فقدان الضمير الانساني وبغياب الضمير السياسي لدى الاحزاب يخلق حالة من انعدام الثقة والارتهان في احضان القوى الخارجية ويجعل كل حزب يسعى بانفراده في كسب وتحقيق مصالحه الشخصية ويفكر بطريقة فردية بعيدا عن احتواء مصالح الوطن والمواطن والانفراد بالرأي المستوحى من الإدارات الخارجية للأحزاب والذي يكشف حقيقة الضعف في السعي نحو الاتفاق بين الاحزاب, عندما يغيب الضمير الانساني لدى الفرد بشكل خاص والجماعة بشكل عام لا يكون القادم مبشرا بخير ولا له أي قبول لدى الشعب انما ستكون نتائجه تخدم المحاور الدولية ولإقليمة التي تعمل على إدارة ودعم هذه الاحزاب , عندما يمتلك الانسان ضميرا يقظا يراجعه في كل مواقف الحياه يستطيع من خلاله أن يحلل مختلف الاحتمالات للموقف الواحد ويؤمن بنفسه ما يرتكب من حماقات وأوامر لا نستطيع التسليم بوجوده إلى من خلال ايقاظ الضمائر الميتة ليكون وجود وتحرك مثالي وايجابي في الحياة سواء من الفرد او الجماعة . قد تكون فطره تكونت في الاحزاب غياب الضمير الانساني والسياسي واصبح خارج حدود الانظار واصبحت الاحزاب بعيده عن الشفافية والوضوح والانسجام معا الذات .
الضمير السياسي بما يحتويه من أخلاق في مواجهه الخصوم السياسيين او الاحزاب السياسية تكون له إيجابيات تتمثل ان تبقى جذور الايمان حيه في النفوس لكي يجدون وينعمون بالخير والمحبة ويعكس بذلك نظره جيده حول المفهوم السياسي ليس ما نعيشه اليوم هو افضل من الامس وليست الاحزاب السياسية اقدر في رسم حاضر جديد وبروح ايمانية للتحرك بها انما تعانيه الاحزاب اليوم هو فقدان الضمير السياسي وما كان الحزب يحرمه بالأمس ليس باستطاعة ان يحله اليوم .
وليس باستطاعته وضع خطط جديدة تخدم الشعب كما كانت تروج له سابقا وتحشد قواها وتخرج في مظاهرات والضجيج الاعلامي التابع لها .
كل هذا ليس بغريب عنا وليس بجديد عليهم , مايجري في المشهد السياسي اليمني يندرج تحت ثلاثة محاور: 1- محور دولي التحركات الأمريكية والإدارة للبلد. 2- محور إقليمي عربي بإدارة السعودية . 3- محور محلي الاحزاب السياسية في البلد.
تدور هذه المحاور حول الجغرافية السياسية لليمن وهذه المحاور التي تتجاذب جميعها في أداره المشهد السياسي في ظل أزمة ضمير وضمور أخلاقي من خلال اعتمادها على تشويش وارباك وتصوير الاحداث عكس ما تحدث من أجل خداع وتضليل عقلية المواطن لرؤية المشهد السياسي بشكل ضبابي وفي زاوية محصورة من الواقع , لا يمكن لهذه الاحزاب والقوى السياسية أن تعمل بروح وطنية وبكفاءة عالية وان تضع مصلحه الوطن والمواطن نصب اعينها وبمعايير حقيقيه وواضحة تتحرى المصداقية والسبب في هذا هو الافتقار الى ابسط القيم الأخلاقية وغياب الوطنية واهداف مقومات بناء هذا الوطن بمفاهيم ومبادى صحيحة وواضحة
في الوقت الذي تبدي تلك القوى عجزها عن التصدي للتدخلات الخارجية، بل البعض يجعل هناك صعوبات من اجل الابتعاد عن الاتفاق السياسي بشروط مرهونة لدى المحور الدولي والاقليمي انما هذا ناتج عن أزمة ضمير وفقدان الثقة ,عندما يكون الحزب مرتهن ويتلقى الدعم واصبح تحركه مضاد للشعب ويتحرك نحو مصالحة الشخصية لا أقول ان مصيره الفشل فقط بل مصيره الانتهاء والتلاشي , لا يمكن ان يعيش الشعب في حاله من تجاهل المشهد السياسي ,في الوقت الذي اتضح للمواطن ان القوى السياسية تراهن على القوى الإقليمية والدولية والذي يتمثل انها الداعم الاساسي والمراقب للتحرك الذي يجرى في البلد وهيمنتهم السياسية والاحزاب اظهرت يوما بعد يوم الهدف من المشروع الذي تحذوا باتجاهه وما هو حاصل الان يخدم هؤلاء السياسيين ومشروعهم المتطرف ,قاده الاحزاب يضحون ولكن بحياتنا ويقال عنهم ان فيهم شجاعة وتضحية ,من المؤسف والمخزي ان ينالوا بالإعجاب .
عن أي قادة تعجبون في القائد الذي يأمر جنوده ان يقاتلوا حتى يقتل اخر رجل منهم هذه الأمر لا يحتاج الى شجاعة ولكن يعكس الاحساس الذي يتبلد فيه القائد حتى يبلغ قسوته اقصاها فلا يرحم احد من رجاله , لابد من السعي نحو المشاركة السياسية والمصالحة والابتعاد عن الإدارة الدولية ولإقليمة وذلك من اجل ترسيخ مبدأ الحرية والثقة واحياء الضمائر الميته تجاه هذه المصالحة والعمل من اجل الاستقرار الامني والاجتماعي والمحافظة على جميع مؤسسات الدولة وان يتم معالجه القضايا السياسية او الاقتصادية او الاجتماعية بعقلانية وبالإخلاص في العمل لبناء وطن ينعم فيه الجميع بالعيش الكريم.