كتب /صهيب علي احمد مليون عبارة خطرت في بالي ومليون ذكرى أردت كتابتها... كيف أبدا ومتى سأنتهي؟؟ صديقي غسان طريح الفراش في غيبوبة لم يصحو منها بعد!!! كانت أن أختارته رصاصة الغدر الجديدة هذه المرة ليكون من ضحاياها وهاهو يصارع من أجل البقاء في عالم لم يعد فيه لمن يقول الحق مكان، وملئت الدنيا فتاوى عبادة الطاغوت من فرقة هدم الإسلام صنيعة جواسيس بريطانيا العظمى. غسان صاحبي... لم أكن أعرف حين وصلت إلى موقع المواجهات أن الجريح الذين يصرخون بسقوطه هو أنت... لم أكن أعرف أن أول ما سيصوره تلفوني ذلك اليوم الأسود هو وجهك الطاهر المزين بدماء الكرامة والعزة... وكيف لي أن أعلم وقد خرجت سالما من مواجهات أشد ضراوة وأعنف نارا وأكثر دموية... كيف لي أن أعرف وأنا أبعد الناس لأصور الجريمة الجديدة أن المكرم من الله بأن يكون ضحية الظلم والقهر هو أنت... وهل أكون أنانيا إذا وصفت شعوري عندما عرفتك من الفانلة التي تلبسها بعدما غطت وجهك الطيب مشدة تحاول يائسة منع نزيف الحياة من جسدك النحيل، أم أكون فاشلا إذا عجزت عن هذا ؟ ابن حافتي وزميل دراستي طوال سنوات عمري... هذا الشاب الذي لم أعرفه طيلة حياتي خاملا أو هامدا، يأتي من أعطاه السلاح الحق ليسلبه حياته!!! وكيف لك أن تضمن ألا تصيبك رصاصة من قرد يملك سلاحا يوجهه نحوك؟؟؟ هل سمعتني وأنا أنادي بأسمك؟ هل سمعتي وأنا أذكرك بالله؟ هل سمعتني وأنا أصرخ ليفتحوا الطريق؟؟؟ هل ضايقك صراخي؟ هل كنت تنشد الهدوء؟ لا أعتقد... غسان لم يعرف عنه يوما الهدوء فلماذا يطالبني به.
يا غسان... أنت داري أن الناس رايحين واجيين إلى عندك وسيارة مليانة تروح وسيارة مليانة تجي؟ أنت داري أن أسمك طلع في الجزيرة والعربية؟ حيابك يا غسان أشتهرت وأول ما تقوم بالسلامة أن شاء الله بآذيك وباصافطك وباناجمك، بس أنا افدالك قوم.
من عاد بايناجمنا لما أتخلف عن مظاهرة، ومن باناجمه لو تخلف عن مظاهرة؟ كلنا خايفين عليك والكل يسألني كيف أستوى غسان، متى باقول أنه خلاص بخير وبدأ يتكلم معانا؟ طيب بس أشتي أعرف أنت بخير والا لا؟ قول كلمة بس، طيب أشر بيدك والا هز راسك، أي حاجة يا غسان بس خلينا أعرف بدل ما أنا كذا مش عارف أني صاحي والا أحلم؟
قد كنت في البيت ولما سمعت الرصاص نزلت. قد كان وجيد يشتي يهربك معه في السيارة ورفضت. ليش يا غسان؟ مكانك ما تشتي الا اللي في راسك! مكانك عنادي وترفض التراجع! ما سمعت على حاجة اسمها خوف؟ ما سمعت عن حاجة اسمها جبن؟ ما سمعت عن حاجة اسمها الذل؟ أكيد ما سمعت عما سبق والا كان مصيرك مصير الجالسين في بيوتهم يطبلون لمن أنساهم إنسانيتهم التي كرمهم الله بها ويفتشون في قمامة الصالح بحثا عن سحت يأكلوه، أو من يقفون على المنابر ليكفرا ويخرجوا من دين الله كل من له كرامة وأعزه الله بالإسلام الذين يريدون أن يجعلوه دينا جديدا مفصلا على مقياس طاغوتهم تحت اسم طاعة ولي الأمر.
لن ينتهي كلامي ولكني تعبت... أقسم بالله إنني تعبت، هل سيأتي يوم تكتب فيه مرثية عني؟ أنا أقبل بهذا شرط أن تقوم بالسلامة وتملك الصحة التي طالما متعك الله بها لكي تمسك القلم وتستجمع أفكارك.
اللهم أني أسألك بأسمك الأعظم وأسماؤك الحسنى، يا من عز جاهك وجل ثناؤك، اللهم أني أسألك أن تشفي غسان وتعيده الينا سليما معافى، اللهم أجعل ما هو فيه في ميزان حسناته، اللهم لا تجعل فيه للعدو شماتة وعجل اللهم بانتقامنا أنك أنت العزيز المنتقم الجبار لا اله الا أنت إني كنت من الظالمين. صورة المصاب غسان عبد القوي لحظة إصابته الاربعاء الماضي