صعد إلى أعلى البناية الشاهقة بعد أن نجح في تصفية عائلة مكونة من سبعة أشخاص.. انزوى في ركن إحدى الغرف المطلة على الشارع.. ألقى كل ما في جعبته جانباً.. أسرع في تركيب قطع سلاحه القناص، وبدأ بالمنظار يحدد أهدافه المتحركة على الأرض، سحب احزمة الرصاص ووضعها على يمينة، تفقد أقراص الحبوب المخدرة التي تلهم وحشيتة ولا تروي نهمة المتعطش لرائحة الدم.. كتم أنفاسه، واخذ يطلق النار على كل كائن حي.. عناصر المقاومة، الرجال والنساء، الشباب والشيوخ، حتى الأطفال ورواد المساجد.. لم يسلموا من نوازعة الشريرة، ونواياه الخبيثة. كان يتلذذ وهو يرى ضحاياه يتساقطون برصاصاته القاتلة، إصاباته الدقيقة توزعت ما بين رصاصة اخترقت جمجة الرأس، وأخرى استقرت في القلب.. بلا رحمة.. كان يستهدف الجميع.. ينفذ التعليمات التي تلقاها من أسياده.. اقتل كل من تستطيع من الكفرة والملحدين.. أقضي على الدواعش والإرهابيين، أحرق الأرض وأهلك الحرث والنسل، فأنت وأمثالك خالدون في الجنة وقتلاك مأواهم النار وبئس المصير.. في زمن قياسي قتل نحو 22 شخص، وبعد أن أعياه التعب ونفذت مؤنة من الذخيرة والطعام.. أبرق إلى قائده.. فجاءه الرد.. بعد أن تنهي مهتمك بنجاح.. سلم نفسك، ولا تقلق سيعتنوا بك، ويطعموك.. حتى نأتي لنحررك أو سيطلقوا سراحك بعد حين.. وستأخذ قسطا من الراحة، وتعود لتأدية واجبك المقدس، وممارسة هوايتك المفضلة في القتل.
أغلق جهاز اللاسلكي ونفذ أوامر قائده مباشرة.
*القصة مستوحاة من الجرائم المرتكبة في العاصمة عدن.