علمني الوسط الرياضي أن كثيراً من رؤساء الأندية لا يختلف فكره عن رؤساء بعض الدول، يستميت على الكرسي حتى يرحمه الموت، أو إلى أن يقذف به المريدون «سابقاً» إلى الخارج رغماً عنه، لكن الغريب أن بعض رؤساء الأندية أقوى شكيمة من نظرائهم حكام الدول، إذ عضوا على مناصبهم على رغم هتافات الجمهور وسوء النتائج وتخلي الأتباع ورجاوي الأهل والأصحاب، يا لك من رجل حديدي لا ينكسر أيها النوخذة!
(2)
الوسط ذاته علمني بأن «الموية» لا تكذب الغطاس فحسب، بل قد تغرقه، وإن لم يغرق فسيخرج منها بعد أن أصابه «الرهاب» من السباحة مع التيار أو عكسه، فالتنظير من الخارج سهل جداً، والأسهل من ذلك تقديم الوعود، قد أقول إنني سأجلب أموال قارون إلى خزانة النادي إذا ما ترأست، قد أعثر على كنوز قارون وأفي بوعدي، لكن من يضمن لي أنني سأصرفها كما ينبغي، وإذا صرفتها كما ينبغي، من يضمن لي بأن اللاعبين لن يهدروا ركلات الجزاء، وأن الحارس لن يقلد وليد عبدالله!
(3)
تعلمت أيضاً، أن ناديك الذي تضحي من أجله كمشجع، كتلك الفاتنة التي عشقتها لجمالها على الشاشة، قربك منها وتعرفك عليها أكثر فأكثر، ربما يحول العشق، إلى نفور، قد يتبين لك أن بعض مواطن جمالها مغشوشة، لا داعي أن أقول ما هي المواطن، وأن من يحيطون بها لا يبادلونك الحب، لذا يبذل الداعمون لأنديتهم أول عامين بسخاء، ثم بعد ذلك يفكرون في استرجاع ما دفعوه، أو البحث عن مخرج آمن من ورطة الصرف، وأكثر المخارج أماناً، الصراع مع صانع القرار!
(4)
الوسط الرياضي، علمني أنه لا يختلف كثيراً عن الوسط السياسي، فأفضل طريقة لصف المؤيدين خلفك، هي خلق عدو مشترك لكم كافة، أنسب عدو لجمهور ناديك، هو المسؤول السابق الذي تعامل مع النادي كأحد أملاكه الخاصة، أجعل منه هدفاً لك وستجد المدرج يصطف خلفك حتى لو خسرت ب«الأربعات والخمسات»!
(5)
تعلمت في الوسط الرياضي، أن المسؤول قد يؤسس لعمل احترافي، وأن مدير الفريق قد يرسخ مفاهيم الانضباط بين اللاعبين، لكن النتائج قد تدير ظهرها لهما، وتذهب لمسؤول آخر يعمل بمنهجية «الأخويا»، ومدير فريق يسابق اللاعبين على أماكن الطرب في المعسكرات الخارجية، يحملهم إليها بكل أريحية ويخرجونه منها محمولاً على الأعناق!
علمني الوسط الرياضي، ألا أطيل في المقالة، لأن الجميع أصبحوا يكتبون المقالة. *نقلاً عن الحياة اللندنية