في البداية استشعاراً منا بمسؤوليتنا الوطنية يجب التمييز بين " الدولة " التي ينبغي المحافظة عليها وعلى استمرارها وبين " السلطة " التي كنا وما زلنا نعارضها وننتقد أدائها الهشة وعقليتها الأحادية وسلبياتها المتعددة المتراكمة والمتعاقبة عبر الحكومات المتوالية - (في زمن الحزب الواحد او في زمن التعددية السياسية ) - و التي تتحمل المسؤولية المباشرة في ما وصلنا اليه اليوم ، وما حالنا اليوم الا انعكاس مباشر لفشلهم في إدارة السلطة و توزيع الثروة وتنمية المجتمع ولذلك لابد من تحديد نوع المعركة " البناءة " التي تهدف الى بناء الوطن و ليست القضاء على منافس سياسي معركة الوسائل و البرامج والدراسات العلمية و الخطط الاقتصادية وسبل التعاون بين النخب الوطنية وتنمية الوسائل والأدوات التي تعمل على تنمية العقول وتؤثر في نفوس الشعب الذي هو الأساس في اختيار الحاكم و صاحب الحق في ممارسة الرقابة على الحكومات التي تسعى الى تحرير المجتمع من ضغوطات الصراع الذي تتمحور في توزيع " السلطة والثروة " . وفي سيبل تحقيق السلطة و الثروة سعت جماعات الالغارشية ذات قيادة ديكتاتورية الى توجيه خصومة الشعب الى " الدولة " كوسيلة لوصولها الى الحكم فالجماعات الالغارشية هم جماعات ليس لها رصيد جماهيري " اقلية في المجتمع" و لا يمكن ان تصل الى السلطة او تحقق اهدافها بالوسائل الديمقراطية فتلجأ الى استخدام المال أو النسب أو السلطة العسكرية أو النفوذ الخارجي و غالباً ما تلجأ الى تأسيس دولة ثيوقراطية فتصبح مشكلتها الرئيسية الاستئثار بالسلطة و غالباً ما يستخدم هذا التعبير (الالغارشية ) لجماعات ليس لها رصيد جماهيري وتعتمد على النفوذ الاجنبي وغالباً ما تؤدي الى انفصام بين نخبها السياسية و الشعب بل تسعى الى وضع القيود في طريق أي مشروع سياسي يهدد مصالحها ولكن دعونا نكون صريحين مع انفسنا ونحن نجيب على هذا السؤال : الى أي مدى هناك مساحة في دول العالم الثالث الذي ننتمي اليه كي تمارس الديمقراطية بحرية و بدون ضغوطات داخلية او اقليمية او دولية ؟!! .
اذا والشعب يعارض السلطة وينتقد ادائها يجب علية المحافظة على " الدولة " في تحدي صعب يخوضه الشعب في مواجهة الغارشية الحوثية التي تقود " ثورة مضادة " بالتعاون مع " بقايا الانظمة و الحكومات " التي لفظها الشعب شمالاً وجنوباً والتي تطمح الى العودة الى الحكم و الانتقام من الشعب الذي لفظهم .
يقول " نابليون هيل " : (يستطيع عقلك تحقيق أي شيء يمكنه إدراكه و الإيمان به )؛ لا يوجد شيء يستطيع منع الشعوب اذا ارادت تحقيق هدف ما .. مهما كا ن صعباً او يبدو بعيد المنال و" صعب ليس مستحيل " ، ليس مستحيل ايجاد نظام ديمقراطي حقيقي " لا صوت يعلوا فيه فوق صوت الشعب " ان يوجد سلطة حريصة على وضع سياسة تنموية للدولة توظف اجمل مافي التجربتين " الاشتراكية و الرأسمالية " لصياغة رؤيا اقتصادية وطنية ودستور تحترم فيه حقوق وحريات الافراد ، في الحقيقة يجب ان اشير الى اننا نمتلك ثروة ربما لاتوجد الا عندنا الا وهي الارث الكبير في الثقافة و التجربة السياسية بأشكالها المختلفة والتي بحاجة الى مراكز متخصصة لدراسة وبحث و تحليل تلك التجارب لتحديد مواطن الخلل واسباب الانتكاس و عوامل القوة واسباب النهوض وتحديد ماهي المؤهلات و التخصصات المطلوبة لتحقيق تجربة حضارية جديدة تحقق قيمة الانسان المسلم المعاصر القادر على التعامل مع الحاضر و التخطيط للمستقبل في ضل رؤيا وطنية شاملة لإعادة صياغة اليمن الحضاري الجديد نظريا وعمليا و فلسفيا .. و في الختام أهديكم مقولة ل جيمس ألين ( كل ما ينجح الإنسان في تحقيقه ، وكل ما يفشل في تحقيقه هو نتيجة مباشرة لأفكاره ) وأنا أثق فيكم .