الهدوء والتعقل والكياسة والنفس الطويل مااحوجنا لكل هذه الصفات في مرحلة محنتنا هذه ... فلندع التعصب ولنوظف اقلامنا واقوالنا في اتجاه حث أبناء الجنوب على تغيير وسائلهم في التعاطي مع خصومهم خصوصا وأننا مررنا بتجارب كثيرة تفرض علينا أن نقف ونقيم تلك التجارب ونضع ميزان المراجعة لعمل تلك السنوات .. الوضع اليوم فيه من المتغيرات مايفرض علينا أن نرتقي بوسائل عملنا وطرق تعاطينا سياسيا مع خصومنا ومحتلي ارضنا فنحن جميعا بتنا في الميدان نحن وكل القوى الجنوبية الحرة التي نتفق معها أو نختلف معها كلنا جمعنا الجنوب وجمعنا الاعتداء الغاشم على أرضنا الذي قامت به قوى الظلام وأرادت من خلاله إعادة احتلال أرضنا. . ذلك الإجماع والاتفاق الجنوبي نعمة من بها الله علينا يفترض أن نصونها ونقدرها ونحافظ عليها من خلال الابتعاد عن الخطاب المتشنج الذي يفقدنا العقل والاتزان ويضعنا على طول الخط في مربع ردات الفعل .. علينا أن نرتب أولوياتنا وفق ماتقتضيه ظروف المرحلة فخطاب التعبئة قد مرت مرحلته وحققت مانريده وهو إخراج ابناء الجنوب إلى الميدان وإعلان ثورتنا السلمية وكذلك خرجنا مدافعين عن الجنوب وأهله ولم تستوقفنا كثيرا خطابات المعركة التي تشعبت وتنوعت وكذلك لم تفرقنا .. واليوم ندلف إلى مرحلة جديدة تتمثل في مواصلة معركتنا لدحر الغزاة وأيضا الدخول في مضمار العملية السياسية بمتغيراتها وأحداثها الجديدة ، وعندما نتحدث عن الدخول في مضمار العملية السياسية فهذا لايعني بالضرورة أن نتنازل عن أهدافنا التي انطلقت ثورتنا الجنوبية لأجلها والتي روت شجرتها دماء أبناءنا واخواننا وعرق معاناة بناتنا وأطفالنا وشيوخنا ولكننا ولأجل هذه الدماء ولأجل المعاناة علينا أن نبحث عن الوسائل والطرق التي توصلنا إلى تحقيق هذه الأهداف بعيدا عن الصوت العالي والشعارات والتحريض والتخوين وغيرها من وسائل الهدم التي رافقت مسيرة ثورتنا ويحاول البعض احيائها اليوم! ! ان المسئولية تحتم علينا أن نكون أمناء على دماء الشهداء وانات الجرحى وعذابات المشردين من أبناء الجنوب ليس بلغة التخوين لبعضنا البعض ولا بمهاجمة بعضنا البعض حتى وإن لم نتفق سياسيا بل بقاعدة الحق التي تعطي الحق لكل جنوبي وأقول (جنوبي)بالمشاركة في الدفاع عن وطنه ورسم ملامح مستقبل هذا الوطن والمشاركة في صياغة مشروع الوطن القادم والمساهمة الفاعلة في قيادة دفة البناء المستقبلي له ..!! أننا بغير التزامنا بهذه القاعدة (الجنوب لكل أبنائه )لن نصل إلى الوطن الذي ننشده وطن السلام والأمان والتنمية والعيش الكريم ولكننا سنؤسس لوطن الصراعات المتواصلة والدم المسفوك وطن عدم الاستقرار الذي يولد الشتات والضياع. .!! علينا أن نكبر بحجم الجنوب وقضيته والامه وننمي في انفسنا القدرة على التغلب على طموحاتنا الشخصية ورفع أهداف الجنوب فوق أهدافنا وأحلامنا الشخصية. .علينا أن لانحول خلافاتنا الشخصية واخفاقنا في الوصول إلى بعض رغباتنا وفي إرضاء بعضنا البعض إلى خلافات سياسية نعكسها عل أهداف الجنوب التي سفكت لأجلها الدماء الطاهرة ..كما أن علينا أن لانؤجج الفتن بين أبناء الجنوب فنحن اليوم في أشد الحاجة إلى التوحد فلا شرعية هادي قادرة على تحرير الجنوب منفردة ولا الأحزاب الجنوبية أيضا قادرة على فعل ذلك ولا الحراك الجنوبي قادر على ذلك منفردا ولا قوى الإسلام السياسي أيضا قادرة على بلوغ الهدف لوحدها، نعم الكل عاجزا اذا صورت له عقيلته أنه سيصل إلى الأهداف الجنوبية منفردا ولكن بالمقاومة الجنوبية التي احتضنت كل هذا الطيف سيتحقق النصر وسنصل جميعا إلى الهدف المنشود ولذلك علينا أن نبتعد عن المناطقية المقيتة والحزبية والفئوية الكريهة الرايحة وان نتحد حتى في التباين في الرأي مادمنا جميعا نحمل الانتماء الجنوبي. . ليس بالضرورة أن نكون جميعا في مقدمة الصف وليس الزاما أن نمن على الجنوب ونطلب مكافأة نضالنا ودفاعنا عنه ، إنما الضرورة تحتم علينا أن ننمي في انفسنا الشعور بالانتماء لهذا الجنوب العظيم، وتحتم علينا أن نكون كبارا بحجم الجنوب الذي ننتمي إليه لا اقزاما صغارا بحجم الاحلام الدنيوية التي تسيطر على تفكيرنا والرغبات التي تتحكم فينا! ! عبدالكريم سالم السعدي عدن 28يوليو2015م