عمت الفرحة بين ابناء الجنوب العربي في الداخل والخارج بسحق فلول الروافض وقوات النخبة التابعة لقبيلة حاشد والرئيس اليمني المعزول صالح وبالمقابل اكفهرت وجوه اليمنيين الذين يدعون موالاتهم لما تسمى بالشرعية حيث ظهروا بوجوه كالحة وهم يكتمون غيضهم على شاشات التلفاز من اولئك الذين اتحفونا بتعليقاتهم وتحليلاتهم طوال الثلاثة الاشهر الماضية فلم يستطيعوا اخفاء اثر الهلع حيث كان المدعو راجح بادي المتحدث باسم الرئاسة الغير موجودة يصرخ بوسائل الاعلام للإسراع الى عدن لتغطية اثار الدمار وهو في الحقيقة يدعوهم لتصوير اسراب وقطعان الاسرى وتوثيق وجودهم احياء خوفا على حياتهم بل انه دعا الى تسليمهم للصليب الاحمر دون ان يتحدث عن مبادلتهم بالأسرى الجنوبين كاللواء الصبيحي واللواء فيصل رجب وغيرهم . لم يقتصر ذلك على الاعلاميين اليمنيين والذين جلهم يتبع لحزب الارهاب اليمني التكفيري " الاصلاح" فقد انسحب القيادي اليمني المدعو عبدالعزير جباري الذماري من استوديو القناة الفضائية رافضا الاشادة بانتصار المقاومة الجنوبية في عدن, بل ان بعضهم طالب بان تتحرك قوات الوية اللواء الحليلي التي تتبع المعزول صالح والمتواجدة في حضرموت الى عدن لتحرير العند. لقد اصابتهم عملية تحرير عدن بمقتل ففقدوا توازنهم لسبب مهم ربما لا يدركه البعض وهو ان قرار سياسيا حول هذه العملية قد اتخذ خارج عن ارادة وسيطرة عناصرهم التي تقود ما تسمى بالحكومة الشرعية فأخذتهم العملية العسكرية على غرة والذي يجري التنسيق والتواصل المستمر فيما بينهم وبين قياداتهم في صنعاء في اتفاق على ان المعركة تستهدف قوتهم وهيمنتهم كيمنيين على الجنوب وثرواته وان الهزيمة والخسارة ستطالهم كلهم بمختلف تياراتهم من متطرفين اسلاميين بشقيهم الروافض او الاصلاحين ومعهم حزب المؤتمر والاحزاب الاخرى والقبائل في مختلف عموم اليمن بشقية الاعلى والاسفل جميعهم دون استثناء. نحتفل وايدينا على الزناد خاصة وان المؤامرة على الثورة والمقاومة على اشدها فقد بدأت عملية تصفية المقاومة اعلاميا حيث يتم تجيير هذا النصر وهذه التضحيات لصالح حكومة فشلت حتى في توصيل مواد الاغاثة وفشلوا حتى في توزيع الاسلحة التي كانت في مخازن جبل حديد على المقاومة فلا يعقل ان نتوقع منها ان تدافع عن الجنوب او تخوض معركة تحرير من هذا النوع .
لاشك ان المقاومة في عدن والتي تفتقد للأسلحة الحديثة وللتموين ومراكز القيادة والسيطرة كانت ضعيفة في قدرتها على الهجوم والمبادرة وهو امر طبيعي فكان لوصول الأسلحة الحديثة من دولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة والتي رافقت المقاتلين الجنوبيين الذين تدربوا خلال الشهرين الماضين في العبر والشرورة وبإسناد الطلعات الجوية المكثفة لقوات التحالف العربي الباسلة كان له اثر بالغ على انتقال المقاومة من وضعية الدفاع الى وضعية الهجوم وتمكنت من تصفية فلول وجيوب القوات اليمنية في عدن خلال يومين فقط. لا داعي للتساؤل الان حول لماذا لم يحصل هذا الاسناد والدعم العسكري للمقاومة الجنوبية من قبل في الوقت الذي كانت تسيطر فيه على احياء مدينة عدن كالتواهي وكريتر وخومسكر ولا تتواجد القوات اليمنية فيها سوى كجيوب وخلايا نائمة فقط.
لا يهمنا الان البحث في الاسباب فربما ان خيبة الامل لدى قوات التحالف العربي من فشل ما تسمى بالمقاومة التابعة لحزب الاصلاح في اليمن والتي راهنوا عليها في مواجهة المتطرفين الروافض وقوات قبيلة حاشد وصرفوا عليها المليارات من المال والسلاح المتطور مما زاد من حجم الضغوط الخارجية على المملكة السعودية وزادت مخاطر جر المنطقة كلها الى مستنقع العنف فكان خيار دعم المقاومة امر لابد منه.
ان مؤشر ترديد وسائل الاعلام والحكومة اليمنية في المنفى بان قواتهم هي التي حررت عدن وهي بالفعل غير موجودة ولم نسمع عن شهيد واحد ضمن جيوش الحكومة الغير موجودة في الاصل وتجاهل حق المقاومة الجنوبية التي اجترحت المأثرة وقدمت ارتال الشهداء من الذي لا يملكون حتى احذية هي جريمة كبرى وهي مقدمة معنوية وبداية لمخطط لتصفية المقاومة والثورة والجنوب على حد سواء . لسنا في موقف الضعف حتى نسمح للمدعو الحذيفي ليقود عملية اعادة القوات اليمنية الى عدن ولسنا في موقف ضعف حتى نقبل بشركاء علي عبدالله في سرقة ثروات الجنوب والفاسدين ليعودوا للمتاجرة بشعب الجنوب وثرواته. هل الثورة تقتصر على جبهات القتال وتقديم ارتال الشهداء ام الثورة تعني القتال لتحرير الجنوب والقضاء على سلطة الاحتلال لإحلال سلطة الثورة بدلا عنها سؤال اطرحه على المقاتلين في الجبهات المختلفة.
لماذا لا يتم تشكيل مجلس سياسي لقيادة الثورة في عدن ومن ثم يتكامل مع المناطق الجنوبية الاخرى لان الحكومة الوهمية غير موجودة ولسنا في واديها ولن تكون سوى مرفأ لاستقبل جحافل الاحتلال مرة اخرى و لنترك الجنوبيين في حكومة الشرعية وشأنهم دون ان نسمح لهم بالتدخل في شؤون عدن والمحافظات الجنوبية الاخرى. ما هو مطلوب من هؤلاء الجنوبيين هو القيام بأعمال الإغاثة والمساعدة في إعادة الخدمات الضرورية فقط وان كانوا وحكومتهم فعلا عازمين على حكم اليمن كما يدعون وان جيوشهم الجرارة هي التي تقود التحرير فنقترح عليهم تحرير مديرية في محافظة مارباليمنية او قمة جبل العروس في تعز التي تدور حولها معارك كر وفر لثلاثة اشهر ونيف. كما ندعو دول التحالف ان تسندهم بالأسلحة الحديثة والاموال كما فعلوا مع جبهة الجوف كنموذج يقتدى به لينطلقوا من هناك في مشوراهم نحو السلطة, اما الجنوب فهي مروية بدماء شهداء المقاومة وهذه الدماء مهرا للحرية وليست للمساومة او البيع بأي ثمن.
ادعو ابطال المقاومة في الميدان ان يتقدموا الصفوف لتشكيل قيادة سياسية لهم فلا ينتظروا لأبطال الميكرفونات والمنصات الذين صموا اذاننا لسنوات تسع وبددنا من الوقت معهم كثيرا في حل اشكالات من يتكلم الاول ومن يلقي البيان الختامي للمظاهرات.. مثلما انتظرنا من 1994م الى 2004 م للهامات التاريخية ان تقول حتى (بعاع) ادركنا اننا امام واجب الخروج والقيام بالثورة بدونهم ولتبدأوا في اول عملية رد على هذا الاختراق الخطير بأسر المدعو الحذيفي بأي ثمن وبأي وسيلة ومبادلته بالأسرى الجنوبين في صنعاء حتى يكون عبرة لكل من تسول له نفسه بالتفكير بالعودة الى الجنوب ودرسا لمن يفكر بالقفز على اكتاف المقاومة .. الثورة في خطر ولابد من التحرك قبل ان يقع الفأس في الراس. اللهم اني بلغت .. اللهم فأشهد