسنتحول إلى معارضة ونعلمهم كيف تكون المعارضة" , بهكذا كلمات تحدى الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح خصومه من الأحزاب الأخرى التي شاركت في الانتفاضة ضد حكمه في مطلع العام 2011م. (صالح) الذي حكم اليمن 33 عاما , بالرقص على رؤوس الثعابين , كما يقول , استطاع بشكل أو بأحر أن يدفع اليمنيون الذي ثاروا ضد حكمه إلى يذوقوا العذاب جراء ما قام به من إعمال تخريب, ومشاكل , وكان دخول جماعة الحوثي إلى العاصمة اليمنيةصنعاء واحتلالها احد وسائل الانتقام من خصومه , وسيلته التي اعتقد أنها قد تعيده للحكم مرة أخرى.
وعقب الانقلاب على الرئيس (هادي) - أول رئيس جنوبي يحكم اليمن- قام (صالح) بتسريب مكالمة بينه وبين قيادي في جماعة الحوثي (باراس) , وفي المكالمة التي بثتها قناة الجزيرة. أراد (صالح) من خلال تسريب تلك المكالمة أن يقول للجميع أنا من أحرك جماعة الحوثي. من خلال التسريب بعث الرئيس السابق بعدة رسائل لإيران ودول الخليج مفادها " إذا أنا من يحرك هذه الجماعات المسلحة التي حاربتها ستة مرات , واليوم استخدمها ورقة ضد خصومي , وبكل تأكيد هي ورقة مرحلية سوف أرمي بها في حال وتحالفت دول الخليج معي ودعمت عودتي إلى الحكم عن طريق نجلي (أحمد)".
(صالح) الذي حكم اليمن لأكثر من ثلاثة عقود استطاع أن يبني له قاعدة استخبارات قوية , ويرجح أن هذه القاعدة هي من سجلت مكالمة هادي مع مدير مكتبه , والتي زعم الحوثيون أنهم وجدوها في هاتف بن مبارك. لصالح الكثير من المكالمات مع قيادات الحوثي - بحسب اعتراف علي البخيتي القيادي الحوثي- , لكن لماذا سرب صالح مكالمته مع أبو رأس؟ سرب صالح هذه المكالمة لعدة أهداف , الأول التأكيد انه هو من يقف وراء تعيين بن مبارك رئيسا للوزراء , والثاني أن يمتلك القوة لخلط الأوراق من خلال ذكره لتفجير ميدان السبعين , وهو التفجير الذي استهدف تظاهرة للحوثيين ضد تعيين بن مبارك رئيسا للوزراء. وأخر , توجيهه للحوثيين بتعيين (أي سيد) منهم - بلغة فيها من الاحتقار للجماعة الشيعية-". أنقلب الحوثيون على الحكم , وتسببوا في فراغ بالسلطة بعد تقديم الرئيس هادي استقالته من الحكم كأول رئيس عربي يقدم استقالته للبرلمان. عقب ذلك , بدأت الخلافات بين الحوثيين وصالح تظهر للعلن , حيث شعرت الجماعة الشيعية في الأخير أنهم مجرد أدوات في يد صالح الذي كان يحركهم كقطع الشطرنج. وأعقد أن العد التنازلي لاكتمال سيناريوهات جماعة أنصار الله (الحوثيين) التي بدأوها بسيطرتهم على العاصمة اليمنيةصنعاء وإبرامهم مع السلطة الشكلية في صنعاء ما سُمي"باتفاقية السلم والشراكة" والتي بموجبها نجحوا في القضاء وتجاوز "المبادرة الخليجية" ظل أنصار الله برغم ما اتفق عليه في اتفاقية السلم والشراكة ظلوا يمارسون إعمالهم التوسعية في عدد من محافظات الشمال كما ظلوا يحكمون قبضتهم على أهم المؤسسات الحكومية والأمنية في صنعاء . كما مارسوا الابتزاز السياسي على السلطة ممثلة الرئيس"عبدربه منصور هادي" حتى وصل الأمر إلى أن أقدم الحوثيون على إحتلال دار الرئاسة اليمنية الموقع السيادي الأول في البلاد وحاصروا الحكومة والوزراء الجنوبيون حتى اللحظة! فعقدوا مؤتمرهم الذي أسموه "مؤتمر الحوار الوطني الموسع" الذي أنهى مؤتمر"الحوار الوطني ومخرجاته" وبهذا يكون الحوثيون قد انهوا سيناريوهاتهم التي أعدت ليصلوا من خلالها إلى السلطة ولكي يعطوا أنفسهم نوعا من الشرعية بحسب مخططاتهم التي اعتمدوها للوصول للسلطة! ولكن السؤال المطروح ماذا عن سيناريوهات الرئيس السابق"علي عبدالله صالح" وحزبه الذي لاشك انه كان له الفضل في وصول الحوثيون إلى صنعاء وتمكنهم من إحراز انتصارات عسكرية في عدد من محافظات الشمال! هل سيناريوهات (صالح) يتم العمل بها بنفس الوتيرة الحوثية وربما بشكل يشبه السري! هل هناك مخططات وضعها صالح وحزبه الذي كان يراهن على وصوله إلى السلطة من خلال البرلمان بعد تقديم الرئيس هادي استقالته؟ هل نجح الحوثيون في التغلب على مخططات صالح في هذا الاتجاه وهل ستشهد الأيام القادمة انفجار الموقف عسكريا بين أنصار الله وبعض من قطاعات الجيش التي لا تزال موالية للرئيس السابق صالح ونجله احمد. لاشك أن هناك سباقا متسارعا بين تلك القوى حتى يصل احدها إلى السلطة في صنعاء كما اعتقد ان هناك أيضا سباق إقليمي ودولي تراهن إطراف كثيرة على نجاح الموالين لها في السيطرة على زمام الأمور في اليمن.
الأيام القادمة حبلى بكثير من التوقعات التي لاشك أنها ستكون فيها مواجهه بين قوى النفوذ في صنعاء تدعمها قوى إقليمية ودولية تحت عدت مسميات طائفية وحزبية وغيرها! ". القادم , تقول المعطيات أنه سيء لجماعة الحوثي , فصالح اليوم يعمل على تجييش الشارع اليمني ضد الحوثيين , باعتبارهم طائفة شيعية لها إعمال عدائية ضد الطوائف والأقليات الأخرى, وقد يأتي اليوم الذي يخير فيه صالح (اليمنيون) بقاء هذه الطوائف آو عودتي للحكم , مقابل التزامه للشعب بإعادة تلك الجماعات إلي كهوف مران , وفي هذه الحالة قد يجد الشعب اليمني بصورة أو بأخرى , مجبر على عودة هيبة الدولة التي يعتقدون أنها ستعود في حالة وتولى أحمد علي زمام الحكم. اليمنيون بعد كل هذه والبلاوي والمشاكل التي حصلت عقب الإطاحة بصالح من الحكم يبحثون اليوم عن عودة النظام القديم , غير مدركين أن من تسبب بكل ما حصل ويحصل هو (صالح) وحده. بدءً من الاعتداءات على خطوط نقل الطاقة وتفجير أنابيب ضخ النفط إلى احتلال عشر مدن يمنية بمليشيات الحوثي المسلحة , التي يحركها هو. وبكل ذلك يكون صالح قد لقن معارضته السابقة درساً في الوساخة السياسية؟ الجنوب بكل الأحوال لن يستطيع صالح أو اي منتصر من حرب صنعاء ان يقمعه , ولا أعتقد أن صالح في حالة وعاد أن يستخدم القوة ضد الجنوبيين هذه المرة , فسوف يحاول أن يكسبهم بشتى الطرق وسوف يوفر جزء كبير من إيرادات نفط الجنوب لشراء موالين له؟ استفاد صالح من درس القمع للاحتياجات في الجنوب التي لم تنفع بل زادت من اشتعال الشارع الجنوبي ضده ورفع سقف المطالب من الحقوقية إلى المطالبة باستعادة الدولة السابقة. ليس أما الجنوبيين اليوم أي خيار غير أنهم يفرضوا واقعا مختلفا عن ما هو عليه في صنعاء , بدءً من إسقاط السلطات , أو على الأقل جعل المسئولين يوالون قضية بلادهم , فالرفض الشعبي في كل مكان للحوثي هو يعزز من عودة صالح , فالخطاب الإعلامي , يقول أن سقوط صنعاء بيد مليشيات الحوثي قد عزز من المطالبة باستقلال الجنوب؟ , وهذا غير صحيح , فمن المفترض أن يكون خطاب الإعلام الجنوبي مغاير لما هو حاصل في الإعلام الخارجي , قضية الجنوب غير كل القضايا وهي مرتبطة باحتلال دولة صنعاء لعدن , في منتصف تسعينات القرن الماضي , وليست وليدة ال21 سبتمبر 2014م , تاريخ سقوط صنعاء بيد جماعة الحوثي؟
*كاتب وسياسي جنوبي
تعليقات القراء 147818 [1] المخلوع قال بعلمكم المعارضه وكاتب المقاله واللى على شاكلته بيعلمونا الانتهازيه والنذاله الأربعاء 04 فبراير 2015 علاء | لندعوالله ان يشفي الدثينيه يقول لكم فرصتنا الجيش يدافع عننا ضدالقاعده والحوثي ونحن سنقاتل معهم اي القاعده والحوثي ضدالجندي اليمني شفتم نذاله اوقح من هذه