لعبت المرأة اليمنيةالجنوبية دوراً مهماً في مرحلة الكفاح البريطاني ،المسلح، إبان تواجد الاحتلال البريطاني في جنوب الوطن، طيلة «129» عاماً ومن تلك الادوار الوطنية.. ايواء الفدائيين في منازلهن، عند بحث جنود الاحتلال البريطاني عنهم في الحواري، وهي اليوم تعيد الدور الكبير والعظيم ابان غزوا المليشيات المسلحة للمحافظات الجنوبية وعلى راسها ثغر اليمن الباسم عدن .. فلا دهشة , ولا غرابة , ولا عجب ...أن نسمع ونرى هذه الايام ان احدى نساء الجنوب وتدعى الحاجة ” عليا ناصر احمد المشوري ” من “منقطة مشألة مديرية يافع وتسكن في مديرية حبيل جبر ردفان والبالغة من العمر قرابة (70) عاماً تشارك وتناضل بقوة مع اخواتها في العاصمة عدن في الكفاح المسلح على الصعيد الميداني ضد غزو المليشيات المسلح على الجنوب والعاصمة عدن ... فالحجة المشوري قدمت شنطة رصاص دعماً للمقاومة في جبهة القتال كدلالة على الالتفاف الشعبي خلف المقاومة الشعبية الجنوبية التي تسطر الملاحم وتدافع عن الأرض والعرض والدين في كل إنحاء الوطن الجنوبي ضد العدوان والغزو الجديد من قبل مليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح الموالية لها .. ولا يخفى على أحد أن المرأة في الجنوب شاركت في الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني، بكل الطرق بالنضال السلمي والمسيرات والاعتصامات والإضرابات كما قدمت الكثير من المال فقد كانت النساء يبعن حليهن من أجل دعم مسيرة النضال والكفاح بالطرق السلمية.. وبعد ذلك دخلت المرأة في الكفاح المسلح على الصعيد الميداني وعلى سبيل المثال المقاتلة والمناضلة دعرة بنت سعيد التي شاركت في حراسة المناطق المحررة في الجنوب بعد تحريره من السلاطين والمشايخ والأمراء إضافة إلى الدور الاعتيادي المتمثل في إيواء المناضلين وتغذيتهم وتهريبهم من أماكن إلى أخرى في عدن كي لا يقعوا في قبضة الحملات التي تنفيذها قوات الاحتلال البريطاني وكذلك كانت المرأة ناقلاً أميناً وحذراً لرسائل المكافحين وخططهم المختلفة........ كذلك يتذكر التاريخ الدور النضالي للمناضلات سلوى مبارك انيسة عبود، سعاد يافعي، انيسة الصائغ، فتحية باسنيد، حياة عوبلي، إلهام عوبلي ، سلوى سليمان أحمد ، انيسة وشقيقتها رجاء سليمان ,عائدة علوي، والقائمة تطول وكلهن عملن تحت اشراف المناضلة المرحومة نجوى مكاوي... كما ان المرأة الجنوبية مناضلة، وفدائية مقارعة للاستعمار طيلة تواجده في جنوب الوطن المحتل، امثال المناضلة المرحومة دعرة بنت سعيد لعضب، والحاجة سعيدة جرجرة أم (هشام وتمام باشراحيل) وسعاد يافعي، نجوى مكاوي، حليمة وشفيقة خليل، أنيسة عبود، رجاء سليمان، وغيرهن.
ولم يقتصر دور المرأة في النضال والكفاح من أجل الاستقلال فحسب بل كان لها دور كبير في بناء أسس ومداميك الدولة الحديثة دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية (سابقاً)على خارطة واسعة جداً ونجح الدور والتعاون المشترك بين المرأة والرجل في توحيد أكثر من 23 إمارة ومشيخة وسلطنة في دولة واحدة قوية لها حضورها في الخارطة الدولية.. والمرأة كانت موجودة في مفاصل العمل السياسي والإداري والتعليمي والتنموي وهذا ثمرة تعكس مصداقية أطروحات الجبهة القومية النظرية التي كانت تقول إن المرأة مثلها مثل الرجل يجب أن تؤدي دورها في بناء الدولة وفي تنمية المجتمع وتتمتع بكل الحقوق التي يتمتع بها الرجل.. وكان هذا الكلام النظري يطبق عملياً فأدخلت في انتخابات مجلس الشعب الأعلى وفي انتخابات المجالس المحلية وساهمت في صناعة القوانين لصالح الأسرة والمرأة ولعل أعظم قانون هو قانون الأسرة الذي وضع في 74م وكان يجري كل عشر سنين تقييم لما تقدمه المرأة ولما هو حق مكفول لها في القوانين وكل هذا بفضل الجبهة القومية والحزب الاشتراكي اليمني، ولا أنسى هنا دور المرأة التنموي فأكثر من 60% من المصانع التي أنشئت بعد الاستقلال كانت تديرها نساء وتشغلها نساء وكانت المرأة موجودة في كل مرافق الإنتاج وهذا كان نص قانونياً موجوداً وكان الحزب يضع لجاناً رقابية تراقب مستوى تنفيذ هذه القوانين. أخيرً وليس باخر ونحن في كتابتنا عن تلك الماجدات اللاتي يقدمن أنفسهن وأموالهن لدعم الثورة والجنوبية وكذا جبهات القتال في نضال الكفاح المسلح الذي نحن اليوم في خضمه نعيش ، واتجهن تلك النسوة إلى دعم أبناء الجنوب الأحرار لمواجهة النشاز القادم والغزاة القديم الجديد القادم إلينا من جبال مران، فان حماس هذه العجوز المسنة وتشوقها للحرية ورفض القهر والظلم والاستبداد يعطي معنوية ودفعة عالية لكل الأحرار الجنوبيين إلى دعم جبهات النضال القتالي كلا بما يملك .. تحية لتلك الثائرة ولكل النساء في عدن ..في الضالع ....في حضرموت .....في المهرة .....في سقطرة .....في كل بقاع الارض الجنوبية ...واللاتي قدمن أنفسهن كشهيدات في سبيل الوطن ومن قدمت الابن والزوج والأخ شهيد في سبيل الوطن الجنوبي المحتل خاصة في مقاومته ضد العدو وحربه المعلنة على شعب الجنوب حاليا ..