موضوعان بارزان في الدوريات الفرنسية الصادرة هذا الأسبوع: الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي يدعو عقب عملية باردو الإرهابية وعشية زيارته إلى باريس، إلى التضامن بين الشعبين التونسي والفرنسي. و"اليمن السعيد" أصبح مشتعلا. عشية زيارته الرسمية يومي 7 و8 نيسان أبريل، إلى فرنسا في أول جولة لدولة أوروبية، سيبحث الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي عدة ملفات مشتركة أبرزها "تعزيز التعاون الأمني بين البلدين". زيارة تأتي عقب الهجوم على متحف باردو في العاصمة التونسية الذي أوقع 17 قتيلا بينهم 4 فرنسيين، وإثر زيارة قام بها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الأحد الماضي إلى تونس حيث شارك من بين قادة أوروبيين قلائل في المسيرة الشعبية المناهضة للإرهاب. وترغب باريس وفقا لمصادر الرئاسة الفرنسية في مساعدة تونس على التغلب على التحديات الأمنية والإرهابية التي تواجهها عبر الحدود كما يحصل في جبل الشعانبي غربا، أو مع الحدود الليبية جنوبا أو مواجهة مخاطر الداخل كما تبين ذلك في الهجوم الإرهابي على أكبر المتاحف التونسية. وفي هذا السياق، فإن اتفاقا دفاعيا أمنيا سيوقع يوم الثلاثاء في قصر الإليزيه إلى جانب اتفاقيات أخرى في ميدان التعليم والتأهيل المهني وتحويل ديون تونسية «60 مليون يورو» إلى استثمارات. مجلة "لوبس" نوّهت بالعلاقات الفرنسية التونسية وكتب مديرها جان دانييل في الافتتاحية: "نحن مع التونسيين" وسندعم الديمقراطية الناشئة في هذا البلد ليس فقط استجابة لنداء "صديق": الرئيس الباجي قائد السبسي، إثر اعتداء باردو الإرهابي وإنما لمواجهة تحديات مشتركة وعلى رأسها محاربة الإرهاب. ودعا جان دانيال إلى أن تكون المساعدة لتونس كبيرة في حجم التحدي وعلينا أن نثبت للتونسيين أنهم ليسوا وحدهم وأننا نقف إلى جانبهم بقوة. وفتحت مجلة "لوبس" صفحاتها للرئيس التونسي الباجي قائد السبسي الذي كتب: "تونس في مواجهة الإرهاب" قائلا إنّ عملية باردو الإرهابية، كانت تهدف إلى ضرب ديمقراطيتنا واقتصادنا وتقاليدنا العريقة في الضيافة، ولكنها فشلت في ضرب عزيمة التونسيين ووحدتهم وزادتهم تصميما في مواجهة الإرهاب والتطرف. وذكر السبسي أن اللوحة التذكارية التي أقيمت في متحف باردو تكريما لروح الضحايا الذين سقطوا في العملية حيث اختلطت دماء السياح الأجانب بدماء تونسيين، ستُخلَّد ذكراهم إلى الأبد في الذاكرة الوطنية التونسية. ودعا الرئيس التونسي إلى التضامن بين الشعبين التونسي والفرنسي. "اليمن السعيد" مستعرٌ. تقول مجلة "ليكبرس" في مقال لكريستان ماكاريان إن اليمن احتل دائما موقعا استراتيجيا ورأى الرومان والإغريق أن أرضه وافرة وغنية خلافا للأرض التي تمتد شمال هذا البلد الساخنة الصخرية والجافة، أرض المملكة العربية السعودية. اليمن يبدو أكثر اخضرارا وخصوبة، ومن مرتفعاته المطلة على البحر الأحمر تنحدر مياه نادرة وتنتُج بخور نادر وثمين حتى أنه سمي في الماضي باليمن السعيد الذي يزخر بالعطور والثروة. الموقع الاستراتجي لليمن كما تقول "لكبرس" لم يجلب لهذا البلد سعادة فقط وإنما أطماعا استعمارية أيضا حيث احتلت بريطانياعدن ودفعت إلى تقسيم القبائل قبل أن يتم طرد المحتل البريطاني وإقامة حكومة موالية للاتحاد السوفيتي في جنوباليمن في 1970. وفي الشمال أقيمت جمهورية اليمن الشمالي وعاصمتها صنعاء. وفي 1990 تم دمج الجهوريتين وتولى علي عبد الله صالح السلطة الذي ركّز كل شيء بين يديه حتى سقوط نظامه إثر ثورة شعبية في فبراير 2012. واستمرت التوترات الاجتماعية والإقليمية في حكمه تقول مجلة "ليكبرس" فتحرّك الحوثيون وهم من مذهب شيعي في الشمال في صعدة منذ 1994، وفي الجنوب قمع صالح محاولة انفصال في حمام دم. وهذا التوتر والانقسام الداخلي ساهم برأي المجلة في وهن اليمن وظهور تنظيم القاعدة داخله.