أتمنى أن لا تنجروا لأي تدخل في اليمن، فلا يوجد أي مبرر لمصر في التدخل، لم نعتدي كيمنيين على مصر ولا على مصالحها، ولا مشكلة لدينا في أن تأخذوا ما تمكنتم من أموال الخليجيين عبر دعمهم المعنوي أو الإعلامي، لكن أتمنى أن تتجنبوا أي تدخل عسكري مباشر أو اسناد عسكري أو لوجستي من أي نوع للعدوان العشري –نسبة الى الدول العشر المشاركة فيه- لأن ذلك سيعتبر عدوان على اليمن وعلى شعب اليمن وتدخلاً في شؤونه الداخلية، وكما لا تقبل مصر أن يتدخل أحد في شؤونها الداخلية لا نقبل نحن ذلك أيضاً، إضافة الى أن تدخل مصر سيبيح لدول أخرى التدخل في شؤن مصر يوماً من الأيام والتاريخ غدار وسيتم تذكيركم بتدخلكم في اليمن ان حصل. كما أني أخشى أن يقوم الجيش اليمني والمجموعات المُسلحة المناصرة له وكرد على أي عدوان أو دعم مصري –محتمل- للعدوان الخليجي بإغلاق مضيق باب المندب للضغط على مصر وعلى دول الخليج وعلى دول العالم لإيقاف العدوان، والجميع يعرف أهمية مضيق باب المندب ليس لمصر واقتصادها فقط انما لاقتصاد دول الخليج والعالم برمته.
ولا أخفي الأشقاء في أرض الكنانة مصر أن لدي معلومات مؤكدة أن الاستعدادات جارية لإغلاق المضيق عبر صواريخ أرض بحر سيتم توجيها من الشواطئ اليمنية على السفن بعد إطلاق تحذير لها وتحديد موعد واضح لإغلاق المضيق، وأن هذا السيناريو تم وضعه وتدارسه والاستعداد له قبل أشهر من الآن، وخوفاً مني على العلاقات المصرية تحدثت عن تلك المعلومات حتى أمنع الكارثة التي قد تتضرر منها مصر كثيراً.
وكما هو معلوم للجميع أن عمق المضيق لا يتجاوز العشرين كيلو متر، والخط الملاحي الآمن للسفن أقرب للسواحل اليمنية ولا يتجاوز السبعة الكيلو مترات، وهذا يجعل من السهل اصطياد السفن عبر صواريخ يحملها عدد قليل من الأفراد يصعب رصدهم.
أتمنى أن لا تحشر مصر نفسها في صراع يمني داخلي، أو تصفية حسابات يمنية سعودية، وأن تبقى مصر شقيقة كبرة لكل العرب ولا تُصغر من نفسها وتدخل كطرف في الصراع.
أناشد مصر السيسي أن تقف الى جانب الشعب اليمني ضد التدخل السعودي، كما وقفت مصر عبدالناصر ضد التدخل السعودي في ستينات القرن الماضي، والشهداء المصريين الذين قاتلوا السعودية في اليمن شهود على دور مصر الرائد في دعم اليمن ضد الوصاية السعودية عليه، ولا نريد من مصر السيسي أن تلطخ سمعة الجيش المصري الذي يقف نصب جنوده المجهولين شامخاً في صنعاء.
لتبقى مصر على الحياد في هذا الصراع كما كانت على الحياد في الصراع في سوريا، ولنتعظ جميعاً من التدخل الإقليمي والدولي في سوريا وأين أوصل سوريا، هل يريد أشقائنا في مصر أن تكون اليمنسوريا ثانية، والسماح بتدخل دولي في اليمن سيبرر لتخدل دولي لاحق في مسر، فقط سيتربص أعداء مصر بها الى أن تحين الفرصة.
وكيف سيكون موقف مصر اذا تعرضت غزة لاعتداء إسرائيلي جيد، وهل ستتدخل مصر لوقف العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين؟، واذا لم تتدخل كيف ستبرر تدخلها في اليمن.