في ظل الأوضاع غير المستقرة التي تعيشها البلاد فإنه يقع على شباب محافظة حضرموت مهمات أساسية ومهمة لإعادة بناء البيت الحضرمي الذي غابت عنه عديد من القضايا الذي كان لابد منه الخوض فيها والولوج إليها. ولا شك أن محافظة حضرموت تزخر بالعديد من الكوادر الشبابية في شتى المجالات العلمية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية، بإمكانهم النهوض بمحافظتهم المترامية الأطراف وجعلها منطقة مكتفية ذاتياً لما تتمتع به من موقع مهم في الخارطة اليمنية وخارطة شبه جزيرة العرب، فهي تضم في جنباتها الموانئ والأودية والأراضي الزراعية وواحات النخيل والحقول النفطية والعوائد والتحويلات المالية إضافة إلى الملكات العقلية والفكرية التي يتمتع بها أبناء المحافظة. ومما لا شك فيه أنه تقع على عاتق أبناء محافظة حضرموت مهمة عقد تحالفات وتنسيقات سياسية وأمنية لتأمين المحافظة من أي تدخلات خارجية واختراقات قد تعمل على زرع الفتن والنزاعات بين أبناء البيت الحضرمي ساحلاً وداخلاً. فيكفي أبناء حضرموت هجرة ومعاناة في دول المهجر سواءً في شرق آسيا أو في شرق أفريقيا أو في غيرهما من الدول، أما آن لهذه الطيور المهاجرة أن تستقر في موطنها الأصلي وتشعر بالأمن والأمان والاستقرار؟ ولعل من الضرورة بمكان أن تتكاتف جهود شباب حضرموت من أجل إعادة بناء البيت الحضرمي بكل أساساته وأركانه وأعمدته ورسم الخطوط الأولى لتطوير هذا البيت من منطلق الوسطية في كل شيء والقبول بالآخر وإن كان مختلفاً معنا في الأمور التي لا تؤثر على مواكبة التطور المنشود للمحافظة والانفتاح على العالم بكل مكوناته وثقافاته وأديانه وأفكاره وتوجهاته مع الاحتفاظ بأصولنا وتقاليدنا وأعرافنا وثقافتنا الإسلامية السمحة. فلنمد أيدينا للجميع سواءً من اتفقنا معهم أو من اختلفنا معهم والقبول بالتعدد الثقافي الذي لا يؤثر على ديننا وثقافتنا وأخلاقنا وحضارتنا العربية الإسلامية العريقة. إنها دعوة من القلب لجميع شباب حضرموت أن يقوموا بإعادة بناء البيت الحضرمي من جديد لعل وعسى أن تحط الطيور المهاجرة رحالها في وطنها الغالي وتشارك في بنائه على أسس جديدة وسليمة.