قال سكان ومقاتلون إن قوات يمنية مدعومة من السعودية سيطرت على ميناء عدن ومنطقة المعلا المتاخمة له يوم الأربعاء وهو مغنم كبير في معركتهم لطرد الحوثيين من المدينةالجنوبية. وجاء ذلك بعد أن سيطرت الفصائل المحلية ووحدات من الجيش يوم الثلاثاء على مطار عدن الدولي ومنطقة محيطة في أكبر انتكاسة للحوثيين المتحالفين مع إيران في الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاثة أشهر. وانسحب الحوثيون من الميناء وحي المعلا إلى التواهي ويبطئون تقدم المقاتلين إلى منطقة أخرى هي كريتر معتمدين على نيران قنص كثيفة من جروف بركانية تطل على المدينة الساحلية. وقال مسعفون إن عشرات المقاتلين والمدنيين قتلوا خلال معارك اليومين الماضيين وناشد المستشفى العام المواطنين التبرع بالدم. ويقاتل مسلحون محليون يدعمهم التحالف الذي تقوده السعودية منذ ثلاثة أشهر في مسعى لطرد الحوثيين المتحالفين مع إيران الذين دخلوا عدن في مارس آذار. ويقصف تحالف عربي تقوده السعودية الحوثيين وحلفاءهم جوا منذ 26 مارس آذار لإعادة الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى مقاليد الحكم. وانتقل هادي إلى الرياض بعدما اقتربت قوات الحوثي من عدن التي لجأ إليها بعد أن سيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء في سبتمبر أيلول. ويقول الحوثيون الذين تدعمهم إيران إن سيطرتهم على العاصمة اليمنية في سبتمبر أيلول وتقدمهم المسلح في جنوب وشرق اليمن في مارس آذار وابريل نيسان هو ثورة على حكومة فاسدة ومتشددين سنة. وقال سكان إن عشرات المقاتلين الجنوبيين يقاتلون في شوارع عدن يوم الأربعاء في الهجوم الذي اطلق عليه اسم "عملية السهم الذهبي". ورصد شاهد من رويترز نحو 40 عربة مدرعة قالت الفصائل المقاتلة إن دولة الامارات العربية المتحدة زودتهم بها وكانت ضرورية في معركتهم لاستعادة السيطرة على المطار. وقال سكان إن عشرات المقاتلين احتشدوا عند مدخل المعلا في الصباح واندلعت معارك كثيفة مع القوات الحوثية التي أجبرت خلال ساعات على التقهقر إلى حي التواهي. وتحول صراع اليمن إلى أزمة دولية أواخر مارس آذار حين دخل الحوثيون عدن وهو الميناء الوحيد في اليمن وثاني أكبر مدنه وبدأ التحالف الذي تقوده السعودية حملته الجوية. ويقاتل مسلحون في الجنوب غالبيتهم سنة القوات الحوثية الشيعية واكتسبت الحرب بعض ملامح الصراع الطائفي الإقليمي الذي يصبغ حروبا أخرى في المنطقة. ويبدو محتما أن تتواصل الحرب رغم الاتفاق الذي أبرمته القوى العالمية مع إيران يوم الثلاثاء بشأن برنامجها النووي. وتخوض الرياض صراعا على النفوذ مع إيران الشيعية واستقبلت السعودية الاتفاق بتشكك وقالت إنه سيجعل الشرق الأوسط أكثر خطورة إذا قدم تنازلات كثيرة لايران. وقال علي الأحمدي المتحدث باسم القوات المحلية المعادية للحوثيين في مدينة عدن إن المقاتلين سيعززون مكاسبهم بعد أن سيطروا يوم الثلاثاء على حي خور مكسر الذي يربط بين شبه جزيرة تقع فيها معظم أحياء عدن وباقي الاراضي اليمنية. وقال الأحمدي "المقاومة الجنوبية بالتنسيق مع وحدات من الجيش أعيد تشكيلها وطائرات التحالف تتحرك لرفع الحصار عن منطقة كريتر والمعلا والتواهي واقتحامها والسيطرة عليها." وأضاف أن عمليات تطهير هذه المناطق لن تستغرق سوى بضع ساعات. وقالت وسائل الاعلام التابعة للحوثيين إن الغارات الجوية استمرت يوم الاربعاء دون هوادة وقتلت 13 شخصا في أنحاء اليمن. وبعد أن أعلنت الحكومة اليمنية من مقرها في الرياض إن قوات يمنية استعادت السيطرة على مناطق في عدن من مقاتلين تابعين لجماعة الحوثي يوم الثلاثاء في تقدم مفاجئ بعد أشهر من الجمود على الأرض احتفل سكان مدن جنوبية وأطلقوا الألعاب النارية وأبواق سياراتهم وهم يرددون شعارات تعد بنصر قريب على الحوثيين. وقرب اليمن من السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم يجعله في بؤرة الاهتمام العالمي. كما كان لليمن موقع صدارة في الحرب التي تشنها الولاياتالمتحدة ضد المتشددين الاسلاميين لكن الافراد الامريكيين انسحبوا من اليمن مع تفاقم الصراع الداخلي. وأسفرت معركة عدن عن وقوع خسائر انسانية كبيرة مع تقلص امدادات الطعام والدواء والمواد الأخرى الضرورية. وانهار وقف لاطلاق النار توسطت فيه الاممالمتحدة لتوصيل مساعدات الاغاثة خلال أيام. وقتل أكثر من 3000 شخص وتشرد أكثر من مليون شخص منذ اندلاع الصراع.