امام قرع طبول الحرب ضد الجنوب وضد الشرعية من الأطراف غير الشرعية لا يمكن الحديث بلغة خشبية او بلغة دبلوماسية يجب ان نتحدث بكل صراحة وشفافية في محاولة الفهم وقراءة الواقع الحالي في عام 2015 مقارنة بعام 1994 في عقلية القيادات العربية دائما سياستها تبني علي الارتجالية وردود الفعل دون وجود سيناريوهات مختلفة في مواجهة الأزمات ولا يفاجأ صناع القرار امام احداث لم تكن في الحسبان كما حدث مع الزعيم الخالد جمال عبد الناصر في حرب الايام الست عام 1967 واستفاد منها عند التخطيط للحرب التي نفذها الرئيس السادات لاحقا في أكتوبر 1973 وحققت انتصارا أفضل مقارنة بنكسة 1967 . فالرئيس هادي كرجل عسكري بالدراسات التي التي درسها في سانت هيرت والقاهرة والاتحاد السوفيتي سابقا لاشك انه يمتلك بعدا استراتيجيا ربما لم يتم تطعيمه بمراكز أبحاث للدراسات الاستراتيجية لمساعدته لاتخاذ القرارات .
فإذا كان كاتب مثلي تحدث بشكل مبكرا في مقالين لي الاول بتاريخ 20 / 12 / 2014 بعنوان ( تمدد الحوثيين سيتوقف في الشمال ام سيواصل الي الجنوب ؟ ) والمقال الثاني بتاريخ 15 / 2 / 2015 بعنوان ( نقل العاصمة اليمنية الي عدن هي دعوة للحوثيين لاحتلالها ) فمن المفترض من تعامل مع الحوثيين بشكل مباشر ان يفهم طبيعتهم وتطلعاتهم عبر التعامل معهم مباشرة او من مؤيديهم من صالح الى ايران لوضع الخطط الاستباقية في كيفية مواجهتهم في حالة ما اذا قاموابمحاولة احتلال الجنوب بعد احتلالهم العاصمة صنعاء وعمران الخ ذلك ماهي الأطراف المحلية التي بامكانها التصدي لهم ووقف تقدمهم وما مدي استعداد دول الخليج التي لم تتوقف من التاكيد ان أمن اليمن هو أمن الخليج وما يهدد اليمن يهدد الخليج بل يهدد الأمن القومي العربي بصفة عامة وأمن مصر بصفة خاصة فان إدارة دولة يتطلب الاستعداد لكل الاحتمالات وحتى تلك التي تبدو نظرية هذه مسؤولية من يديروا الدولة لا تترك مجالا للهواة والمغامرين لانها تتعلق بمستقبل شعب وامة ووطن ففي عام 1994 امام الحرب الظالمة والمدمرة من قبل صالح ضد الجنوب أدي في خضم المعارك الي اتخاذ القيادات قرارات ارتجالية مثل اعلان 21 مايو لاهو فك ارتباط حقيقي ولا هو اعلان باستمرار الوحدة وكما لم يحصل الجنوب علي اعتراف إقليمي او دولي والسؤال هو ما مدي صحةما تردد ان الرئيس حصل علي وعد بالاعتراف بنظامه من قبل دول مجلس التعاون الخليجي ولم يتم ذلك هل يعود سبب ذلك الي النواقص التي رافقت الإعلان المذكور ام تراجع في مواقف دول المجلس ؟
ليس عندي الرد علي هذا التساؤل والآن في وضعنا الحالي ماهي الضمانات لدي الرئيس هادي ان الدعم الخليجي سيكون حتما مختلفا عن مواقفهم في عام 1994 لاختلاف القيادات في السلطة الحالية والتحديات الخطيرة التي سيواجهها الخليج امام التمدد الإيراني عبر الحوثيين الي حدود المملكة الممتدة مع الجنوب ومع الشمال اليمني المهم ومن المؤسف القول ان الرئيس هادي لم يستخلص بالكامل الدروس من تجربته في صنعاء من ناحية البطانة المحيطة به والتي اغلبها ليست علي مستوي الخبرةوالكفاءة كما أكد لي عدد من الأصدقاء في عدن فإذا انهزم لا سمح الله ولن يحدث ذلك فان نتاجها ستكون علينا جميعا يجب تجسيد شعار الوطن متسع للجميع الي حقيقة تترجم علي ارض الواقع فالجنوب يمتلك من الكفاءات العالية في الداخل والخارج ولا يقتصر فقط علي شلة المحيطين بالرئيس الذين يضعوا سياجا قويا بل أقول نوع من جدار برلين حول هادي حتي يحتكروا العمل السياسي وأخطائهم لن تقتصر عليهم وإنما ستشملنا نحن جميعا لهذا علينا كسر جدار برلين المحاط به الرئيس لان الخطر سيمتد الي الوطن كله فهل يحدث ذلك ام لا في الأخير نحي صمود القوي الحية في تعز ومثقفيها مع لومي الشديد قول بعض المعلقين في الفضائيات مثل تصريح المتحدث باسم الحكومة الأخ بادي وقبله اخرين ان تعز هي مركز الثقافة والحضارة ونسيان او تناسي مثل غيره ان عدن كانت ولا تزال هي مركز الإشعاع الثقافي والحضاري منذ عقود دون التقليل من قيمة تعز الابية كما نحي دور المملكة العربية السعودية والخليجية في مساندة الشرعية الدستورية امام الحركة الانقلابية مؤملين ان لا تتحول عدن والجنوب الي ساحة صراع دموي ومدمر بين ايران ودوّل الخليج كما نؤمل التوصل الي حلول سلمية مرضية لجميع الأطراف ولكن لا يبدو ذلك أمراً محتملا.