شعاري استعادة الدولة وفك الارتباط اختيرا بعناية فائقة من قيادات اشتراكية متمسّكة بمشروعها السياسي الذي قاد الجنوب الى وحدة ( الفرع والأصل ) وهي حتى اليوم ترى أن الشراكة السياسية هي قضية الجنوب وترفض ما يتعدى مطلب الشراكة ، هذه قناعتهم التي نحترمها لكننا نختلف معها .. لم يكتفوا بالتعبير عن قناعاتهم علناً بل والاشتراك في حكومات الاحتلال اليمني والسعي للوصول لتطلّعاتهم باسم الجنوب وقضيته برغم تقاطع أهدافهم مع أهداف ثورة الجنوب ، بل سعوا لاختراق الثورة ووجدوا من يقبل بمهمة شرذمة مكونات الثورة وإفشال أي مسعى للتوافق باتجاه إبراز قيادة توافقية للثورة تحمل قضية الجنوب أمام المحافل الإقليمية والدولية .. شعاري فك الارتباط واستعادة الدولة من الأدوات التي استخدمها القائمون بمهمة اختراق وبذر الشقاق بين مكونات الثورة وعملوا على ترسيخها بين بعض جماهير الثورة ومكوناتها وتمسّكت بها بغير وعي ، غير مدركه إنها تعني الاعتراف بواحدية الأرض والإنسان اليمني كما يقول مشروع الحزب الاشتراكي المقدّم في حوار صنعاء ويرى أن مشكلة الجنوب تحل بقبول شراكته السياسية التي يطالبون بها ، أما شعار فك الارتباط فهو أكثر استخفافا بعقول جماهير الثورة الذين يعتقدون أنه رديف لشعار استعادة الدولة بينما هو نقيضة تماماَ ، ونطالب المتمسّكين بهذا الشعار بغير وعي قراءة ما نص عليه إعلان 21 مايو 90م الذي يطلق عليه إعلان فك الارتباط ، ليعلموا خبث المسوّقين له ولشعار استعادة الدولة ، الذين عندما نسألهم أي دولة تطالبون استعادتها ، الدولة التي أدخلتنا الوحدة ؟؟ أم الدولة الجديدة التي أعلن اسمها في إعلان 21 مايو 90م ؟؟ يردّون هي واحده !! كأنهم لا يعلمون الاختلاف الجوهري الواضح مع أن دستور دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية يقرّ بواحدية الأرض والإنسان في اليمن والجنوب .. أما إعلان مايو 90 م فقد سمي الدولة ( جمهورية اليمن الديمقراطية ) دستورها دستور دولة الوحدة ووثيقة العهد والاتفاق برنامجها السياسي .. من يعترف بواحدية الأرض والإنسان في اليمن والجنوب لا يعترف بأن الوضع القائم في الجنوب احتلال ولا يعترف أيضاً بشعار التحرير والاستقلال وبالتالي مطلبه لا يتعدى الشراكة السياسية .. يا جماهير الثورة الجنوبية ماذا تسمّون من يتمسّك بهذه الشعارات وهو مدّرك لما تعنيه ؟؟ نحن مستعدون لمناظرة في ساحة الحرية مع من يتمسّك بهذه الشعارات ويقول أنها تعني غير ما أوضحناه . ثورة شعبنا الجنوبي تتعرض لطعنات كثيره ومتنوعة سواء من حكّام الأمس أو حكّام اليوم ، ذاك يدافع عن تجربة أوصلتنا إلى ما نحن فيه اليوم ، وهذا نطالبه في هذا الظرف المؤاتي بقرار اعلان الجنوب دوله مستقله مقابل ان يكون على رأسها فيرض ويظل متمسّك ببقاء سلطة انهارت في عقر دارها ومتشبث بها ولو على انهار من دماء الشهداء وبحوراً من دموع الثكالى والأيتام ... السؤال ما الذي يجمع حكام الامس واليوم على العداء لثورة شعبنا العربي الجنوبي ؟؟؟ والجواب ، ان الثورة ستأتي بجنوب عربي جديد لا مكان فيه لمن لا يرى في قضية الوطن غير سلّم يرتقي عليه ولو بذبح كل المناضلين أو خيرات ينهبها بقوّة سلطته ولو مات جوعا شعبا بأكمله . ليعلم هؤلاء و هؤلاء ان الثورة الجنوبية ستنتصر بإذن الله ، وبإصرار المناضلين على بلوغ الهدف الذي سالت من اجله دماء الشهداء ( إعلان دولة الجنوب العربي الجديدة المستقلّة ) وإن الجنوب العربي ارضاً يتّسع لكل أبناءه بما فيهم من شارك في طعن الثورة ، دون أن يعاقبون على افعالهم المشينة ضد الثورة حينها سيندمون على أفعالهم ولكن في الوقت الضائع .