ما من شك أن الطبول هذه المرة لن تُقرع بل ستسبقها القذائف والصواريخ، ربما على غير عادة الحروب .. وكأن الأمور تجري أسرع مما يخطط لها.. وبغير ما يخطط لها.. أنا متفائل إن خابت خطط وتكهنات المنجّمين كابن عمر وبان كي مون ومن على شاكلتهما الذين ينذرون بالحرب في اليمن منذ عامين وبأنها باتت وشيكة.. وكأني بهما يضرمان النار في جمرٍ مبلل!! هم يريدونها وليمة تسبقها بروتوكولات موائد النخبة من مجرمي الحروب وتجار الدماء ، وقد رصوا كؤوسهم ومناديلهم البيضاء عليها.. لكن تأخر الطبق في المطبخ أو ربما احترق القدر بما فيه!!وسارت الأمور أو تسير على غير ما يريدون .. ولكنها ربما على غير ما نريد أيضا . نحن لا نريدها حربا.. ولا نتمناها ..لكنها لو فرضت علينا فأهل اليمن أكثر شجاعة وأقوى شكيمة وأشد بأساً وأنكى للعدو، وهم صبرٌ في حروبهم.. وهل استقر لليمن حال أصلا؟ وهل عاش أهل اليمن أمنا أو ذاقوا حياة هانئة خلال سنواتهم الأربع الأخيرة بالذات؟ إذاً لم يعد شبح الحرب يخيفهم كثيرا، ولا لقيا المنون يفجع بطونهم الجائعة وأجسادهم الميتة مع وقف التنفيذ! صحيح أن أوراقا عدة مختلطة.. وأطرافا كُثر ينتظرون ويتربصون، لا يجمعهم سوى المواجهة فقط، ولا يمنعهم غير الشرارة الأولى، لكن حتى مع هذا فلطف الرحمن باليمن خلال كل الفترات التي يعيشها دون حكومة أو قوة أو نظام.. يجعلنا نتفاءل بأن لطفه سبحانه سيستمر. كل مسعري الحرب الذي يصولون ويجولون في اليمن أو "عن بُعد" ،طاشت حساباتهم وأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا ..فلا الطبخة نضجت.. ولا بهاراتهم نكهت، وستخيب كل تخرصاتهم وتفشل مؤامراتهم .. بإذن الله. ومع هذا فالنذر قائمة والغيمة معتمة ونصيحتي الان: 1- رص الصفوف أكثر من أي وقت مضى.. والمسارعة في لم الشمل المتجانس ولو ضاق "سواء كان قبليا أو مناطقيا " لأن الخيانات هي السبب الرئيس في نجاح الحوثيين ..والخيانات لا تأتي إلا في الجموع الكبيرة. 2- البدء بالحرب الإعلامية النفسية بحيث تكون مضادة للحوثيين ومن معهم.. ومؤازرة للمدافعين عن العرض والأرض من العدوان، ومن ذلك نشر كل الأخبار السارة والمبشرة ولو بدون تأكد من صحتها، في مقابل التريث كثيرا عند الأخبار السيئة. 3-الحرب هي حرب دفاع وليست هجوم.. وإني أربأ بالجموع القبلية الكبيرة في الجنوب التي استعرضت بحشودها وأظهرت مواطن قوتها- وهم أهل لذلك- أربأ بهم من الانجرار لأي منزلق في حرب جانبية ثانوية.. أو حرب استباقية كارثية ..بل الهدف هو رد العدوان الحوثي وتقليص نفوذه، وهذا أدعى لبقاء الصفوف متراصة والأقدام ثابتة حين تكون على مسافة متقاربة. 4-دعاة "الصدور العارية" ..و"المسيرات السلمية" ..و"اعتصامات ما بعد الظهيرة" ..و"الورود للجنود".. و"الاستحمار في الحوار" ..أرجوكم.. استمروا بقلوبكم الطيبة وأياديكم البيضاء في الدعاء والمناجاة بصوت خافت فلعل دعواتكم لله أقوى من دعاويكم مع الحوثيين! 5-أخيرا.." من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد" وفي رواية" من قتل دون مظلمته فهو شهيد " حديث صحيح.