من يقرأ جيدا بين سطور التوجهات الفيفاوية نحو مونديال قطر، سيلاحظ بأن الاتحاد الدولي يلعب بأعصاب قطر في أكثر من موقع.. فمرة يساهم بإقالة مواطنهم محمد بن همام، على خلفية ما قيل عن دور الرجل في رشوة الاعضاء المكلفين باختيار ملف بلاده، ورغم عدم الادانة الواضحة إلا ان الفيفا لم يعتذر حينها. من المحاولات الخطيرة التي اقدم عليها الفيفا مؤخرا سحب تنظيم بطولة القارات من قطر، طبعا ظاهريا بسبب الطقس، ولكن ما يخفيه الفيفا، انه يجرد القطريين شيئا فشيئا من حلمهم وحلم العرب باستضافة المونديال العالمي. ان سحب بطولة القارات سيتبعه بلا ريب بعد نجاح عملية السحب الخطوة التالية التي ستتمثل في نقل المونديال برمته من قطر.. فالفيفا هدد الاندية بأنها لا تستلم اي تعويضات جراء تأجيل المونديال الى موعد جديد لا يكون كالمعتاد في يونيو ويوليو.
خطورة الفيفا تكمن في أنه نقل الصراع بينه وبين قطر الى بين الاخيرة والأندية العالمية، وما ادراك ما الاندية العالمية، التي هي اغنى من الاتحادات الوطنية وتأثيرها السياسي والمالي والجماهيري كبير، وبهذا فأن الفيفا، لا يرغب في الاساس في اقامة البطولة بقطر، ولكنه بعد ان فشل حتى الان في تحقيق مآربه، سيجعل من الاندية سهام تصوب نحو البطولة التي ان اقيمت ستكون حدثا قطريا وعربيا فريدا. من الجمل المستفزة التي نسمعها بين فترة واخرى من اعضاء الفيفا: يجب تجريد قطر من استضافة نهائيات كأس العالم 2022 لتصحيح خطأ تمثل في منحها حق احتضان أكبر البطولات الرياضية في العالم، كذلك قول بعضهم: أفضل حل هو عدم اللعب في قطر وتصحيح خطأ منحها حق الاستضافة، ومن بين ما قيل من بعض اعضاء الاتحاد الدولي لكرة القدم: قطر ليست مناسبة لاستضافة كأس العالم لعدة أسباب ذاكرين من بينها درجات الحرارة المرتفعة.
هل كانت قطر من الدول الثلجية التي تحتضن بطولات التزلج على الجليد حينما اختارها الفيفا؟؟ وهل كانت فائزة باللقب من قبل؟؟ وهل كانت لا تحتوي كل ما يريد ان قوله اعضاء الفيفا عنها اليوم؟؟ بطبيعة الحال لا.. ولكن لأن الفيفا يتعامل بطريقة سياسية، ويجانب بلاتر الصواب عندما يدعي ان اتحاد يفصل الرياضة عن السياسة، وأنها لا تعامل بعض الاتحادات الوطنية بعنصرية، كما يعاملون اليوم قطر ، لأنها فقط عربية. ما يحز بالنفس ان بعض الاتحادات العربية، وان اعلنت مساندتها لاحتضان قطر للبطولة، إلا انها تمني نفسها سحب المونديال منها، كون بعضها يرى في نفسه احق من قطر، على اعتبارات عدة منها عدد السكان والمساحة والتاريخ الكروي في بطولات كأس العالم، ولهذا فإن هناك من تحت الطاولة من يساند الفيفا في حين يظهر مساندة كاذبة لقطر من فوق الطاولة.. فقط ستظهر الاصوات الى العلن عندما لا قدر الله يسحب الفيفا المونديال من قطر.. ولهذا نقول بأن مونديال قطر في خطر.