تحدث نشطاء في ندوة أقيمت بمخيم الشهيد الدرويش في مديرية خورمكسر بعدن مساء اليوم عن التحديات التي تواجه القضية الجنوبية اليوم داعين الجنوبيين إلى الصمود أمامها وفهمها من أجل تجاوزها. واستضافت الندوة التي نظمها اتحاد شباب الجنوب كلاً من الدكتور فضل الربيعي, والناشطة سلوى بن بريك, والأديبة هدى العطاس, والشيخ حكيم الحسني.
وقال الحسني الذي افتتح الندوة أن "من كان يظن أن استحقاقات القضية الجنوبية قريبة فإنه سيتعب" داعياً الجنوبيين إلى "الصبر والمصابرة", مشيراً إلى أن القضية الجنوبية "تقف أمامها تحديات ثلاثة".
واعتبر الحسني أن أول التحديات التي تواجه الجنوبيين هو ما أسماه "المشروع المهزوم المأزوم بماتسمى الوحدة والقول بأنها فريضة شرعية وأن الله دعا للوحدة ومن لايريدها يناقض الدين وغيرها من الكلمات التي يضحك بها على عواطف الناس", لافتاً إلى أن "الجنوبيين أكثر الناس وحدوية", لكنه قال أنه "لايوجد مشروع في صنعاء, لا مشروع وحدة إسلامية كما تدعي الأحزاب الإسلامية ولا غير ذلك".
وأضاف الحسني "المشروع الموجود لدى صنعاء هو مشروع قبلي متنفذ, بل ليس مشروع إنما بلطجة" معتبراً أن "الوحدة غير موجودة حتى القائم الآن ليس دولة الوحدة ولاحتى دولة وثيقة العهد والاتفاق, هي استنساخ وتحسينات للجمهورية العربية اليمنية", متسائلاً "لماذا نعيش في دولة الانفصال, الذين يمارسون الانفصال وفك الارتباط هم من بدأوه عندما جاؤوا بعاداتهم وتقاليدهم إلى شوارع بلدنا".
وأضاف الحسني "الوحدة الشرعية هي القائمة على حكم الله وشرع الله وعلى العدل بين الناس".
وقال الشيخ الحسني أن "التحدي الثاني الذي يواجه الجنوبيين هو الكذب من قبل الأطراف في صنعاء", مؤكداً "(هم) يتفننون في الإشاعات ضد القضية الجنوبية ولايزال يكرس عند الآخرين أن القضية الجنوبية هي حقوق وأراضي".
وأضاف الحسني "أمامنا دعايات وهجوم شرس, يتهموننا أننا حراك مسلح, حراك إيراني, شيعي, يقولون أن الاشتراكي بايرجع (سيعود), هذا كله غير صحيح, والله لارأينا صور الخميني في شوارع عدن ولامرتبطين بإيران, ونعلم من ارتبط بالحوثيين, ونعلم من يمد يده لأمريكا ومن يحكم صنعاء ولايتكلمون".
وأشار أنه "في أيام (الرئيس السابق) صالح كانت طائرات (أمريكية) تضرب وبيانات المشترك (المعارض) تتحدث عن السيادة, اليوم (بعد تقاسم السلطة) لا أحد يتكلم", معتبراً أن "اللوم ليس عليهم بل اللوم أننا لانستطيع أن نوصل قضيتنا, قضية شعب أنّ ويئنّ".
ودعا "الحسني" إلى استغلال "الانقسامات اليوم في صنعاء, هم مشغولون وعلينا أن نستغل الفرصة بوحدتنا والدماء التي تسيل في صنعاء (هي) بسبب دعاء المظلومين".
واعتبر الحسني أن "التخويف" هو التحدي الثالث مضيفاً "يريدون أن يخوفوننا حتى نتوقف وننطلق منطلقات أخرى, صباح اليوم تم اعتقال القائد الجنوبي (أحمد) الحسني, وقبله تم اعتقال الناشط الشاب عبدالرؤوف السقاف وغير العشرات في المعلا, ولانقول هؤلاء سلطة في صنعاء بل عصابات", معبراً عن "التضامن مع القائد الحسني (الذي) كان سباقاً في هذا النضال".
من جانبها اعتبرت الأديبة "هدى العطاس" أن "ما حدث صباح اليوم للمناضل السفير الحسني القيادي في الثورة الجنوبية وعلي باعامر ورائد المنصوب وماحدث للشباب في المعلا اعتقال عبدالرؤوف زين ورفاقه, لن يثنينا عن استعادة دولتنا".
كما اعتبرت أن "التحدي الأكبر هو بيننا وهو وحدة الصف الجنوبي وكيف ننتزع حقنا بصف موحد غير متشرذم", مشيرة إلى أن هناك مستويين لهذا التحدي "داخل الثورة وخارجها".
وأضافت "داخل الثورة نقول لهم على ماذا نتشرذم نحن لانملك أرضاً ولاسيادة ولاشيء سوى الثورة, نحن في منعطف خطير تحاك لنا فيه المكائد والمؤامرات, المتربصون كثر أيضاً".
ولفتت إلى أن "وحدة قوى الثورة أصبح ملحاً لكن كيف؟", مضيفة "يجب أن نتكاتف للعمل على دائرة الثورة, ليس عيباً أن ننتقد وليس جلداً للذات ولا كسرها, نحتاج لوقفة حقيقية وموضوعية نراجع فيها الحراك العظيم منذ السابع من يوليو".
وأضافت "نسأل أنفسنا ماذا حققنا وماهي الإخفاقات التي جعلتنا في خانة عدم التحقيق", وأكدت "نحتاج عمل مؤسسي لهيكلة الثورة والعمل (الحالي) ضمن الإطار العشوائي هذا سبب من (أسباب) إخفاقاتنا".
وقال الأديبة "العطاس" أن "التحدي الآخر" هو "تطوير الوسائل الثورية ومنها الوسائل الإعلامية والميدانية, والخطاب الإعلامي الذي يجب أن يليق بقضية الشعب والوطن ويحقق أهدافه".
واعتبرت أن "الجنوبيين من خارج الثورة نقول لهم أنتم لن تكونوا سوى محللين للشماليين ودور المحلل ينتهي بعد عودة الأمور إلى نصابها وبعد أن يعيد الشمال قبضته مجدداً ينتهي دور الجنوبيين".
كما اعتبرت أن "هناك قوى جنوبية تعمل على بلبلة الصف الجنوبي بدعوى أنهم مقضيين, أنت لست مقصياً مادمت خارج دائرة الثورة ودورك فقط مراقب وأحياناً مشاغب".
وفي الندوة أيضاً ألقت الناشطة "سلوى بن بريك" كلمة قالت فيها أن "الجنوب بحاجة إلى توحيد الصف, وشهداؤنا دماؤهم أمانة في أعناقنا".
وأضافت "في الشمال توحدوا ضدنا رغم أنهم من أطياف عدة". وأشارت في كلمتها إلى أن "الناشطة توكل كرمان عندما تم ذكر القضية الجنوبية في لقاء سرعان ما غادرت.. لماذا وأنتِ ناديتِ بالحرية لشعبك في الشمال, وعندما قام الجنوبيون وصفوهم بالبلاطجة".
وأضافت "أقول لهذا الذي قال سيقص ألسنة الجنوبيين, نحن سنبتر يدك التي تريد بها أن تقص ألسنتنا", في إشارة إلى تصريح منسوب للشيخ صادق الأحمر تم نفيه في وقت سابق.
من جانبه اعتبر الدكتور فضل الربيعي أن "شعب الجنوب شعب واحد بدون عرقيات وإثنيات وطوائف, صحيح تقاتلوا (الجنوبيون) لكن القتال لم يكن من صنعهم بل من خارجهم".
وأشار الربيعي إلى أن "هوية الجنوب تعرضت للتشويه والتزييف منذ العام 1967", مضيفاً "لم يحصل في تاريخ أي بلد في العالم لعب في الهوية كما حصل في الجنوب", وتطرق إلى الأسماء التي حملها الجنوب وهي "الجنوب العربي, جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية, جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية, الجمهورية اليمنية".
وقال الربيعي أن "الوحدة المطلوبة هي وحدة الجنوب" داعياً إلى "إسقاط اسم اليمن", معتبراً أن "التزييف مستمر حتى اليوم, الشارع في الجنوب كله خرج, وقناة عدن (الحكومية) تبث غني ياعدن الثورة وغني ياصنعاء يابلادي". واعتبر الربيعي أن "قضية الجنوب هي من أوجدت الحراك وليس العكس, وإذا تم اعتقال كل نشطاء الحراك فلن تنتهي القضية", وأدان اعتقال السفير الحسني, والشاب "عبدالرؤوف السقاف" وباقي شباب المعلا, محذراً من سياسة تصفيات تقوم بها السلطات للشباب النشطين حتى لايكونوا قادة في المستقبل.
ودعا "الربيعي" الشباب إلى أن "لايلتفتوا إلى المشاكل داخل الحراك الجنوبي" مضيفاً "وحدة الكبار ستأتي من وحدتكم أيها الشباب", معتبراً أن "شباب اليوم واعي رغم انتزاع القوة العسكرية والإعلامية من الجنوبيين".