كل الفرق التي تعادي المشروع الجنوبي لفك الارتباط و استعادة حقوقه حاليا في وضع مشتت، و كل هذه الفرق متخاصمة و متحاربة فيما بينها الان، و الأكثر تشتت هم الجنوبيين الذي أصبحوا فرق و شعوب و قبائل متفرقة لا تتكلم لغة واحدة على الرغم من انه لديهم هدف واحد و محدد. اذاً ما هي المشكلة او ما هو السبب الذي دفع بالجنوبيين إلى الدوران في حلقة مفرغة؟ اولا و اخيراً الشعب هو الذي يلام لان الجهل اصبح معشعش، حقيقة منذ غزو و حرب 1994 الغاشمة دخل الجنوب في مرحلة سبات عميق، جزء منه كان متعمدا، حيث عمد نظام علي عبدالله صالح على تحطيم البنية التحتية البسيطة الموجودة حينئذ و التي أصلا أسسها الاحتلال البريطاني، و التي كانت ممثلة بوجود نظام اداري و أمني و قضائي و تربوي و رقابة مالية، و اشدد هنا على ضياع الرقابة المالية التي لم يعرفها النظام في الشمال في تاريخه.
نجحت دولة الوحدة في القضاء على اي قاعدة تساعد بالنهوض بالمجتمع و عملت على تاجيج النزاع القبلي و ادخلت الجنوبيين في دوامات الارهاب حين زرعت المنظمات الإرهابية و الممثلة بتنظيم القاعدة لكي تظهر و كأنها ماركة مسجلة في الجنوب المسالم و التي عٌرف عنه بانه مجتمع يميل الى العلمانية مع تمسكه بدينه و تقاليده، و اخطر ما عملته الوحدة هو زرع الفساد و التي للأسف تربى عليه جيل باكمله.
تمسُّك الكثير من الجنوبيين بقيادات و أشخاص اثبتوا فشلهم في الأربعين السنة الماضية و الإصرار على إبقائهم على المسرح السياسي.
الطابور الخامس، نعم و للأسف هناك طابور خامس في الجنوب من المنتفعين اقتصاديا و هي حفنة من الأندال و التي مستعدة للعمل تحت اي نظام طالما انها مستفيدة ماديا. و هناك ايضا مجموعة من الجنوبيين التي تؤمن بالوحدة و التي الى الان لم ترى بان الوحدة مشروع فاشل و هي تعيش في وهم.
الشعوب المثقفة و المتعلمة تستطيع تقديم وابراز قضيتها للخارج بأسلوب مقنع و نحن فشلنا حتى في إقناع جيراننا بانه لنا قضية، فكيف اذا سنستطيع إقناع الدول المهمة بانه لنا قضية اذا لم نستطع إقناع اقرب الناس إلينا.
نجحت الوحدة في تجهيل الجنوبيين، و كل محتل يسعى الى نشر الجهل في اي دولة يحتلها. الجنوب يحتاج الى نهضة ثقافية و هذه عملية صعبة تحت نظام الاحتلال، نحن بحاجة الى رجال و نساء ذو عزم شديد لكي يخرجونا من وضعنا المزري التي خلقته الوحدة لنا.