الحديث عن تأجيل مواجهة وإخضاع ثلة المراهقين المسمون قاعدة والخاضعون عمليا لأجهزة المخلوع صالح وقوى الإرهاب الشمالية أو حتى التغاضي عنهم هو كارثة سياسية ستتجلى تبعاتها المدمرة في المستقبل القريب. أن تتحول أحياء داخل مدينة التواهي العريقة ، مدينة الثقافة والسلام والحضارة والتنوع الديني إلى بلوكات تخضع لمراهقين إرهابيين هم من خان علي ناصر هادي وسلم التواهي للحوثيين ، هي وصمة عار في جبين المقاومة الجنوبية والحراك الجنوبي والسلطات المحلية بعدن. أن يتم التعامل مع هذه الظاهرة الخطيرة - التي باتت تتسلل رويدا رويدا وفق خطط استخبارية بالغة الدراسة داخل بعض المساجد والأحياء - بنوع من السياسة المطاطة أو باعتبارها ليست أولولية قصوى هو تجني واضح على عدن وثقافتها وحضارتها وعلى وعي الإنسان الجنوبي وثقافته ومستقبله. إن التهاون في مواجهة وردع هذه الظاهرة الكارثة هو تواطئ وخذلان فاضح ، وإن صمت دول التحالف العربي حتى الان عن ذلك هو طعن لعدن وتضحيات شبابها وأبطالها ، بل هو استبدال السيئ بما هو أسوأ. إننا مطالبون اليوم في مواجهة هؤلاء المراهقين أينما وجدوا ، نزع السلاح من أيديهم والنهوض بمواجهتهم مجتمعيا وإعلاميا وسياسيا وفكريا ، وإن اضطر الأمر عسكريا. طالما ونوه بعض المثقفين الجنوبيين لخطر هذا الأمر من أوقات مبكرة ومنهم الأستاذ أبو عهد الشعيبي والفنان عبود الخواجه ، لكن لم يجدوا آذانا صاغية. كنت في نقاش حاد مع أكاديمية سويسرية حول حقيقة القوى التي ستبرز ما بعد تحرير الجنوب وشعرت بغضب شديد وهي تقول واثقة أن ما بعد خروج الحوثيين سيكون " ظهور سلسل لخلايا داعش وبدعم رسمي من دول أتحفظ على ذكرها حاليا ، حتى أنكم ستستغربون كيف ظهروا ". طبعا لا زلت أعتبر ذلك قراءة شك وسيمفونية شائعة لدى المثقف الغربي بالمجمل وحساسية مفرطة تجاه بعض الدول ، من هذه الزاوية فقط. لكن من زاوية أخرى ، هي ليست مخطئة في شق حديثها الأول ، فقد سبق شخصيا وحذرت من أن الاستراتيجية القادمة للقوى الشمالية اليمنية ستتوزع بين "إشعال فتيل المناطقية" وإثارة "خلايا إرهابها القاعدية". أحمّل شخصيا دول التحالف والمقاومة الجنوبية والسلطة المحلية مسئولية انتشار هذه الظاهرة وأقرع هنا جرس تحذير لكل الجنوبيين من خطورة القادم المخيف إن ظل الصمت سيد المواقف. اللهم إني بلغت .. اللهم فاشهد ..!