قبل ان نسترسل في ما احتواه عنوان المقال دعونا نعود الى التاريخ قليلاً وسنكتشف في ما لا يدع مجلا للشك ان هناك ارتباط بين اللوبي الزيدي الحاكم في صنعاء والتزوير للتاريخ وخلط المفاهيم والنظرة التوسعية والانتقامية والعداوة التاريخية والمذهبية بينهم وبين المملكة العربية السعودية من جهة والجنوب العربي"جنوباليمن" من جهة أَخرى وذلك بسبب تزوير التاريخ وأطماعهم التوسعية الانتقامية الحاقدة لأسباب مذهبية وأطماع احتلالية اقتصادية وفرض السيطرة والهيمنة على الجزيرة العربية. ففي عام 1918م *أعلن الإمام الزيدي يحيى حميد الدين المتوكل المملكة المتوكلية اليمنية ... والتى كانت تعرف قبل هذا التاريخ بالمملكة المتوكلية الهاشمية ... بما يعني ان اسم اليمن ككيان سياسي لم يكن موجود قبل هذا التاريخ إطلاقاً ... فقد أراد الإمام الزيدي توسيع نفوذه ليشمل كامل الجزيرة العربية ويعيد إحياء ملك أجداده القاسميين "كما يعتقدون" لذلك عمد الى تغيير اسم المملكة المتوكلية الهاشمية الى المملكة المتوكلية اليمنية ليشيع بهذه التسمية ان كل ماهو يمين الكعبة يعتبر يمني ويعتبر تابع لمملكته ومملكة اجدادة . وفعلا بداء بعد ذلك في تحريف التاريخ و نشر هذا المفهوم ان كل ما هو يمين الكعبة هو يمني ولابد ان يضم الى الأصل والمقصود بالأصل هنا مملكته" حتى انه حاول شن الحروب باتجاه متعددة منها باتجاه المملكة العربية السعودية لاحتلال جيزان ونجران وعسير ولكنه فشل ونتج عن ذلك معاهدة الطائف بين الإمام والمملكة العربية السعودية عام 1934م ... اما جنوبا فقد شن عدة حروب على بعض المناطق الجنوبية ولكنه قوبل بمقاومة باسلة من قبل الجنوبيين في كل المناطق وعندما وصل الى حالة من اليأس بأنه لا يستطيع ان يحتل تلك المناطق عسكريا وبما ان " الجنوب العربي" كانت تحت الحماية البريطانية وقع الاتفاقية مع بريطانيا عام 1934م حول الحدود بما يعني انه وصل الى حالة من اليأس على الجبهتين الجنوبية بالتوقيع على الاتفاقية مع "الجنوب العربي" وشمالا بالتوقيع على اتفاقية الطائف مع السعودية بنفس العام. ونتوقف هنا عند هذه النقطة من التاريخ لنثبت ان اللوبي الزيدي الحاكم في صنعاء لدية النظرة التوسعية والانتقامية المذهبية المقيتة ضد المسلمين السنة قديمة ومن ذو التاريخ وهذا ما ذكره وأكده الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح في اخر تصريح لة . ومن وجهت نظري اذا نظرنا الى واقعنا الحالي فأن ذلك ينطبق على ما دار في الثلاثينيات من القرن الماضي من المصير المشترك للمملكة العربية السعودية والجنوب العربي ولذلك انا أتوقع ان السعودية ستعرف مؤخراً أن كل ما عملته وقدمته تجاه اليمن لن ينجح وربما سيفشل وقد يصبح خزي وعار في تاريخها... وذلك إذا لم تفرض المقاومة الجنوبية قوتها واردتها في تغيير الواقع على الأرض وتغيير اسم وخارطة اليمن ويصبح الجنوب دولة مستقلة وقوية تعتمد عليها السعودية وتحافظ على نفوذها في اليمنالجنوبي" الجنوب العربي" واليمن الشمالي معاً ... أضف الى ذلك ستكون عدن و لحج وشبوة وحضرموت وسقطرى وغيرها من محافظاتالجنوب مواقع تجارية عالمية وستكون السعودية لها النصيب الأكبر من الاستثمار والبناء في الجنوب وستكون علاقات قوية ومتينة لم يسبق للسعودية ان حصلت عليها حتى داخل المنظومة الخليجية من حب ووفاء واحترام من قبل شعب ودولة الجنوب العربي القادمة . وبنفس الوقت سيمهد الطريق للمناطق الشمالية المعارضة للحوثيين من العمل بشكل قوي حتى يتم اجتثاث هذا اللوبي الحاقد من ارض الجزيرة العربية بدعم من الجنوب العربي والمملكة العربية السعودية معاً وستكون الجنوب العربي القاعدة الصلبة لكل ابناء الشمال الشرفاء الذين يريدون الخلاص من الهيمنة والغطرسة لهذا اللوبي الحوثي الحاقد مذهبياً ودنيوياً على ابناء اليمن بشكل خاص والمسلمين السنة بشكل عام . والخلاصة هي ان الجنوبيين ودولتهم صمام أمان للمملكة العربية السعودية ولدول الخليج من أي مخاطر مستقبلية تحدثها جماعة الحوثي او اي جماعات يمنية اخرى تريد الثار او الانتقام بل ان قيام دولة الجنوب أيضاً صمام أمان للدول العربية والإسلامية والإقليمية بشكل خاص والأمن والسلم الدوليين بشكل عام. "العقل روح الحرية"