انتظر الشعب اليمني استواء اللعبة السياسية (البرمة) كثيراً رغم تدخل بعض الطباخين القادمين من الخارج وتنوع خياراتهم في كيفية استواء هذه الطبخة, فبعضهم يريد أن يزيد في الملح, لأنه يعاني من هبوط في الضغط السياسي, والبعض الآخر يحبذ إنقاص الملح, لأنه يعاني من ارتفاع الضغط السياسي, والبعض يريد أن تتم الطبخة في دست الضغط, بهدف إخراج الطبخة على وجه السرعة وآخرون يريدون أن تستوي الطبخة على نار هادئة. ورغم الاستعانة بطباخين من الدول الشقيقة والصديقة إلا إنهم زادوا الطبخة بلة وعصدوها عصيد. والمواطن المغلوب على أمره ما زال ينتظر مخرجات هذه الطبخة وكيف سيكون طعمها, وهل تتناسب مع ذوقه أم أنها ستكون على ذوق الآخرين من غير أصحاب المصلحة في هذا الأمر سوى الاستحواذ والهيمنة. وإذا لم يرعو هؤلاءويعودوا عن أفعالهم تلك ويراعوا مصلحة الوطن والمواطن ويراعوا الله فيهما فلن تستوي هذه الطبخة ولن يقبلها أحد, وستعود عليهم بالوبال, ولن يقتصر سوء الوضع السياسي والأمني على الوطن اليمني, ولكن سيمتد خطره وسينتشر مثل السرطان عابراً الحدود إلى خارج الوطن ليشمل المنطقة كلها ولن يقف عند حد معين, بل ستلسع ناره الجميع ولن ينجو منه أحد. ولهذا -وكما سبق القول- فإن برمة الشراكة عمرها ما تستوي, وإذا استعرت نيرانها ثارت كبركان هائج سيطيح بالجميع, ولن يسلم منه أحد. فهلا حكمنا العقل والضمير اليماني وغلبنا المصلحة الوطنية العليا على المصالح الخاصة والأطماع الخارجية التي ليس لها حدود وليس لها نهاية, وسيكون ضررها أكبر من نفعها كما هو واضح وجلي وطافٍ على السطح. فإلى متى سيظل المواطن منتظراً الحل ونتائج الطبخات المتعددة الشراكة, ومتى يضع الساسة في اليمن حداً لهذا النفوذ والمطامع الخارجية؟ نسأل المولى عز وجل أن يهدي جميع الساسة القائمين على هذا الوطن أن يغلبوا الحكمة اليمانية والإيمان اليماني ويجنبوه الطبخات الخارجية التي -لا شك- ستعمل على إفسادها وإضاعة النفس اليماني من طعمها ورائحتها.