يتوهم الكثير ممن يحملون الهوية الوطنية أن مجرد امتلاكهم لها يعني أنهم جنوبيين والحق أن الانتماء الفعلي للوطن يعني الوطنية بكل واجباتها والتزاماتها والتفاني من أجل رفعة وطن احتضنك وتربيت فيه وأنعم عليك الله بالأمن والأمان في هذا الوطن, والانتماء هو في الحفاظ على مكتسباته ومقدراته , ولهذا نستغرب من تصرفات الكثير ممن يدعون الوطنية وهم يعملون بعكسها. واذا عملنا مقارنه بين من هويتهم للوطن ومن هويتهم لغير الوطن لوجدنا هناك تناقض رغم ان الهوية واحدة فهناك فارق كبير بين أولئك الأبطال الذين تصدوا ومازالوا يبذلون أنفسهم رخيصة في سبيل الدفاع عن وطنهم في شتى مجالات الدفاع الفكري والأمني والاجتماعي ممن رفعوا سمعة الوطن وحافظوا عليه من العابثين بل وحققوا الانجازات المتتالية باسمه وبين من يسعى لتدمير وطنه إما من خلال الفئة الضالة أو عن طريق المنحرفين ممن يروجون السموم بين شباب الوطن أو مدعي الحرية والانفلات الذين لا يراعون خصوصية وطنهم لقد غابت الوطنية عن هؤلاء وظهرت بكل معانيها مع أولئك. فهل يستوي من يخدم وطنه ويضحي في سبيله ومن يدمر وطنه ويتاجر بدماء ابنائه. لقد تعرى الكثير ممن يحمل هويتنا عندما وقفوا في خط المواجهة مع تحديات العصر المختلفة وسقطوا لأنهم مجرد مأجورين لا يملكون في الأصل عوامل البقاء والاستمرار؟!
سقطوا لحملهم ذلك الفكر الدخيل علينا والمستورد عن طريقهم إلينا فلم تلبث أن ظهرت سوءاتهم وستظل الوطنية تسري لدى الكثير من أبناء الوطن المخلصين أينما اتجهوا وحيثما حلوا متمسكين بفكر التسامح لديننا الحنيف ومحافظين على خصوصيتنا الوطنية..رحم الله شهداء الجنوب وحفظ الجنوب من كل شر.