مع ان رفض مشروع القرار الخليجي في مجلس الأمن سيعد مكسب للمحتلين الجدد للجنوب إلا اني أتمنى ان يتم رفضه فعلا, لا انتصارا للحوثيين وصالح ومن يقف خلفهم, وليس وقوفا ضد إخوتنا في الخليج أو ضد عاصفة الحزم على العكس فأني مؤيد كغيري من الجنوبيين لعاصفة الحزم, وإنما لان إخوتنا في الخليج لم يقيموا أدنى اعتبار لمعاناتنا طوال السنوات الماضية من الاحتلال الهمجي للجنوب خاصة وان مشروع ذلك القرار تضمن فقرة تؤكد على "التزام جميع الأطراف اليمنية بوحدة وسيادة واستقلال وسلامة أراضي اليمن". ان الإبقاء على الوحدة المقيتة والمرفوضة جنوبا هو سوطا تلهب به ظهورنا, واستمرارا لمعاناتنا من محتل متعجرف لا يقيم أي حدود لقيم وأعراف في للتعامل مع الآخر, فالإصرار على محقنا بالوحدة اللعينة لا مبرر له بأي حال من الأحوال خاصة مع إدراك أشقاءنا الخليجيين بأن من يقاتلون الآن ويتجرعون آلام الحرب هم أبناء الجنوب وليس الجيش الموالي لهادي كما ادّعوا مع بداية عاصفة الحزم. عندما فر هادي من حصاره في صنعاء لجأ إلى عدن ورحب به أبناء الجنوب باعتباره احد أبنائه، لا رئيسا لليمن الموحد, ومع اندلاع الحرب ضد عدن حدثت الكثير من المفاجآت, فهناك من أخفى السلاح عن المقاتلين في عدن وقبلها تلكأ عبد ربه في تسليحهم وهم ذاتهم من أشاعوا بيننا, بأن التطرق لاستقلال الجنوب يجعل من أبناء الشمال تقف صفا واحدا في وجه الجنوب وأشاعوا بأن عبد ربه لن يقول ذلك علنا ولكنه يعمل عليه من تحت الطاولة, بهذه اللعبة القذرة ضللوا الكثيرين من أبناء الجنوب وهو الأمر الذي دفع بنا للتنبيه لتلك الطبخة حينها, واليوم اتضح كل شيء, لا عبد ربه يعمل للجنوب ولا الشمال صد هجمات الحوثيين وقوات صالح ضد الجنوب. واليوم نرى الحرب الدائرة جنوبية شمالية بدون ان نزايد على بعضنا والمدافعون عن عدن هم ثوارها الأبطال وعلى دول الخليج ان تعي جيدا ان المقاتلون في عدن ولحج والضالع وأبين وشبوه وكافة المدن وكل محافظات الجنوبية لا تقاتل من اجل شرعية "عبد ربه" وإنما تدافع عن أرضها وإلا لما رفع الثوار أعلام الجنوب على المدرعات والدبابات, دون صور عبد ربه وأعلام اليمن. ان الحرب التي تدور رحاها اليوم في شوارع وأزقة عدن ألقت بثقلها على أجساد أبناء عدن المنهكة من هول ما عانوه من هذا الاحتلال الهمجي متعشمين في إخوتهم الخليجيين خيرا معتبرين انهم يتمتعون بقيم أخلاقية وإنسانية رفيعة, ولكن حشرهم للحفاظ على وحدة لعينة في مشروع قرارهم بات يؤسس لمرحلة ثانية من الاحتلال أي انه يعني في ما يعنيه ان نيل الجنوب لحريته قد تأجلت إلى اجل غير مسمى "حسب مشروع قرارهم" أي ان المطالبون بالتحرير والاستقلال قد خسروا وعليه فإذا ما خسر شعب الجنوب جراء التفافهم عليه وعلى تطلعاته ستكون خسارته ثقيلة وهي التي ستجعل منه عنيدا في المطالبة بحريته واستقلاله. لا ننكر هنا ان إخوتنا في الخليج هم الأقرب إلينا من التمدد المجوسي ومع ذلك فأخوتنا في الخليج لم يشنوا الحرب إكراما لسواد عيوننا وإنما لحماية الخليج من التمدد الإيراني وهو حق مشروع لهم وكانت مصلحتنا محصورة في نيلنا لاستقلالنا فقط وإقامة علاقات وطيدة مع أشقاءنا, لكن مصلحتنا من الحرب تبددت بما احتواه مشروع القرار الخليجي, الذي نأمل من إخوتنا إعادة النظر في ما ذهبوا إليه قبل ان تكون العواقب أكثر كارثية مما هي عليه اليوم. أصبح من المؤكد ان "عاصفة الحزم" لن تتوقف إلا بانهيار الحوثيين وتفتيت قوات صالح, وان توقفت ستعود بنا إلى المبادرة الخليجية والنظام الفيدرالي في إطار اليمن الموحد المرفوض جنوبا, وردا على ذالك يتوجب على المقاتلين على طول وعرض الجنوب ان يردوا ويثبتوا وجودهم ولن يتأتى لهم ذلك إلا من خلال الاستمرار في رفعهم لأعلام الجنوب وبكثافة اكبر مما هي عليه اليوم وإلا لتم تصويرهم إعلاميا بأنهم حماة لشرعية عبد ربه كما يحدث الآن, اثبتوا للأشقاء وللعالم اجمع بأن ما يدور اليوم على ارض الجنوب هي حرب شمالية ثانية اكثر قذارة تشن على الجنوب, وانكم تدافعون عن أرضكم وعرضكم وليس دفاعا عن الوحدة اللعينة. فطوبي لكم أيها الأبطال الصامدين في شوارع عدن الباسلة وكافة مدن الجنوب, والمجد والخلود للشهداء الميامين, والنصر والعزة للجنوب.