تجاوزت أعمال العنف التي تشهدها مدينة الحوطةبلحج خلال الأيام القليلة الماضية كل الخطوط الحمراء بعد ان طالت أعمال الاغتيالات التي تنفذه جماعات مسلحة مرتبطة بالقاعدة شخصيات من أطراف سياسية ومجتمعية مختلفة . ودشنت أعمال الاغتيالات بلحج قبل سنوات من اليوم واستهدفت في بداية الأمر مسئولين أمنيين بارزين في المدينة لكنها تحولت لاحقا إلى أعمال استهداف موظفيين عاديين في اجهزة البحث والأمن العام والسياسي . وظلت الحكومة والسلطات الأمنية في المدينة عاجزة عن مواجهة أعمال العنف هذه رغم بعض التحركات البسيطة والحملات الأمنية التي كانت تنفذها بين الحين والأخر . وتوسعت لاحقا أعمال العنف في مدينة الحوطة التي عرفت لسنوات طويلة بأنها مدينة مسالمة حيث باتت تطال أعمال الاغتيالات مواطنين عاديين لاصلة لهم بالحكومة . وتبدو جميع الأطراف في حوطة لحج عاجزة عن القيام باي دور فاعل في مواجهة أعمال الاغتيالات هذه . ويوم الخميس اغتال مسلحون مجهولون شخصية اجتماعية بارزة من لحج هو "ابوبكر خميس" بإطلاق النار على سيارته وسط الشارع العام بالقرب من مدينة الحوطةبلحج. قتل "خميس" بإطلاق نار كثيف تسبب بمصرعه على الفور ورغم محاولة اسعافه إلا انه توفي متأثرا بجراحه . يعد "خميس" احد ابرز الشخصيات الاجتماعية والدينية في لحج ومحسوب على التيار السلفي في المدينة . اظهر "خميس" مؤخرا حالة من التقارب مع الحراك الجنوبي وشارك بعدد من فعاليات الحراك الجنوبي . وقبل أيام من مقتله امر "خميس" برفع أعلام الجنوب فوق مبنى الغرفة التجارية بحوطة لحج . يلف الغموض واقعة مقتل "خميس" برصاص المسلحين لكن واقعة الاغتيال هذه تسلط الضوء على تزايد أعمال العنف في مدينة الحوطة ووصول نارها إلى جميع الأطراف الاجتماعية والسياسية المختلفة. تتفق جميع الأطراف في حوطة لحج ان المدينة باتت تغرق في فوضى لم تعرفها المدينة طوال تاريخها وتتفق جميع هذه الأطراف على ضرورة وقف العنف لكنه تقر أيضا أنها بحاجة إلى تكاتف الجميع لوقف عجلة العنف هذه التي باتت تسحق الجميع .