قللت الخارجية الاميركية من مضمون التصريحات التي ادلى بها الوزير جون كيري، مؤكدة ان الرئيس السوري بشار الاسد لن يكون "ابدا" طرفا في مفاوضات السلام في سوريا. وكان كيري صرح في مقابلة بثتها شبكة "سي بي اس" الاميركية السبت ردا على سؤال حول احتمال التفاوض مع الاسد، "حسنا، علينا ان نتفاوض في النهاية، واذ اسفت لعدم اجراء مفاوضات سلام بهدف "وضع حد لمعاناة الشعب السوري". وقال عندما سئل إن كانت الولاياتالمتحدة مستعدة للتفاوض مع الأسد "كنا على استعداد دوما للتفاوض في سياق عملية جنيف" في إشارة إلى مؤتمر عقد في 2012 دعا إلى تدشين مرحلة انتقالية عن طريق التفاوض لإنهاء الصراع. وذكر أن الولاياتالمتحدة ودولا أخرى لم يحددها تبحث سبل إحياء العملية الدبلوماسية لإنهاء الصراع في سوريا. وكررت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية جنيفر بساكي "كما كنا نقول منذ وقت طويل، ينبغي ان يكون ممثلون لنظام الاسد جزءا من عملية" السلام. لكنها تداركت ان "الاسد بنفسه لن يكون ابدا" طرفا في هذه العملية و"لم يكن الوزير كيري يقصد ذلك". وعلى وقع ردود الفعل التي اثارها كلام كيري في الخارج، اوضحت بساكي ان وزير الخارجية "استخدم الاسد كمختصر" للنظام السوري برمته، وقالت "مازلنا نعتقد انه لا يوجد مستقبل للاسد في سوريا." وذكرت بان الولاياتالمتحدة ترد بذلك على رغبة المعارضة السورية المعتدلة التي اعلنت مرارا انها لن تتفاوض ابدا مع الاسد. واضافت "بالتاكيد لا يمكن للمرء ان يتفاوض مع نفسه، ثمة حاجة الى ممثلين في الوقت نفسه للمعارضة وللنظام حول الطاولة". لكنها اكدت ان "ليس هناك عملية قائمة ولا عملية على وشك ان تبدأ، انها اذن مرحلة نظرية حاليا". وأوضحت واشنطن ان أولويتها الكبرى في سوريا هي القتال ضد متشددي تنظيم الدول الاسلامية الذين استولوا على أراض واسعة في البلاد بالاضافة الى أجزاء من العراق. وقالت ساكي ان الولاياتالمتحدة تجري "مناقشات عديدة" مع الروس - حلفا الاسد - بالاضافة الى شركاء أوروبيين وعرب. وعندما سئلت ان كانت هناك أي جهود دبلوماسية جديدة تجري عن طريق طرف ثالث مثل الاممالمتحدة قالت ساكي "لا توجد عملية تجري الانولا توجد عملية على وشك ان تبدأ." وقالت ان الولاياتالمتحدة منفتحة على سماع المزيد بشأن اقتراح روسي لعقد محادثات سورية جديدة لكنها اضافت انها لا يمكنها التكهن "بنتيجة يمكن ان تحرك الكرة الى الامام." ودخلت الحرب الاهلية في سوريا عامها الخامس الان ونزح ملايين السوريين ولا يظهر الاسد أي علامة على انه سيتخلي عن السلطة. واعلن الرئيس السوري، ردا على ابداء الوزير كيري استعداد بلاده للتحاور معه، انه ينتظر ان تقترن التصريحات بالافعال، في وقت أبدى ناشطون ومعارضون خيبة املهم من الموقف الاميركي الاخير. وتزعمت الولاياتالمتحدة جهودا لعقد محادثات بدعم من الاممالمتحدة في جنيف العام الماضي بين المعارضة السورية ووفد حكومي. وانهارت المحادثات بعد جولتين. وعقدت روسيا محادثات ضمت بعض شخصيات المعارضة والحكومة في يناير لكنها لم تثمر عن تقدم يذكر وقاطعها تحالف المعارضة الرئيسي. وقالت وكالة انترفاكس الروسية للانباء إن روسيا وجهت الاثنين دعوة إلى مبعوث الأممالمتحدة بشأن سوريا لجولة ثانية من الاجتماعات من المقرر أن تبدأ في إبريل.