سألني أحد الإخوة النازحين إلى قريتنا النائية هرباً من مسرح الأحداث الحاصلة في المكلا، سألني عن "القاعدة" وإلى من تتبع، أجبته أن الأمر محير للغاية، ولا أستطيع الفصل في الإجابة عن سؤالك، فالمحللون وكثير من الناس يقولون أنهم أتباع المخلوع، ومنهم من يقول أنهم أتباع للسعودية وأمروا بالقيام بالسيطرة على عاصمة حضرموت كخطوة استباقية لما يمكن أن يحدث من جانب الحوثيين وأعوان المخلوع فيها، لكنهم " أنصار الشريعة " على الدوام ينفون تبعيتهم لأي أحد سوى الله والجهاد في سبيله. في يوم ما قال قائلهم:" لماذا لا تجربوننا كما جربتم حكم المخلوع علي صالح، وعبد ربه منصور هادي "، طرأ بخلدي الخاطر التالي: هل نجربهم سنة ونرى ما النتيجة ؟!، لكن خلال مرور السنة من الممكن أن يحدث لنا أو لهم ما حدث للمحكوم عليه بالإعدام، إما أن نموت نحن أو يموتوا هم أو يذهب الجمل بما حمل، فما رأيكم ؟ اسمعوا القصة بأكملها حتى تتضح الصورة .. ( يحكى أن ملكا" من الملوك في قديم الزمان حكم ظلما" على شخصين بالإعدام .. كان الرجل الأول يائسا" مستسلما" , فجلس في ركن السجن يبكي و هو يندب حظه .. أما الثاني فكان ذكيا" مثابرا" لا يفقد الأمل , و جلس يفكر في طريقه للخلاص من هذا المأزق .. تذكر الرجل الذكي أن لهذا الملك حصانا" جميلا" يحبه كثيرا" , و بدأت فكره تدور في رأسه .. فطلب لقاء الملك من أجل أمر خطير .. و عندما أصبح أمام الملك قال له : هل تعلم أنني أستطيع جعل حصانك الجميل يطير في خلال سنه .. ??. لم يصدق الملك هذا القول في بداية الأمر .. و لكنه رأى أنه لن يخسر شيئا" إذا قام بإعدام هذا السجين بعد سنه , فوافق على هذا الأمر .. عاد السجين إلى سجنه و قص ما حدث مع الملك للسجين الآخر .. فتعجب السجين اليائس جدا" و قال : إن هذا مستحيل !! أنت تعلم أن الحصان لا يستطيع الطيران . فعندها قال السجين الذكي : نعم أعلم ذلك و لقد أجلت وقت إعدامي لعام كامل، و لقد اعتمدت على بعض الاحتمالات التي ربما تحدث خلال هذه السنة , و هي : إما أن أموت أنا معززاً مكرما دون إعدام، أو يموت الملك و أنجو من حكم الإعدام، أو يموت الحصان ). لقد حان الوقت لنعترف جميعاً أننا في توجس دائم منهم، فمهما تعاطى أفراد " القاعدة " مع الناس ونزلوا إلى مستواهم وحدثوهم وخالطوهم في مجالسهم فالأمر سيان عندهم، يظل الخوف سيد الموقف، وهاجس الخطر الذي ربما يسببه وجودهم للناس لا يفارقهم، لذا لا زلنا نشهد أن موجة النزوح مستمرة، وعلائم الخوف تبدو في أعين الجميع. ومع الأمل الذي نرجوه في قادم الأيام، إلا أننا ينبغي ألا نخلق صورة وردية ونمعن في التفاؤل المفرط الذي يجعلنا نتناسى الأخطار التي تحدق بنا والتي يمكن أن تدهمنا في أية لحظة، كما لا يجب أن نغفل أمراً في غاية الأهمية وهو كيف لنا أن نستعدّ من الآن للدفاع عن تربة وطننا وعن أنفسنا وشرفنا، وهي ذات النصيحة التي نصح بها أحد أفراد " أنصار الشريعة "، عندما صرّح : " أن بعضهم يمكن أن يغادر بعد شهرين".