وصفي صالح الحوتري": شاب وسيم مهندم لا توحي لك هيئته المرتبه بأنه "بالتوصيف الطبي" يعاني من اضطرابات نفسية ، مجنون "بالتوصيف المجتمعي"، نزحت عائلة وصفي مثل كل العائلات التي نزحت من التواهي.. بعد قصة نزوح مؤلمة استقرت،طبعا لفظة "استقرت" هنا مجازية، عائلة العم صالح الحوتري (قبطان بحري قديم ) في المنصورة حاملة معها ألم النزوح مضافا إليه هم رعاية ولدها المضطرب نفسيا"المجنون" الذي يفلت بين الفينة والأخرى من عين الرقابة و يهيم على وجهه في بعض شوارع عدن المسكونة ليلا بأصوات الأعيرة النارية ودوي المدافع وبالصمت البشري المخيف. في كل مرة يهيم فيها هذا الشاب المجنون المهندم ينجو من الموت المحقق.. إلا المرة الأخيرة ،المرة التي هام فيها إلى محافظة أبين ووقع في قبضة الجماعة الحوثية ،جماعة القتل والإرهاب التي أنكرت على هذا الشاب المهندم الهيئة صفة الجنون فأخذتها هواجس الإرهاب الحربي الساكن في وعيها الخرف إلى درجة ظنها الظن الآثم أن هذا الشاب جاسوس يعمل مع المقاومة الجنوبية وطيران التحالف العربي.. فقامت الجماعة باستجوابه وضربه، ولأن الشاب بالفعل مجنون لم تحصل منه الجماعة على أي اعتراف عاقل فعمدت إلى تعذيبه تعذيبا حيوانيا إلى حد أن قلعت ظروسه بوحشية وضربته بألة حادة في فخذه الأيمن أحدثت فيه جرحا ترى منه العين المجردة عظمة الفخذ..ومن ثم رمت جسده المُسجى بالدماء على قارعة طريق شقرة-زنجبار ! - التقطه بعض السيارة.. وبعد التعرف عليه أوصلوه إلى بني عمومته من قبيلة المراقشة فطبب بنو العم ما استطاعوا من جراحه ومن ثم أوصوله إلى أسرته في المنصورة كسيح لايقوى على الحركة و لا يستطيع الأكل..عاش يومين أثنين بعد حادثة التعذيب الشنيعة يتغذى فيها بالتقطير! - عصر يوم أمس الأربعاء الموافق 8/يوليو/2015م صعدت روحه الطاهرة البريئة إلى بارئها.. رحم الله "وصفي الحوتري" رحمة الأبرار و أسكنه فسيح جناته وإنا لله وإنا إليه راجعون وحسبنا الله ونعم الوكيل في جماعة القتل والإرهاب. ملاحظة:- جنوبنا الجريح مكتضا بمجانين الشمال الجارح"المجانين الوهميين"!بينما مجانين الجنوب"المجانين الحقيقيين" لا يجرؤن على الجنان خارج بلادهم "الجنوب"..يعني حتى مجانينا وطنيين جنوبيين!! وربما من زاوية شمالية صرفة لاتمت للوحدة بصلة زاوية عسكرية :- كذلك مجانينهم وطنيين شماليين!! أخيرا: عندما سألت الشهيد"وصفي":- من فعل بك هذا؟ كان ينظر إليّ بصمت مُبكي..تخيلت نفسي للحظة حوثيا..فقلت:و كيف لعاقلٍ أن يسأل مجنوناً؟! إذن: كيف لجماعة كالجماعة الحوثية أن تُستجوب مجنوناً؟ فما بالك أن تعذبه!