تتداعى عدد من القبائل الجنوبية الكبيرة في مناطق عدة لمنع اندفاع الغول القادم من الشمال ((جماعة أنصار الله وحلفائها الشماليين ))إلى مطارحهم وتحديداً مناطق التماس مع الشمال المسيطر على معظم المحافظات فيه من قبل هذه الجماعة عبر ما يسمى باللجان الشعبية ووحدات من الجيش اليمنى الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح, كما يجب على النخب الجنوبية من مثقفين وإعلاميين وناشطين سياسيين لا سيما في الحراك الجنوبي مهما اختلفت هذه النخب في رؤاها ومشاريعها السياسية فلابد من الذود عن الجنوب أرضا وشعبا فالجنوب أولاً في هذه المرحلة. لقد شاهدنا حشود استعراضية ضخمة لقبائل العوالق و بني هلال في محافظة شبوة وقبائل يافع في لحج التي باتت على تماس مع هذه الغول ,وهذه القبائل بالإضافة لحلف قبائل حضرموت واللجان الشعبية الجنوبية وقبائل جنوبية أخرى حتما ستتداعى لاحقاً لصد هذا الغول ومنعه من دخول أراضيها خاصة والجنوب عامة وستحسم الأمور لصالحها بإذن الله فقط ..إذا ما دافعت عن الجنوب كل الجنوب وتما هت مع خيارات الشعب الجنوبي وكان الحاضنة الشعبية بالنسبة لها ,وكانت للشعب الجنوبي أينما كان.. سيكون لها هذه الشعب خير سند متى ما استدعت الحاجة , أما إذا قزمت دورها على حماية مصالحها و مطارحها فقط ولم تستدعى الجنوب كهوية ووطن للدفاع عنه فستخسر لا سمح الله ولنا عبرة في قبائل حاشد وغيرها في الشمال التي لا تقل عن هذه القبائل أهمية ولديها دعم وترسانة أسلحة تفوق التي لدى قبائلنا بإلف مره لكن خسرت الحرب العام الماضي على أرضها لأنها قاتلت من اجل حاشد فقط عكس ما عملته في حرب 94م عندما قاتلت تحت شعار ضم الفرع للأصل كما زعم شيخ مشايخها آنذاك عبد الله الأحمر. إن الغول القادم من الشمال.. قادماً لامحالة وإذا ما سيطر على الجنوب وداعبت أقدامهم مياه بحارنا في خليج عدن وبحر العرب وأعادوا الجنوب كل الجنوب إلى بيت الطاعة أكثر ذلة من سابقتها في 1994م وتُركت مطارح قبيلة هنا وأخرى هناك فما الفائدة.. سنكابر, ونقول انتصرنا لأنهم لم يدخلوا قريتنا أو مطارح قبيلتنا كما يقول بعض إخوتنا الجنوبيين الذين يقطنون قرى معزولة في الضالع والصبيحة وغيرها ان جيش على عبد الله صالح لم يستطع دخول قراهم وما زالت محرره منذ1994. فبعد ان شرع الشمال كل الشمال بكل قواه الحية النافذة في محاولة ضم وتركيع الجنوب وأعادته لبيت الطاعة للمرة الثانية وتحت شعارات عدة أبرزها الشرعية الثورية ومحاربة الإرهاب بعد ان راء الجنوب يشق طريقه نحو الحرية, وبدا ينسل من قبضته رويداً رويدا, رافضا الضم والإلحاق والدوس على كرامته, فمن يوهم الجنوبيين ان القادمين هم جماعة أنصار الله الزيدية فقط ,ويستدعي الطائفية في ذلك للدفاع عن الجنوب فهو تسطيحاً عن جهل أو تفخيخ متعمد المراد منه تحويل الصراع إلى صراع طائفي قد يؤدي إلى صياغة وترسيم خارطة جديدة للجنوب ,وإخفاء حقيقة الصراع القائم, وهو محاولة إخضاع الجنوب بقوة السلاح من قبل الشماليين وعدم السماح له باستعادة دولته وتقرير مصيره ,بعد ان رفضوا الشراكة معه وفقا لمخرجات ما سمي بالحوار الوطني التي يرفضها غالبية الجنوبيين.. إن تداعي بعض القيادات الحزبية من صنعاء إلى عدن وتصريحاتها ضد هذه الغول مجرد إجراء آني سيتغير عندما تسقط أخر معاقلهم في مأرب وتعز الشمالية ,ولا تلبث تلك القيادات أن تعود إلى صنعاء وتستنجد بهذه الغول وتطالب باجتياح وإخضاع الجنوب كاملا من اجل الحفاظ على ما يسمى الوحدة, وسنلاحظ هذه الوجوه الشمالية من اشتراكيو أبو أصبع وإصلاحيو قحطان وبادي وناصريو العتواني والنعمان ومن حزب جباري وغيرهم يفتوا لهذا الغول القادم وفقا لفقههم السياسي المعروف ..عن وجوب دخول الجنوب لدرأ مفسدة كبرى قد تحدث بعودة الجنوب إلى أهله بمفسدة صغرى وهي إخضاع الجنوبيين لبيت الطاعة بقوة السلاح ولو تطلب إبادتهم. . وأخيرا بات على كل المثقفين والإعلاميين الجنوبيين المؤمنين بعدالة قضيته وبحقه في تقرير مصيره , ان يواكبوا تطورات المشهد الراهن كلا من موقعه وان يضعوا نصب أعينهم الجنوب وعدم حشر مصطلحات تقزيمه ك المناطقية والقبلية والفئوية في كتاباتهم وبياناتهم, وتوعية الداخل الجنوبي من مخاطر ها, ويجب وضع الرأي العام الخارجي في طبيعة ما يدور من صراع مع هذا الغول القادم, وهو صراع بين عنجهية وصلف الشمال الساعي لإخضاع الجنوب بقوة السلاح ,ورفض تقبله كشريك كامل في إدارة الدولة, وعدم السماح له بتقرير مصيره ووفقاً للأعراف والمواثيق الدولية من جهة, وكبرياء الجنوب الرافض للظلم والاستسلام والعاشق للحرية والعيش بكرامة على ترابه الوطني من جهة أخرى , وفضح من يحاول إيهام الرأي العام المحلى والخارجي إن الصراع مع جماعة أنصار الله الزيدية فقط وهي أقلية في أقاصي الشمال وجنوب شافعي حتى لا يحول مجرى الصراع إلى صراع طائفي بين الجنوب والوسط "شافعي" المذهب من جهة وشمال الشمال "زيدي" المذهب من جهة أخرى لما يمثله من خطورة على قضية الجنوب وهو ما يروج له من قبل إعلاميو الإخوان الغرض منه طمس معالم الصراع الحقيقة وصانعة خارطة جديدة للجنوب بعد تغطيته بلحاف الطائفية, كما يجب دعم قبائل الجنوب من المهرة إلى باب المندب وتوضيح لهم طبيعة الصراع وكيف تتم إدارته ؟و دعوة الجنوبيين إلى التسامي فوق خلافاتهم في هذه المرحلة.. فالجنوب بيتنا.. الجنوب أولاً..