أيد مجلس الأمن الدولي، أمس الثلاثاء، دعوة أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لإرساء هدنة إنسانية جديدة في اليمن، مطالباً أطراف النزاع في هذا البلد ببدء مفاوضات سلام في أسرع وقت، فيما رجح مصدر ديبلوماسي أن تعقد هذه المفاوضات في 10 حزيران الحالي، وذلك بعدما أعلن مساعد للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي المقيم في الرياض منذ بدء الحرب السعودية على بلاده، أن الأخير قرر المشاركة فيها. وأبدى أعضاء مجلس الأمن ال15، في بيان صدر بالإجماع، "خيبة أملهم العميقة" إزاء إرجاء مفاوضات السلام التي كانت مُقرّرة الأسبوع الماضي في جنيف. وأضاف أعضاء مجلس الأمن، في بيانهم، أنهم "يؤيدون دعوة الأمين العام للأمم المتحدة لإرساء هدنة إنسانية أخرى، من أجل السماح بوصول المساعدات إلى الشعب اليمني بصورة عاجلة". في هذا الوقت، رجّح مصدر ديبلوماسي أن تُعقد المفاوضات قرابة 10 حزيران المقبل، فيما شدد المتحدث باسم الأممالمتحدة ستيفان دوجاريك على أن "المفاوضات يجب أن تُعقد من دون شروط مسبقة". وفي وقت استمرت المحادثات غير الرسمية في العاصمة العمانيةمسقط بين مندوبين أميركيين وممثلين عن جماعة "أنصار الله" للدفع باتجاه محادثات سلام برعاية الأممالمتحدة، أكد مساعد لهادي أمس لوكالة "أسوشيتيد برس" أن الرئيس اليمني وافق على السفر إلى جنيف للمشاركة في المفاوضات التي سترعاها الأممالمتحدة، مشيراً إلى أن "هذا القرار جاء بعد اللقاء الأخير بين المسؤولين اليمنيين المتواجدين في الرياض ومبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد". وكانت الولاياتالمتحدة أكدت أمس عقد موفد أميركي رفيع للمرة الأولى محادثات مع جماعة "أنصار الله"، وذلك وفق ما أعلنت الخارجية الأميركية. وقالت المتحدثة باسم الخارجية ماري هارف إن كبيرة الديبلوماسيين الأميركيين للشرق الأوسط آن باترسون التقت في سلطنة عمان ممثلين لأطراف معنيين بالنزاع المستمر في اليمن "بينهم ممثلون للحوثيين" في محاولة لإقناع جميع الأطراف بالمشاركة في مؤتمر السلام المقترح عقده في جنيف. وأوضحت هارف أن الاجتماع مع الحوثيين هدف إلى "تعزيز فكرتنا القائلة إن حلا سياسيا للنزاع في اليمن هو وحده ممكن وان كل الأطراف بمن فيهم الحوثيون ينبغي أن يشاركوا فيه"، لافتة أيضاً إلى أن "باترسون توجهت أيضاً إلى السعودية لإجراء مشاورات حول حل النزاع اليمني مع مسؤولين سعوديين والرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي". ميدانياً، عاشت العاصمة اليمنيةصنعاء منذ ليل أمس أعنف الغارات التي شنها "التحالف" العربي منذ بدء حربه على اليمن في 26 آذار الماضي، ما أدى إلى سقوط ضحايا. وقتل ثلاثة أشخاص على الأقل وأصيب 11 آخرون بجروح، عندما ضربت المقاتلات "مجمع 22 مايو"، وهو مجمع صناعي تابع للجيش، بحسب مصدر طبي وسكان. وهزت العاصمة اليمنية عدة انفجارات نتيجة الغارات العنيفة التي شنها طيران "التحالف" خلال الليل وصباح اليوم، والتي استهدفت أيضا مقر الفرقة الأولى مدرع . كما شن الطيران غارات على معسكر للشرطة في صنعاء وعلى مواقع للحوثيين وللقوات العسكرية الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، لاسيما في همدان شمال صنعاء، إضافة إلى مواقع في محافظتي حجة وصعدة في الشمال وإب في الوسط وتعز والضالع في الجنوب، بحسب سكان. وعلى الأرض، استمرت المعارك بين الجيش اليمني و"اللجان الشعبية" الموالية للحوثيين من جهة، والميليشيات الموالية لهادي من جهة أخرى. وذكرت مصادر محلية أن الحوثيين تقدموا في عدن باتجاه حي المنصورة، فيما شن "التحالف" السعودي غارات كثيفة لمساندة المسلحين الموالين له.