عبدالكريم صلاح الأحداث الجارية على الساحة اليمنية تعود بنا إلى أحداث 2011 وكيف تصاعدت في 2011 كان على رأس النظام الذي ثاروا عليه ودعمت الأحزاب ما سمته ثوره ضد الرئيس السابق علي صالح ،كانت حينها الأحزاب مصرة على رفع سقف مطالبها وخاصة كلما وجدت استجابة الخارج ودعمه لتحركها ،وكان رأس النظام السابق يحاول أن يجد الحلول ودعاهم إلى الحوار أكثر من مرة ،لم تستجب الإطراف ، أو لم تكن هناك جدية كما تدعي هي من قبل الرئيس السابق ،إلا إنه وفي نهاية المطاف توافق الجميع على صيغة المبادرة الخليجية والتي كانت بنودها قد صاغها نظام علي عبد الله صالح ،عرضها أمين عام مجلس التعاون الخليجي على الأحزاب فوافقت عليها ،واختلفت الأطراف على مكان التوقيع ،كان الرئيس السابق يريده في دار الرئاسة ،وكانت الأحزاب تريده خارج اليمن ،وانتهي المطاف بهم على التوقيع في الرياض خارج اليمن وخرج الرئيس السابق من السلطة وانتخب هادي رئيسا وشكلت حكومة الوفاق الوطني واجتمعت الأطراف حتى التي لم توقع على المبادرة الخليجية في حوار وطني كان له مخرجات اتفق عليها الجميع ، هذا الأمر يحسب للرئيس السابق ولبعض الأحزاب التي أسهمت في الحل السياسي ، نتيجة ما لمسوه من الرئيس السابق حيث كان حريصا إلى حد ما على التوافق والخروج بحل سياسي يرضي جميع الأطراف، اليوم المشهد يعيد السيناريو مع اختلاف المواقف أنقلب طرف كان مشاركا في الحوار على الحكومة والرئيس ،تميز هذا الطرف بعدوانيته وهجومه العنيف واستخدام القوة العسكرية المفرطة ،أسقط الحكومة والعاصمة بعد أن أسقط عمران ،وحزام صنعاء الأمني ،ثم أعقب ذلك أن هجم على دار الرئاسة وأسقطها ونهب المعسكرات والأسلحة لا يلتفت إلى نداء أو صوت للحوار ، وصل به الأمر أن حاصر الرئيس في منزله وفرض عليه الإقامة الجبرية ، تمر الأيام ليحدث أمر جديد وهو خروج الرئيس هادي من صنعاء بطريقة سرية لم يعلم بخروجه الانقلابيين ، تفاجأ الانقلاب ،وبدأ هادي بأول خطوة ببيانه الذي أصدره من عدن وإلغاء كافة القرارات التي تمت بعد 21سبتمبر بل وصرح أن صنعاء عاصمة محتلة ،ودعا إلى نقل الحوار إلى الرياض ، رحبت الخارجية السعودية بدعوة هادي ، اليوم الجميع ينتظر موقف الأحزاب هل سيكون كما في 2011 الموافقة أم إن دعوة هادي ستكون ضربة كما كانت تنازلات الرئيس السابق ضربة لهم بموافقته على توقيع المبادرة في الرياض .....ستكون المفارقة صعبة على الخطوة المغايرة التي لو تتخذها الأحزاب . لنجاح الدعوة الأمر المطلوب من الرئيس هادي أن يكف عن إثارة أي انشقاقات في صفوف الأحزاب وعلى وجه الخصوص ما يروج له البعض أن هناك خطه لتفكيك حزب المؤتمر الشعبي العام ,ويكون على مسافة من الجميع .