" نحن نقول له سئمناك أرحل مش هو اللي سئم من السلطة" قالتها بصبر نافذ وبلهجة تعزية طافحة بالمرارة، تردد صداها على طول وعرض البلد بعد إن كررت فضائية سهيل بثها لعدة مرات في الأيام منذ اندلاع ثورة الشباب، فيما تلاشى خطاب الرئيس المتهكم "السلطة سئمناها". بعدها أصبحت ابتسام سلطان القرشي من أكثر الوجوه المألوفة في ساحة الحرية بتعز، التي التحقت بها منذ الأيام الأولى لثورة الشباب، تقول" أحيت الساحة من الأيام الأولى بعدما شفت أول طفل قتل في المنصورة بعدن، ومن حينها لم تغادر المرأة وأولادها الأربعة الساحة كما تؤكد: كل يوم أكون الساعة9 الصبح في الساحة ونجلس لأخر الليل، أخر افعل أكل سريع للأولاد وارجع للساحة.
تعلق على قصة ظهورها في سهيل وطلبها من الرئيس التنحي لان الشعب سئم منه: بالبداية ماكنش في حضور كبير للمرأة في الساحة، وطلعتوا انصح كل النساء في اليمن للخروج إلى الساحات والوقوف بجانب الشباب حتى يستحي النظام ويتذكر إن للشباب اللي يقتلوهم أمهات وأخوات وقريبات، النساء كن خجلات من الحضور والان شوف الساحة" أشارت إلى الجهة التي تكتظ بالنساء في ساحة الحرية.
لم تعد أبتسام تزاول عملها في مكتب التربية بتعز، مهام كبيرة تضطلع بها في الساحة في انتظار سقوط النظام تقابل بتفهم أسرتها وأولادها المرابطين معها" كل يوم يسألني أطفالي: متى سيرحل؟ قالت وهي تنظر إلى بعيد وكان الخلاص يلوح في الأفق، أزيد من ذلك أن أثنين من أبنائها أصيبوا بالغاز في الأحداث الأخيرة، تضيف بصلابة" أولادي أصيبوا بالغاز السام لكن في سبيل نجاح الثورة سأكون سعيدة لو شهد أحدانا".
لم تسئم المرأة الأربعينية بعد من البقاء المتواصل في الساحة لما يقارب شهرين، المؤكد إن ابنة الشخصية الوطنية سلطان القرشي لن تغادر ساحة الحرية بتعز التي ظهرت فيها صورة والدها المختفي منذ33 سنه، وتقول أنها لم تعرف مصيره حتى اللحظة لكنه سيظهر عندما ينقشع هذا الظالم، قالتها بثقة.