مؤشرات تغير استراتيجية قوات صالح العسكرية للسيطرة على الجنوب بدأت الآن تلوح في الأفق القريب لتُقر بعجزها العسكري أمام وجه المقاومة الجنوبية الغاضب.. ولتقول"لكن دون جدوى" : لدينا أكثر من وسيلة وأكثر من أداة ستفوت عليكم نصركم واستقلالكم أيها الجنوبيين! هذه المؤشرات نستطيع القول أنها طلت من نافذة إفشاء وإشاعة خبر تكوّن مقاومة شمالية مناوئة للحوثيين في محافظة إب الشمالية يُقال عنها اليوم أنها أسقطت مواقع عسكرية تابعة للحوثيين! هذه الخدعة المدعوة مقاومة شعبية لقوات الحوثيين في محافظة إب ،في اعتقادي أنها ستتمكن بسرعة البرق من مسْرحة السيطرة على ماكنا نعتقدها ويعتقدها التحالف العربي والعالم بأنها معسكرات تابعة للحوثيين ،بينما هي معسكرات شمالية موالية لصالح،ستتم مسرحة سقوط هذه المعسكرات في يد هذه المقاومة الخدعة ،التي هي الأخرى موالية لصالح، ..وبنفس سرعة سيطرة الحوثيين على المعسكرات الموالية لصالح في العاصمة صنعاء ،السرعة التي أذهلت المحلليين العسكريين حينها. هذا التغير في استراتيجية صالح(يجوز لنا تسميتها هكذا -استراتيجية صالح -"محرك العرائس حسب وصف مجلة ذا اتلانتيك الامريكية") فرضته المعطيات الجديدة والغير متوقعة لحرب صالح على عدن خاصة والجنوب عامة، المعطيات المتمثلة في فشل قواته الذريع في السيطرة على عدن و الجنوب عامة بسبب صلابة و استبسال المقاومة الجنوبية مضاف إليها قوة وحزم الغطاء الجوي لسلاح الجو العربي المهيمن على الأجواء اليمنية. هذه المعطيات التي فرضت التغيير في استراتيجية صالح والجأته إلى إبتكار خدعة تكوّن مقاومة شمالية مناوئة للحوثيين في محافظة إب الشمالية - المحافظة المحاذية لمحافظة الضالع الجنوبية والقريبة منها - يراد لها أن تزحف نحو الضالع تحت غطاء إعادة الشرعية، نفس الغطاء السياسي لعاصفة الحزم العربية، كي يرتفع عن زحفها شبح الاستهداف الجوي من قبل عاصفة الحزم ،وهذا الغطاء السياسي الذي سترفعه المقاومة الخدعة سيحرج ذكاء وفطنة الأشقاء العرب بملعوب صالح وسيضعهم عرضه لسؤالٍ دولي، إذا مافكروا في ضرب زحف خدعة صالح الجديدة، مفاده:- أليس هذا هو ماتريدوه"أي إعادة الشرعية في اليمن"؟! إذن كيف تضربون مقاومة ترفع شعاركم وتنتهج نهجكم؟! ما سبق أعلاه من افتراض مأزق الأشقاء العرب ألذي سيضعهم فيه صالح كان إفتراضا يعتمد على ذكاءهم وفطنتهم فإذا لم يكن هذا الذكاء والفطنة وانطلت عليهم هذه الخدعة ،خصوصا إذا ماعرفنا أن خبر هذه المقاومة "الخدعة" أول ماراج وانتشر من موقع إخباري خليجي ،يعتمد على تلقي الأخبار -عن حسن نية- من مراسلين تابعين لمطابخ صالح الإعلامية ،وإذا ما انطلت خدعة هذه المقاومة على الأشقاء العرب فإنها ستتقدم بإتجاه الجنوب مدعومة بغطاء هم الجوي المفترض له استهدافها ! وهذه مصيبة بحد ذاتها! لأن هذه المقاومة"الخدعة" ستتخذ شرعية الرئيس هادي كحصان طروادة وسيمضي على الجنوب سيناريو سيطرة عسكرية شمالية أخر ى ظاهرها شرعية هادي وباطنها شرعية صالح! هذا علاوة على بث الشيخ القبلي الشمالي حمود المخلافي التجريبي عن اعتزامه وجماعته دخول عدن لمحاربة الحوثيين ! هذا يشبه نكتة واقعية يتداولها أهلنا في أبين عن إلتقاءهم ،إبان سيطرة أنصار الشريعة على أبين،بشابٍ فلسطيني يزعم أنه يجهاد في أبين جهادا يهدف إلى تحرير بيت المقدس!!! كان الأحرى بالأخ حمود أن يحارب الحوثيين في أرضه فإن لم يجد يذهب إليهم في صنعاء عاصمة دولته فإن لم يجد يمنعهم من العبور في أرضه نحو عدن وذلك أضعف الإيمان! أخيرا استخدام صالح لاستراتيجية المكر والخديعة وتماهي حلفاءه الحوثيين ، أدعياء النزاهة الثورية، مع سياسته دلالة على الإفلاس العسكري لدى صالح والحوثيين معا والإفلاس الأخلاقي لدى الحوثيين فقط !،هذا ليس إستثناء لإفلاس صالح من الأخلاق لكنه تجاوزا عن المعلوم للناس!،كما تحمل استراتيجية المكر والخديعة أيضا دلالة واضحة على مرور صالح والحوثيين بلحظة ضعف تاريخية!! تأتي لتؤكدها هذه الليلة، ليلة كتابتي هذا المقال، التي شهدت محاولة دخول قوات صالح والحوثيين أحياء منصورة عدن ليزداد إيماني بدلالة ضعفهم! لماذا؟! لأن دخول منطقة المنصورة ليس له معنى و لايمكن لعاقل أن يفسر دخول الأحياء السكنية إلا للإتحماء بالمدنيين من ضراوة القصف الجوي الدقيق والناجح وهذا يسمى خيار الهروب إلى الأمام ،هذا الخيار لاتقدم عليه إلا قوات لديها طفرة في القوة" وهذا مستبعد في الحالة التي نرى جحافلهم عليها" أو قوات تساوى عندها خيار المكوث في أماكنها الاستراتيجية مع خيار دخول الأحياء السكنية التي تتنفس مقاومة ورفض! وإذا ما أتى هذا الدخول الانتحاري لجحافل صالح والحوثيين إلى الأحياء السكنية متزامنا مع استخدام صالح لخدعة شرعية الرئيس هادي كحصان طروادة يزداد اليقين لدي بضعفهم! ..............