إذ لم يكن من المرغوب فيه أن يكون لدى عامة الشعب وعي سياسي قوي , فكل ما هو مطلوب منهم وطنية بدائية يمكن اللجوء إليها حينما يستلزم الأمر” جورج أورويل, 1984. نجد اليوم أن 90% من النشطاء الجنوبيين خاصة والعرب عامة يعملون في وسائل التواصل الإجتماعي أو الإعلام الإجتماعي (Social Media) بنقل القيل والقال و الاخبار الكاذبة بدون ان يعلم احد عن مصدر المعلومة الحقيقي. يتناقل الجميع اخبار ومعلومات على اساس انها حقائق مطلقة لاتقبل التشكيك او المراجعة والحقيقة هي عكس ذلك. تجد الكثير من الاشخاص يجتهد بنقل الشائعات والأكاذيب لسنوات وهو لايدرك ذلك . وسائل التواصل الاجتماعي اصبحت مركز عالمي لعمليات قياس الرأي العام ووكر استخباراتي لتوجيه الناس وبث الشائعات التي تخدم الاجندات السياسية للحكومات بتوجية الناس للغايات التي يريدونها ومنها نشر الخلافات بين المجتمعات . نموذج على ذلك تجد هناك اشخاص يستخدمون اسماء مناطق يافعي يهاجم ابن شبوة وتجد شخص من شبوة ياهجم ابن عدن وضالعي يهاجم ابن حضرموت الخ . ما الهدف من ذلك ؟ الهدف تدمير التلاحم المجتمعي . كيف نميز ذلك من يملك الوعي يستطيع ان يميز ويعرف ماذا يحدث ومن لايملك الوعي لايستطيع ان يعرف فيقع في المكيدة التي نصبها له الاعداء. علينا ان ندرك خطر سلوكنا وافعالنا صنف العقل اللاواعي من الناس يخدم اعداء المشروع الوطني الجنوبي وهو لايعلم . من اكبر المشاكل التي نواجهها اليوم اننا نعيش وسط كم هائل من الاخبار الكاذبة والشائعات المغرضة التي لايوجد لها اي مصدر حقيقي وهناك الكثيرمن النماذج . لذلك الانسان لايستطيع ان يصمد امام هذه الاوضاع والكم الضخم من الاكاذيب بغير امتلاك القدرة على استخدام الوعي التحليلي والفرز والاستنباط للكثير من المعاني المبهمة . انصح الجميع في البحث المتكرر عن الحقائق المجردة لكي نصل الى النتائج المنطقية بعيد عن الهوى الشخصي، نبتعد عن الجدال العبثي الذي لايوصل الى نتيجة منطقية جدال من اجل الجدال بمنهج حواري عدمي غير مفيد. يجب أن نلتزم بأخلاقيات الحوار نكون مهذبين في استخدام الكلمات والعبارات عند الحوار كان اتفقنا او اختلافنا مع الخصوم،من يملك المنطق الفلسفي والحجة السياسية الصحيحة بطرق الاستدلال السليم، سيقنع المستمع بنوع القضية التي يدافع عنها. يقول الامام الشافعي: ما ناظرت احدا الا وتمنيت ان يظهر الله الحق علي يديه “ يقول ابن تيمية" ليس العاقل الذي يعلم الخير والشر إنما العاقل الذي يعلم خير الخيرين وشر الشرين. في نهاية المطاف الجميع يبحث عن الحق والحقيقة ولا شيء غيرها .