بسم الله الرحمن الرحيم رسالة إلى أبوبكر القربي يا ابن حافت الزعفران بكريتر في عدن , أقول لك بهدرة أهلك ( وا عيباه ) يا ابن القربي ، الأ تتذكر شي من المكارمالتى تعلمتها في ( مسجد حامد ) بحافتك عندما كان يصطحبك إليه والدك وأنت صغير للصلاة فيه ، صمت فتكلمت في قناة ( اليمن المغصوب ) فانكسرت ، فجائك الرد سريعاً من الشيخ وهيب على منارات مساجد عدن ( الله أكبر ... حي على الجهاد ) سنرى إذا ألتقت الرذيلة بالتقى أيحسمها الله أم الشيطان كريتر تحترق يا ابن حافت الزعفران و انت تشد رحلك مسافرا مع وفد ( قليس – المؤتمر الشعبي العام ) لإقناع بعض دول العالم لحماية وإعطاء الامان والعون للقتلة ( اصحاب الفيل ) وقائدهم ( أبرهة – علي عبدالله صالح ) و ( أرياط – عبدالملك الحوثي ) الذين يقصفون اهلك في الجنوب وفي ( حافات – احياء ) مدينتك عدن ، يقتلون اهلها ليل نهار ... لست وحدك العاق بل ومن هم على شاكلتكٍ من بعض ابناء الطويلة وغيرها من ( ضباط الحرس الجمهوري ) فالعاقين كثر في عدن وحضرموت وشبوة والمهرة ويافع والضالع ولحج وأبين وإب وتعز ومارب والجوف والحديدة وحجة وعمران وذمار وصنعاء وصعدة .... وغيرها من المدن اليمنية ... ولكن نحمد الله فلقدكشفت لنا الوقائع عن وجوههم العكرة . مره أحزاننا ..... لكنها يا عذاب الصبر احزان الرجال يا عدن صبرا يا ام الصابرين ، جهادا يا ام المجاهدين ، تكبيرا يا ام المكبرين ... صبرا فكم حاول الرومان غزوك فما استقروا وكم حاول الاحباش فماتوا وكم حاول الفرس فطردوا وكم حاول البرتغاليون فقبروا وكم حاول البريطانيون فخرجوا صاغرين وكم حاول رفاق موسكو قتلك ففروا تباعاً هاربين ومغول شمال الشمال تنكسوا شاردين واليوم اصحاب الفيل لقوا شباب حافاتك طيراً أبابيل ! عدن مدينة النار و اللهب أرض المحشر و المعاد لو طفت العالم لما و جدت مدينة تشبهها في سلمها وقبولها للآخر ،فمنذ نشأتها عبر الآف السنين تعايشت فيها اجناس مختلفة من القارات الخمس بسلام ومواطنة كاملة دون تفريق على اختلاف الوانهم واشكالهم والسنتهم ومعتقداتهم ( الاسلام والنصرانية واليهودية و الزرادتشية والمجوسية والبوذية .... رغم تناقضها واختلاف مذاهبها ) فهي تضم مالا يقل عن 25 ديناً ومعتقداً و مذهباً منذ عصور خلت و إلى عصرنا الحالي . يقال لك اذا دخلت عدن ( عُدنت ) أي دخلت الى دنيا الأمان والسكينة مدينة تسكنك قبل ان تسكنها ، تستحوذ على نفسك أياً كان جنسك أو لونك أو معتقدك ، تفتح قلبها لكل الأعراق و الأجناس والانتماءات ، توحد بينهم في نسيج عدني متفرد دون أن تسمح لهم بان يشكلوها ، بل تشكلهم وتجمعهم على سماحة الدين الحنيف . عدن يا ام العابدين فيها مسجد وجامع ( ابان ) الذي بناه ابن الخليفة عثمان بن عفان رضى الله عنه ودفن بجواره( تخرج منه الكثير من المحدثين والرواة وعلماء الفقة والشريعة في العالم الاسلامي وبشهرته في الماضي صار هذا الجامع منارة علم كان بمثابة جامعة في حينه قبل بناء الجامع الازهر في مصر بعدة قرون ، شهد بذلك التاريخ واصبح معلماً اسلامياً شهيراً يحلم كل طالب علم في العالم الاسلامي في عصره قصده والتعلم فيه )حيث اطلق على عدن في ايامها الزاهرة ( مدينة أهل الحديث ) وبها مساجد الحنابلة ( مسجد الامام الذهبيومسجد الامام الحافظ العراقي ) ومساجد الشافعية ( مسجد العسقلاني ) الذي بناه الحافظ المحدث ابن حجر العسقلاني و مساجد المالكية و مساجد الاحناف و الزيدية ( مسجد الشيخ عثمان الزبيري ) و الجعفرية ( الاثنى عشرية ) في كريتر منذ مايقارب 500 عام و مساجد البهرة الاسماعلية و ( مركز تجمع البهرة ) بكريتر والصوفية (مسجد العيدروس ومسجد شاطىء الغدير ) الذى بجواره قبر الامام احمد الزيلعي ... الخ . ولم تقتصر عدن على الديانة الإسلامية بمذاهبها بل عاش فيها بعضاً من الطوائف الأخرى فكان للمسيحينكنائسهم ك ( الكنيسة الانغليكانية , وكنيسة القديس أنطواني الكاثوليكية , وكنيسة و مدرسة القديس يوسف الكاثوليكية , وكنيسة حافون في المعلا و كنيسة عدن الصغرى في صلاح الدين ) . ولليهود معابدهم ( معبداليسناجون ) في شارع السبيل احد شوارع حارات اليهود ومعبد آخر في الشيخ عثمان بجوار ( الجماعة الاحمدية الصوفية ) ، وللهندوس معابد ثلاث ( معبد ما يشناف سريناجر ومعبد هنجراج ماتاجي ومعبد هاتومان ) وكذلك معبد الطائفة الزرادتشية ( معبد الفرس ) في الطويلة ... الخ . و لسماحتها أطلقت على احيائها اسماء مُرِيدنها ممن سكنها من العلماء في العصور المتأخرة حيث وفدوا إليها من مدن وعوالم شتى, مثل: حافة الكبسي ( الزيدي الهاشمي ) وحافة العيدروس ( السني الهاشمي ) والشيخ عثمان ( الزيدي السني الصوفي ) وحافة عمر المختار ( المجاهد الليبي ، صاحب الطريقة السنوسية ) وحافة الجعفرية في كريتر وحافة اليهود في السبيل وحافة الهنود ... الخ ، كما أنه لا توجد مدينة او ناحية في اليمن من قديم اوحديث الإ و منهاعائلة في عدن من قديم الأزل ، ولم تشهد منذ نشأتها حالة عنف واحدة بسبب الدين او المعتقد او المذهب . عدن ياجوهرة المدائن في جزيرة العرب ، فيها دُفن أبونا آدم أبو البشر عليه السلام ، يا مأوى أئمة الفقه و الحديث ،أحتضنت الامام أحمد بن حنبل أحد أئمة المذاهب الأربعة حين قدِم الى عدن قاصداً التحصيل العلمي وأخذ العلم والسند في علم الحديث عن العلامة المحدث ابراهيم بن الحكم الذي كان أحد كبار علماء عدن وواحد من كبار علماءالإسلام في الحديث والرواية والسند وكذلك قصدها عالم الحديث الامام ابن حجر العسقلاني لتلقي العلم على يد مشائخ ( مسجد وجامع ابان ) والامام الذهبي والامام الحافظ العراقي ليس هولاء فحسب بل والكثيرين من مشاهير العلماء و الفقهاء والفلاسفة والادباء و النحاة الذين قصدوها لاخذ العلم عن علمائها . واحتضنت كذلك كبار الثائرين في عالمنا نذكر منهم في القرن الماضي على سبيل المثال لا الحصر ابو المصريين الزعيم سعد باشا زغلول مفجر ثورة 1919 م حيث اقام بها ففتحت له ذراعيها في قلعتها الحصينة ، وكانت قبلة الثائرين الاحرار في اليمن و قائدِهم القاضي الزبيري الذي ظل مُحذراً من تسلط العسكر على الحكم طيلة حياته قائلاً : العسكريُ بليدٌ بالأذى فطنا كأن ابليسُ على الظلمُ رباهُ واحتضنت ثائر الهند و محررها ( المهماتما غاندي ) في 17 يوليو 1931 م ، وكذلك شاعر الاحرار الشاعر الايطالي الذي عاش وعمل فيها ( الشاعر رامبو ) وكثيرين غيرهم . عدن يا ام الصابرين كم حاول البريطانيون أفسادك فخابوا وجاء بعدهم الرفاق فحاولوا اغتيالك وجعلوا منكِ وكراً لكل أفاق وساقط ,شردوا خيرة اهلك وقتل علمائُك امثال الامام البيحاني ( صاحب اصلاح المجتمع ) فما استطاعوا الى ذلك سبيلاً ، ثم جاء عصر مغول الشمال فحاولوا ان يجعلوا منك ماخوراً ووكراً لملذاتهم ، اولئك الذين وصفهم الشاعر البرَدوني : ..... قوم يصلون الظهرَ وفي الليلِ يسرقونَ المساجدَ عدن يا ام الموحدين يا بنت عدنان بن ابراهيم خليل الرحمن عليه السلام ، ها انت كطائر العنقاء تتنفض من رمادهاكلما احترقت محلقةً بجناحين اكثر اقتداراً و كبرياءً للتعبير عن اصالتها وقيمها العربية المسلمة . دع الثعالب غثها وسمينها مافي الثعالب من أخيك وفاء يا عدن كم حاول خيانتك بعض الأكابر من ابنائك العاقين الجهلة المستترون بالعلم والنضال الذين باعوك ل (أبرهة سنحان وأرياط مران ) وقبلهم الرفاق الذين ( جهلوا ماضي وتاريخ وعلم وحضارة اهلك المُشرق ) عندماحاولوا بيعك بدون ثمن الى اسياد الكرملين الذين خدعوهم واخفواعنهم ثروات بلادهم تحت الارض واوهموهمبان ارضهم فقيرة يملأها الجهل والعوز وعيشوهم في وهم المراهقة الطليعية ، ولم يقف سادة الكرملين عند هذا فحسب بل باعوهم إلى (عصابات الفيد ) في 1994 م, وهاهم اليوم يعاودون الكرة ويبيعونهم ( لاصحاب الفيل ) على مرأى من العالم فأين هي التقدمية والنضال واين هم اصحابهم من الرفاق في الشام والعراق والعالم لم نسمع لهم ناعق عالم كالدجاج ، يعلو ويهوي يلقط الحب ، من بطون القذارة يا عدن لم تنتهي القصة ولم يكتب بعد الفصل الأخير في حكايتك ، فأنت حُبلى يا ام الصابرين ، بكل عظيم و جميل ومبهر ، اخرجتِ لهم من رحم حافاتُكِ صغار ابنائك كباراً ، يدافعون عنك ويقدمون لك الغالي والنفيس ،يغيرون مجرى التاريخ إلى مجراه الحقيقي ، يعيدون للسماء زرقتها وللشمس ضيائها وللأرض لونها ،ويعيدون لك صفاء معدنك الاصيل ، ويضربون ويسطرون أروع المُثل في التضحية والجهاد ، يعدِلون رمانةالميزان بعد ميل و ينفثون الروح للأمل في الغد الآتي مرددين : موت بعض الشعب يحي كله ان بعض النقص روح الاكتمال هاهنا بعض الحجارة انطفأت كي تزيد الانجم الاخرى أشتعال