تحت شعار: من أجل دور فاعل لبناء الوطن والتغيير نحو الأفضل عقد التجمع اليمني للإصلاح بتعز مؤتمره المحلي الخامس الدورة الأولى والتي اطلق عليها دورة الفقيد الإعلامي يحيى علاو وبمشاركة 700 إصلاحي وإصلاحية يمثلون مختلف الدوائر والقطاعات التنظيمية وسط حضور رسمي وحزبي متميز . وفي الجلسة الافتتاحية أكد الاخ / عبد الحافظ الفقيه رئيس الإصلاح بتعز أن الشورى الصادقة هي من تبني أسس التقدم للشعوب وإن الديمقراطية الحقيقية هي التي تستعصي على التدجين والتشويه والمصادرة وهي من تصنع التحولات الحضارية والتنموية للمجتمعات . وقال: إن الحديث عن الديمقراطية دون تطبيقها عملياً بصورة نظيفة ونزيهة لا ينتج نظاماً ديمقراطياً ، كما إن الحديث عن العدل والمساواة مع ممارسات الإقصاء والإبعاد والتمييز واحتكار الوظائف العليا للجيش، وسوء توزيع المشاريع واحتكار ونهب الثروة، يصبح هنا الحديث عن العدالة والمواطنة المتساوية مجرد كلام لا يسمن ولا يغني من جوع ، وكذلك الحديث عن الحوار إعلامياً وامتداحه في الخطب الرسمية والبيانات لا يخدم الحوار في شيء مادام هناك من يعرقل أي تقارب ويعيق أي حلول ويتنكر لكل اتفاق أو وفاق. وقال: إن الديمقراطية الصحيحة هي تلك التي تبني نظاماً يقوم على مؤسسات دستورية فاعلة وغير مهمشة، وعملية وليست ديكورية ، تحترم الدستور وتطبق القانون، وتنطلق من إرادة الشعب الحرة وغير المزيفة وتعزز الحرية التي بدورها تطلق الإبداع ، وتحمي الحقوق العامة للناس على أرض الواقع فيلمسها كل مواطن في حياته المعيشية واليومية ، حيث لا يجد نفسه في الشارع تمزقه البطالة، أو مضطراً للاغتراب يطارده الفقر والحرمان أو خائفاً يترقب أن يسلبه متنفذ حقه أو يعتدي على أملاكه أو ينهب أرضه، أو موظف لم يجد من قانون الأجور إلا الوعود, وإنما يجد حقوقه موفورة و كرامته مصانة ، فإذا ألجأته قضية ما إلى القضاء وجد العدالة ، وإذا أحوجته ظروفه الصحية إلي المستشفى وجد العلاج والرعاية ، وإذا دفع بأبنائه وبناته إلى المدرسة وجد التعليم المتميز والاهتمام التربوي والتعليمي الناضج، كما يجد سائر الخدمات الأخرى من مياه الشرب والكهرباء و الطرق تزداد يوماً بعد يوم وسنة بعد سنة تطوراُ ونماء لا تدهوراً وتراجعاً. واستطرد: هذا ما تصنعه الحرية والديمقراطية ، حينما تكون هنالك سلطة تحترم الحرية والديمقراطية والمواطنة المتساوية . وقال رئيس إصلاح تعز : لذا فإن النضال السلمي البعيد عن العنف من أي طرف كان هو الطريق الصحيح لنيل الحقوق والحريات وإيقاف التدهور أو الهرولة نحو الاستبداد، ومن هنا فإننا نندد بشدة إقدام السلطة على اعتقال المناضل الوحدوي القامة الوطنية الأستاذ محمد غالب أحمد عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني والقيادي في اللقاء المشترك ونستنكر تلفيق التهم غير المسئولة. وأكد أن الحوار الوطني كان وما يزال هو الطريق الذي يمكن من خلاله الوصول إلي الحلول الجذرية التي يعود خيرها ونفعها على الوطن والمواطن. ودعا الفقيه الحزب الحاكم إلي تغليب مصلحة الوطن وأن يعود إلي مائدة الحوار بعيداً عن التفرد الذي يفاقم أزمة الوطن ، ولا يحلها إلا ذلك الحوار الذي كان قد قطع شوطاً تم التوصل إليه يوم 20 أكتوبر2010م . والقائم على أساس اتفاقية فبراير فالتنازل للوطن أفضل من الذهاب إلي انتخابات انفرادية نكاية بالشعب والوطن ، حيث ستصبح الانتخابات الفردية سلاحاً بيد القوى المتربصة والقوى الخارجية التي ستعتبرها انتخابات ناقصة الشرعية ومن ثم اتخاذها فرصة لابتزاز النظام مستقبلاً ومن هنا فإن التنازل لمصلحة الوطن هذا إن كان هناك تنازلاً أفضل من التنازل للخارج ودفع الثمن الباهظ للقوى الأجنبية وهو التنازل الذي سيسيء إلي اليمن حاضراً ومستقبلاً. وأكد رفض التجمع اليمني للإصلاح الانتخابات الانفرادية والعوائق والعراقيل التي وضعتها السلطة وحزبها أمام إجراء انتخابات تنافسية ديمقراطية، تعبر بصدق عن إرادة الشعب وليس عن إرادة التزوير. وأكد أنه لا طريق لإزالة العقبات وردم الفجوات وحفظ الوطن واستقراره إلا بحوار يغلب المصلحة العامة على المشاريع الأنانية الضيقة. وأشار الفقيه إلى أن العمل الدعوي والتربوي والسياسي والاجتماعي يتطلب جهوداً ومثابرة لكننا على ثقة من أنكم عند مستوى المسؤولية والثقة التي منحتكم إياها قواعد الإصلاح التي هي في الأساس سند ودعم لكم كما هي عمق للتجمع اليمني للإصلاح عامة . ولذا فإن الإصلاح ينتظر منا جميعاً عملاً متزناً ومتوازناً، وجهوداً مبذولة وحركة مستمرة ونشر ثقافة الحوار والتسامح والتصالح مع كل قوى المجتمع الخيرة بلا استثناء وتعزيز العلاقة وتمتينها مع أحزاب اللقاء المشترك بشكل خاص كما يجب علينا مزيداً من التلاحم والتواصل الدائم مع جماهير الشعب بحيوية وهمة وعنفوان لما فيه مصلحة الشعب اليمني كافة. من جانبه خاطب إبراهيم الحائر - ممثل الأمانة العامة للإصلاح مشرف مؤتمر تعز - خاطب الحاضرين بقوله ينعقد مؤتمركم هذا في ظروف بالغة الحساسية والتعقيد تتجلى ابرز ملامحها في التدهور الاقتصادي المريع، الذي زاد من مساحة الفقر والجهل والمرض والبطالة، وفي غياب الخدمات الأساسية عن الكثير من مناطق البلاد، وغياب المواطنة المتساوية والعدالة، و فوق كل ذلك انفلات امني ، وممارسات قمعية بحق الناشطين السياسيين وقادة الفكر والرأي ، و تهديد حقيقي لوحدة الوطن ، وحروب أهدرت المليارات من أموال اليمنيين ، وأزهقت آلاف الأنفس ، وخلفت عشرات الآلاف من المعاقين والمشردين ، فضلا عما أحدثته من انقسامات عميقة في بنية المجتمع ، لا زالت تتنامى في مناطق الحرب يوما بعد يوم ، نتيجة تخلي السلطة عن مسئولياتها واكتفائها بمجرد الحضور الشكلي فيها. وقال الحائر: لقد أدرك الإصلاح ومعه بقية أحزاب اللقاء المشترك من وقت مبكر ، خطورة المآلات التي تتهدد مستقبل البلاد، نتيجة سوء إدارة السلطة وحزبها، وفشلها في معالجة المشاكل وإغلاق ملفات الأزمات، ووقف حالة التدهور المتسارع في حالة الناس المعيشية يوما بعد يوم ، فبادر إلى الدعوة لحوار وطني شامل لا يستثني أحدا، إدراكا منه بأنه لم يعد لدى طرف بمفرده القدرة على إغلاق ملفات الأزمة ، وتحقيق الحكم الرشيد ، غير أن السلطة وحزبها قابلت تلك الدعوة الصادقة بالاستمرار في رفض الاعتراف بمشاكل الوطن ومعاناة المواطنين في طول البلاد وعرضها حتى تفاقمت الأوضاع أكثر فأكثر، وغدت اليمن مشكلة حقيقة تؤرق المحيط الإقليمي والمجتمع الدولي. وعبر عن أسفه أن يشعر بآلام شعبنا والمخاطر التي تتهدد وطننا ويتفاعل معها الآخرون من الأشقاء والأصدقاء ، في الوقت الذي لا تجيد فيه السلطة وحزبها إلا المتاجرة بتلك المعاناة والمخاطر ، وها نحن اليوم نجني نتاج ذلك ، تدويل الأزمات اليمن ، من خلال مؤتمرات دولية تتوالى لبحث الشأن اليمني ، معلنة فشل اليمنيين في إدارة شئونهم والحفاظ على وحدتهم واستقرار وطنهم، وهاهو النظام الذي يأنف أن يكون في موضع مساءلة ومحاسبة من شعبه أصبح في موضع مساءلة ومحاسبة من الآخرين. مضيفا: إنه وفي الوقت الذي غدا فيه الحوار الوطني الشامل مطلبا محليا وإقليميا ودوليا ، يرى فيه الجميع المخرج الوحيد لليمن من أزماته، إلا أن السلطة وحزبها أصمت آذانها عن سماع صوت العقل والرشد ، الداعي لوضع كل الملفات الساخنة على طاولة البحث الجاد ، للخروج بحلول يمنية بحته لمشاكل البلاد ، يتحمل مسئوليتها الجميع ، واستسلمت لنزعة الشمولية والتفرد لدى بعض قياداتها تحت تأثير الخوف من فقدان السلطة، والناتج عن الشعور بالفشل في الإدارة ، والإخفاق في تنفيذ الوعود الانتخابية بيمن جديد ومستقبل أفضل، وهاهي تدير ظهرها لكل دعوات الوفاق والاتفاق ، وتسير نحو الانتخابات دون تنفيذ الإصلاحات السياسية و الانتخابية التي تضمنتها الاتفاقات الموقعة بينها وبين اللقاء المشترك ، والتي تمثل بوابة لمعالجة الأزمة المركبة التي تعيشها اليمن ، والحفاظ على الوحدة الوطنية ، وبناء دولة المؤسسات ، وتحقيق الحكم الرشيد ، الذي ينعم في ظله اليمنيون بحياة حرة كريمة ، وهي بهذا التوجه تصر على أن تجعل من الانتخابات القادمة أزمة جديدة وعبئا تضيفه على كاهل هذا الوطن المثقل بالأزمات والمحن ، وهو ما يؤكد أنها لا تجيد سوى صناعة الأزمات وإشعال الحروب ، ومصادرة الحقوق ، ونهب الموارد والثروات . وقال: إن على السلطة وحزبها أن تدرك جيدا ، أن استمرارها في المراهنة على مثالية المعارضة وحكمتها في التعامل مع سياساتها الخرقاء وتوجهاتها الشمولية ، أمر يجب أن تعيد النظر فيه ، فللصبر حدود ، كما أن على قوى التغيير في هذا البلد، من الأحزاب ، ومنظمات المجتمع المدني ، والشخصيات الاجتماعية ، والمفكرين والعلماء وقادة الرأي ، التصدي لصلف هذه السلطة وحزبها ، وحملها على احترام إرادة الشعب ، وإعادة حقوقه الدستورية المصادرة ، وفي مقدمتها حقه كمصدر للسلطة ، وحقه في التداول السلمي لها عبر انتخابات حرة ونزيهة. وخاطب الحاضرين " يا أبناء تعز الثقافة والوعي، يا أبناء تعز الثورة والحرية ، إن محافظتكم التي أنجبت رواد الحركة الوطنية ورموز النضال الوطني، احمد محمد نعمان وعبده محمد المخلافي وعبد الفتاح إسماعيل ، وعيسى محمد سيف، قادرة اليوم على قيادة مرحلة نضالنا السلمي المعاصرة ، حتى يتحقق لشعبنا ما يصبو إليه من حياة حرة كريمة ، ويستعيد يمن الحضارة والتاريخ مكانته بين الأمم. وأضاف: إن قتامة المشهد العام في البلاد ، ومرارة الواقع ، لا ينبغي أن تكون عامل إحباط وتثبيط للهمم ، بقدر ما يجب أن تشعل فيكم روح التحدي ومضاعفة الجهود لتغيير هذا الواقع ، فنحن الاصلاحيون قد تربينا على أن لا نقبل في قاموسنا أيا من مفردات اليأس والإحباط ، إنما عمل وجهاد وتضحية ، وان النصر مع الصبر ، وان مع العسر يسرى . فلتجعلوا من مؤتمركم هذا فرصة لتقييم الذات ، وإعلاء قيم الشورى و العمل الجماعي ، وتطوير وتعزيز البناء المؤسسي للإصلاح ، ليكون أكثر قوة و صلابة في مواجهة تحدي الإصلاح والتغيير. وفي كلمة اللقاء المشترك ندد الدكتورعبد الرحمن الازرقي عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني بإقدام الحزب الحاكم على المضي في اجراء الانتخابات بشكل منفرد. وقال: ان السلطة تريد بذلك تعقيد الاوضاع وايصال البلد الى هاوية خطيرة , فهي لم تكتف بنهب الثروات واشعال الحروب وتقسيم المجتمع نفسيا واجتماعيا بل تجره الى مستقبل مجهول , مستدركا ان السلطة وهي تمضي باتجاه الانتخابات لوحدها انما تسيبر نحو الخاتمة فتلك المؤشرات دليل فشل الانظمة الديكتاتورية الفاشية , مستنكرا اقدام السلطة على الاعتداء على الناصري سلطان العتواني واستخدامها القضاء في مصادرة حرية القيادي الاشتراكي محمد غالب احمد , وراهن الازرقي على النزول الى الشارع لافشال مساعي السلطة نحو اجراء الانتخابات انفراديا وقال ان المشترك بما له من ثقل وطني وسياسي لن يخاف من السلطة وسينزل للشارع عبر مسيرات واعتصامات ضخمة قادمة من اجل هبة شعبية ترسل النظام الى مزبلة التاريخ .