عاشت مدينة المنصورة بمحافظة عدن (جنوب) لحظات دامية، خلال الساعات الممتدة من ليل الثلاثاء حتى صباح أمس الأربعاء، نتيجة مقتل 31 شخصاً وإصابة 103 آخرين في قصف ميليشيا المتمردين التابعين لجماعة الحوثي والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، بشكل عشوائي وباستخدام الأسلحة المتوسطة والثقيلة على الأحياء والمناطق السكنية، وتأتي الجريمة تواصلاً لمسلسل إجرام وعدوان المتمردين على المدنيين من سكان ونازحي عدن. وهرع عدد كبير من اليمنيين لإسعاف ضحايا الجريمة البشعة بحق المدنيين عقب سقوط قذائف الهاون وصواريخ الكاتيوشا التي أطلقها المتمردون من مدينة الفيصل القريبة من المدينة الخضراء بضواحي مديرية دارسعد (شمال عدن) على بلوكي 4 و5 ومنطقتي وديع حداد والتقنية بمديرية المنصورة، حيث تم نقل الضحايا إلى المستشفيات العامة والخاصة، فيما أخذ بعض ذوي الضحايا جثث أبنائهم عند تأكدهم من مقتلهم لدفنهم مباشرة. وأكد مدير مكتب وزارة الصحة العامة والسكان في عدن الخضر ناصر لصور ل«الخليج»، أن حصيلة الأحداث الدامية بعدن بلغت 31 قتيلاً بينهم 3 نساء وطفلان و103 جرحى آخرون منهم 5 بحروق وثماني نساء وستة أطفال. على صعيد الاشتباكات الميدانية بين اللجان والمقاومة الشعبية والجنوبية من جهة والمتمردين من أنصار الحوثي وصالح من جهة أخرى، أفادت مصادر في المقاومة، أن مدفعية المقاومة نجحت في الاستهداف المباشر للمتمردين بمنطقة البساتين بمديرية دار سعد، موقعة عددا من القتلى والجرحى في صفوفهم، كما استهدفت مقاتلات التحالف العربي تجمعات المتمردين، تضم أفراداً وآليات عسكرية في بئر عوض الواقع على خط عمران - الرجاع، وتجمعين آخرين الأول قُرب مصنع الطوب الأحمر في بئر فضل بدارسعد، والثاني جوار مصنع هائل بخط التسعين، إضافة إلى ضرب عدد من الآليات العسكرية المتحركة بينها دبابات وكاسحة ألغام وعربات كاتيوشا في الضواحي الشمالية لعدن. على صعيد مواز، قتل 13 من المسلحين الحوثيين في قصف بالكاتيوشا للمقاومة الشعبية على معسكر الأمن المركزي في قعطبة بمحافظة الضالع (جنوب).
في تعز (جنوب) شنت طائرات التحالف غارتين على الأقل على مركز خالد بن الوليد، مركزِ قيادة اللواء 35 في مفرق المَخا، وقالت مصادر في تعز إن القيادي الحوثي أبو عبدالكريم وخمسة من مرافقيه قتلوا خلال مواجهات مع المقاومة الشعبية.
وكان مسلحو المقاومة الشعبية وعناصر من الجيش قد أحكموا سيطرتهم على عدة مواقع بالمحافظة بينها السجن المركزي وغنموا معدات عسكرية من مسلحي الحوثي وصالح إثر فرارها، كما أسفرت هذه المواجهات عن مقتل وجرح عشرات من مسلحي الحوثي، فيما قتل ستة من رجال المقاومة الشعبية وأصيب تسعة. في أبين (جنوب)، قتل وأصيب عدد من الأشخاص في مواجهات بين المقاومة اليمنية من جهة، ومسلحي الحوثي وقوات صالح من جهة أخرى في المنطقة الوسطى، وقالت مصادر محلية إن مواجهات عنيفة استخدمت فيها المدفعية اندلعت بين الطرفين، في جبهة عكد بضواحي مدينة العين، إثر محاولة مسلحي الحوثي وقوات صالح التسلل لمديريتي الوضيع ومودية الاستراتيجيتين في أبين. إلى ذلك كشف ناطق المقاومة الشعبية في محافظة إب وسط اليمن بأن مجلساً عسكرياً للمقاومة الشعبية بمحافظة إب سيعلن عنه قريباً، فحسب تصريح صحفي للشيخ عبدالواحد حيدر فإن هناك تواصلاً مع التحالف للمطالبة بمزيد من الضربات الجوية تمهيداً لإعلان المقاومة الشاملة. وأضاف ناطق المقاومة أن «المقاومة استنزفت الحوثيين وقوات صالح استنزافاً غير عادي في المقاتلين والعربات والمعدات التي كانت تعزيزات لقتل أبناء تعزوعدن والضالع ولحج جنوبي البلاد، موضحا «أن المقاومة استهدفت قيادات ميدانية للحوثيين، وهو ما يعد خسارة كبيرة لهم». وكانت المقاومة قد قامت بتشكيل لواء عسكري من الضباط والجنود المتقاعدين والمنقطعين من أعمالهم، منذ حكم المخلوع صالح من أجل تعزيز صفوف المقاومة. وشن طيران التحالف العربي، ثماني غارات جوية على القصر الجمهوري في مدينة تعز في وسط اليمن، وقالت مصادر إن طيران التحالف قصف أيضا مقر قوات الأمن الخاصة (الأمن المركزي سابقا) وتجمعاً للحوثيين في منطقة حوض الأشراف، وأشارت إلى أن أعمدة الدخان تصاعدت من تلك المواقع جراء الضربات الجوية، لافتة إلى أن الطيران لا يزال يحلق في أجواء مدينة تعز.