اعلنت وزارة الخارجية الروسية السبت ان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير سيزور موسكو الثلاثاء لمناقشة مسألتي النزاع في سوريا وتنظيم الدولة الاسلامية مع نظيره الروسي سيرغي لافروف. وكان الوزيران التقيا في قطر في 3 آب/اغسطس خلال اجتماع ثلاثي مع نظيرهما الاميركي جون كيري هيمن عليه الوضع في سوريا. وقالت الخارجية الروسية ان وزيرا الخارجية سيواصلان "مناقشة سبل حل الازمة في سوريا". وقالت موسكو ان مواضيع المباحثات ستشمل "التزايد الكبير لقوة مختلف المجموعات المتطرفة وخصوصا ما يسمى بالدولة الاسلامية". وقالت الوزارة ان "الوزيرين سيناقشان امكانية تعاون روسي-سعودي في الحرب ضد الارهاب مما هو في مصلحة الدولتين". واضافت انهما سيناقشان مقترح روسيا تشكيل "تحالف دولي اوسع لمحاربة مسلحي الدولة الاسلامية داخل سوريا". ويرى مراقبون أن التقارب السعودي الروسي يمكن أن ينجح في بلورة حل سياسي انطلاق من مبادئ اتفاق جينيف 1 وتشكيل حكومة ائتلافية دون أي دور من نظام الرئيس السوري بشار الاسد. وأكد هؤلاء أن التقارب السعودي الروسي سيربك خطط ايران في الدفاع والتشبث بالأسد وسيقلل من حظوظها في مشاورات التفاوض على ايجاد حل سياسي في سوريا. وتظهر قيمة التقارب من خلال تكثيف المباحثات ما يوحي بأنه هناك تفاهم وتجانس على مستوى الخطط المطروحة لايجاد حل في سوريا بعيدا عن الأسد. وقال خبراء إن هذا التقارب يمكن ان يحدث انفراجة على مستوى الجهود المبذولة في سياق إنهاء الصراع السوري بعد اربع سنوات من الفشل الدولي. وأكد هؤلاء أن السعودية وواشنطن تراهنان على التباعد في المواقف الذي لاح مؤخرا بين طهرانوموسكو بشأن الدفاع عن الرئيس السوري. وبدت روسيا كأنها غير ماضية في التثبث بالأسد بعد ادراكها بأن النظام ينهار و لا مفر من السقوط، في حين تتمسك ايران بمعادلة الاسد أو لا أحد. وقال الرئيس الاميركي باراك اوباما إن روسياوايران باتتا تدركان ان الرياح لا تميل لصالح الرئيس السوري بشار الاسد. وسيولي الوزيران الروسي والسعودي بحسب موسكو "اهتماما كبيرا" للنزاع في اليمن حيث يقوم تحالف عربي بقيادة السعودية بضرب اهداف للمتمردين الحوثيين المدعومين من ايران ومناقشة استراتيجيات التوصل الى "حل سريع". وقالت دائرة الإعلام والصحافة بالخارجية الروسية في تعليق نشرته، السبت، إن الوزيرين الروسي والسعودي سيواصلان تبادل الآراء بينهما حول دائرة واسعة من بنود الأجندة الثنائية والدولية والذي كانا بدآه خلال لقائهما في قطر في بحسب وكالة سبوتنيك الروسية. كما من المتوقع أن يتم خلال مباحثات لافروف والجبير تحليل الوضع في منطقة الخليج الذي طرأت عليه تغيرات بعد إبرام الاتفاق الدولي حول برنامج إيران النووي. ويقترح الجانب الروسي في هذا الصدد العمل على توطيد الاستقرار هناك في إطار الرؤية الروسية لأسس ومبادئ أمن هذه المنطقة الحيوية من مناطق العالم. ووفقا للخارجية الروسية، سوف تتناول المباحثات بين الجانبين سير تطبيق الاتفاقات حول تكثيف التعاون الروسي السعودي العملي الذي تم التوصل إليه خلال زيارة ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى روسيا في حزيران/يونيو. وسيتطرق الوزيران على وجه الخصوص إلى سبل تفعيل تعاون الجانبين في مجال الاستثمارات، وتنسيق خطواتهما بصورة أوثق في أسواق الطاقة العالمية، وكذلك إلى مشاريع العمل المشترك الملموس في ميادين الطاقة الذرية السلمية، والزراعة، وقطاع البناء والهندسة المدنية.