حتى لا نتهم بالسذاجة السياسية بإزاء الأحداث والتطورات الدراماتيكية التي تشهدها الساحة اليمنية ومنها هروب هادي من مقر إقامته في صنعاء إلى عدن فانه يتوجب علينا قراءة مجريات التطورات والأحداث بصورة متأنية وواعية بالاستناد إلى كافة المعطيات السياسية المتاحة التي يمكن أن نستشف منها ماهية الانعكاسات السلبية والإيجابية على مسار الأزمة اليمنية المعقدة وكذا على مسار القضية الجنوبية التي شغلت وتشغل بال كل الجنوبيين . وفي هذا السياق نستطيع القول بأن هروب هادي سيكون له بعض النتائج التي تصب في صالح الأزمة اليمنية وفي غير صالح القضية الجنوبية وأما على صعيد الأزمة اليمنية فأن هروب هادي سيعجل بحل الأزمة اليمنية حتى ينزعوا عنه أي شرعية إن كان هناك باقي حاجة أسمها شرعية ولا يستبعد أيضا أن تقوم صنعاء بعملية قيصرية في عدن تستهدف وضع حد لخروج هادي عن السياق الذي تتفق عليه أطراف الأزمة اليمنية وبالنسبة للقضية الجنوبية فأن هروب هادي لن يضيف إلى رصيد هذه القضية أي مكسب سياسي حقيقي فالرجل عمد وهو في السلطة إلى تخريب وتدمير مسار القضية الجنوبية بطرق وأشكال متعددة لا يتسع الحيز لشرحها ولذلك فأن هروب هادي إلى عدن سينتج عنها الكثير من التداعيات منها تأجيج النزعة الطائفية والمذهبية التي سينفخ هادي وكل المحيطين به في كيرها وغيرها من الأفعال التي ستشكل عبئ حقيقي على مسار القضية الجنوبية التي أضحت تجابه خطرين خطر الاحتلال وخطر ما سوف يقدم عليه هادي من خطوات سوف تربك المشهد الحراكي وسوف تخلق حالة من الانقسام في الشارع الجنوبي الذي سيتأثر ببعض القلاقل والإشاعات المحبطة التي سيطلقها المستفيدين من مثل الأحداث ومن مثل هذه الضوضاء التي سرعان ما تنقشع عن سمائنا الصافية التي تتلوث بعض الأحيان بمثل هذه الترا هات.