كم هو مؤسف ان نرى أناس همهم انفسهم وأبنائهم وأقربائهم فقط ، لا يهمون ولا يفكرون بتضحيات ومشاكل الناس ومعاناتهم ، لا يقدرون دماء المناضلين الشرفاء التي روت تراب الوطن ، ولا يفكرون بأنين الثكالى ودموع الأرامل ومعاناة اليتامى ، وكل همهم هو المادة والربح السريع ، أصبحوا تجار دماء ودمار يترزقون بعد كل حادثة ويلبسون أقنعة النضال وهم مجرد مهرجيين لا يعرفون ما هو النضال؟ وماذا يعني النضال؟ وما هو ثمن ونتيجة النضال؟ لا تعرفهم ميادين العمل الثوري ، ولا تعرفهم غير المداكي والمنصات ، وللاسف نجد الشعب يتحدث عن القيادة التاريخية وكل يوم نرى قائد يتحدث عن الثورة في وسائل الإعلام بكلام جميل وقال الشعب هذا قائد ، هذا يعني ان الشعب غير واعي لواقعة وليس لدية الثقافة الثورية التي تجعلة قادراً على ان يميز بين القائد الحقيقي في الميدان والإعلامي الذي يظهر القضية في وسائل الإعلام والمناصر الذي يؤيد القضية ، فليس كل من تحدث عن القضية الجنوبية او ناصرها يعتبر قيادي وليس من قدم حفلاً صار قيادي ، وفي الحقيقة صارت كلمة قيادي مهينة ومعيبة لاننا شبعنا من اسم قيادات لا تقدم شي للقضية فكل من طلع قيادي صرنا نشاهده يسافر الى الخارج من اجل المشاورات ( التسول ) ويعود وعنده سيارات فارهة وبيت ويتنقل هنا وهناك ولا احد يعترضه !!!! اليس في الأمر سراً نجهله ؟؟؟ للأسف الشعب اصبح ضحية اشخاص بدون وعي ، اشخاص بلا مشروع سياسي وليس عندهم القدرة على العمل الميداني المنظم ، اشخاص ذات تجارب فشلت في الماضي وأثبتت فشلها الآن في هذه المرحلة الصعبة التي يمر بها كل اليمن ، المرحلة التي تعتبر فرصة لنا نحن شعب الجنوب فرصة تاريخية لن تعوض وسيتباكى عليها الكثير ولكن بعد فوات الآوان !! مشكلتنا اننا نعتمد على مظاهر الناس وكلامهم المنمق وتصريحاتهم النارية التي هي اساساً بلا مضمون سياسي ولا تقدم ولا تأخر في مسار العمل الثوري ، والله سئمنا من سماع الأغاني الثورية ، وسئمنا من مشاهدة أوجاه ألتطمت كثيراً بغبائها السياسي وعدم نضجها الوطني وايضا عدم إحساسها بالمسئولية ولا زالت تظهر ونحن نصفق لها ، عجبي من هذا الشعب الذي يطالب بان تكون قيادته من اصحاب التجارب والخبرات !! واي تجارب وخبرات وقد جربت أصلاً وفشلت كل تجاربهم ، نحن لن نتعلم رغم اننا تألمنا كثيراً وإذا أردنا ان نتعلم يجب ان نتألم أكثر ، وحتى نُحترم كشعب ونستعيد دولتنا يجب ان نحترم الجائعين والمهمشين الشعث الغبر فان القيادات الحقيقية فيهم وهم الذين سيعملون بصمت حتى يصلوا إلى النجاح لأن العمل الثوري بحاجتهم ولن ينجح بدونهم ، أما الذين تعودنا على ظهورهم الدائم في كثير من المحافل السلمية سيقودونا إلى الفشل والفشل المربع وهذه حقيقة أتمنى ان يعيها الكثير...