يتجه الحوثيون إلى إجهاض الحوار الدائر في العاصمة العمانية مسقط برفضهم إعادة الشرعية في مسعى منهم للتمسك بالانقلاب وضمان مكان في المشهد السياسي خاصة مع انهيارهم العسكري في محافظات الجنوب. وأشار عضو المجلس السياسي"التابع للحوثيين محمد البخيتي إلى أن حديث وزير الخارجية اليمني رياض ياسين عن حوار بعد عودة الشرعية "لا معنى له"، مؤكدا أن إن التنازلات التي قدمتها جماعته في مفاوضات مسقط لا يمكن القبول بأقل منها. وأضاف البخيتي إنه "لا يمكن القبول بتفرد الطرف الآخر بالقرار السياسي". ويرى مراقبون أن رفض البخيتي لحوار ما بعد عودة الشرعية هو تمسك واضح بالانقلاب وبعدم المضي قدما في إعادة الشرعية للمؤسسات اليمنية والعمل على نشر الفوضى والاقتتال بين الشعب اليمني. وأكد هؤلاء أن الحوثيين لا يلتزمون بالحوار السياسي في مسقط وأن هدفهم الوحيد هو المناورة سياسيا لكسب المزيد من الوقت خاصة مع اقتراب المقاومة الشعبية والتحالف العربي من بدء معركة تحرير صنعاء. وكان ياسين قد أكد أن على ضرورة التمسك بتنفيذ قرارات الأممالمتحدة بالكامل ومخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية (أي إعادة الشرعية)، للسماح بالعودة للحوار السياسي من جديد بين جميع الطوائف اليمينة بيما فيهم جماعة أنصار الله. وأكد خبراء أن الجماعة الشيعية لن تقبل برمي السلاح واعادة الاستقرار السياسي لليمن، وأن جل مفاوضتها السياسية تدخل في سياق توسيع هامش نفوذها لا غير. وقال هؤلاء إن الحوثيين أجبروا على خوض مفاوضات مسقط عقب تكبدهم خسائر كبيرة في محافظات الجنوب. وتابع البخيتي "نحن لا نفاوض الآن أطراف سياسية بل أدوات موجودة في الرياض"، حسب وصفه، لافتا إلى أن الخصوم السياسيين للحوثيين "يعطلون الحوار دائما ويضعون شروط لكل هدنة إنسانية". وكان المبعوث الاممي إلى اليمن أكد في منشور مقتضب على حسابه في فايسبوك ، أن مفاوضات مسقط مستمرة ونسبة نجاحها كبيرة. وفي سياق متصل ألمح قيادي بارز في المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبدالله صالح، إلى فشل مفاوضات "مسقط" التي يرعاها مبعوث الاممالمتحدة إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد. وقال الامين العام المساعد لحزب "المؤتمر" ياسر العواضي في سلسلة تغريدات على "تويتر" "ماظل فينا نفس سنواجه العدوان، ومازال معنا وقت سنسخره له، وماتبقى معنا شبر من الوطن، سنقاوم العدوان منه او نموت دونه، والله على مانقول شهيد". من جانبه دعا الرئيس اليمني عبدربه منصرو هادي اليمنيين في الداخل والخارج إلى المزيد من التآزر والتكاتف في وجه تلك الجماعات والقوى التي تحاول جر البلد إلى مربع العنف والدمار والخراب، وزعزعة الأمن والاستقرار واستعداء دول الجوار، ولا تريد لليمن وشعبه خيرا وذلك خدمة لأهداف وأطماع قوى دخيلة على مجتمعنا وديننا بل وقوميتنا العربية.